ملخص:
- ارتفاع كبير في أسعار الزجاج؛ وصل الزجاج العادي إلى 100 ألف ليرة للمتر والسيكوريت إلى 175 ألفاً.
- توقف إنتاج الزجاج في القطاع العام منذ 2014 بسبب صعوبة تأمين الطاقة.
- الشركة العامة للصناعات الزجاجية مطروحة للاستثمار مع نقص في الكوادر الفنية وتكاليف تأهيل عالية.
- منع استيراد الزجاج الشفاف أدى لنقص حاد ورفع الأسعار، رغم وجود 13 معملاً خاصاً يعمل منها 11 فقط.
- مطالب بتشغيل معامل حكومة النظام لكسر الاحتكار وتعزيز المنافسة في السوق.
يشهد سوق الزجاج في مناطق سيطرة النظام السوري ارتفاعات كبيرة في الأسعار، حيث وصل سعر المتر من الزجاج العادي إلى 100 ألف ليرة، بينما بلغ سعر المتر من زجاج السيكوريت 175 ألف ليرة، في حين قفز سعر الزجاج العاكس الأبيض العادي إلى 120 ألف ليرة للمتر، وعاكس السيكوريت إلى 200 ألف ليرة، أما الزجاج العاكس بالألوان كالأزرق والأخضر فبلغ سعر المتر 290 ألف ليرة.
وأوضح مدير الشركة العامة للصناعات الزجاجية، بسام الحلاق لصحيفة "الوطن" المقربة من النظام، أن توقف الإنتاج في القطاع العام يعود إلى صعوبة تأمين الطاقة، حيث توقف المعمل الوحيد المنتج للزجاج منذ عام 2014.
وأكد الحلاق أن المعمل الثاني للقطاع العام، معمل الخزف، توقف بقرار من اللجنة الاقتصادية نتيجة ارتفاع تكاليف التشغيل وقلة الجدوى الاقتصادية. ورغم محاولات تشغيل بعض أقسام الشركة لتأمين رواتب الموظفين وتسديد الديون، فإن الشركة لا تزال تواجه تحديات كبيرة، خاصة مع نقص الكوادر الفنية بعد استقالة العديد من المتخصصين.
مشكلات الاستيراد وتأثيرها على السوق
من جانبه، أوضح سامر محفوظ، رئيس لجنة الزجاج في غرفة صناعة دمشق وريفها، أن نقص الزجاج في السوق مرتبط بمنع استيراد الزجاج الشفاف. وذكر أن الزجاج المنتج محلياً لا يرقى إلى الجودة المطلوبة، وأن ارتفاع تكاليف المواد الخام المحلية مقارنةً بالدول المجاورة أثّر على قدرة البلاد على التصدير وساهم في رفع الأسعار محلياً.
وأشار محفوظ إلى أن القطاع الخاص يضم 13 معملاً، لكن اثنين منها توقفا عن العمل مؤخراً. وأوضح أن غرفة الصناعة طالبت وزارة الصناعة في حكومة النظام بالسماح باستيراد الزجاج الشفاف، وقد رفعت التوصية إلى اللجنة الاقتصادية، إلا أنه لم يتم اتخاذ خطوات ملموسة بعد.
وشدد محفوظ على ضرورة تدخل القطاع العام وتشغيل "معمل الزجاج الوطني"، معتبراً أن هذا التدخل سيعزز المنافسة ويكسر احتكار السوق. كما لفت إلى أهمية اتخاذ خطوات سريعة لضمان توفير الزجاج بأسعار معقولة في السوق، لتخفيف العبء عن المواطنين والمشاريع التي تعتمد على هذه المادة.
210 مليارات دولار لإنعاش الصناعة
العام الماضي، قال مندوب النظام السوري لدى الأمم المتحدة، حسن خضور، إن 70% من القدرة الصناعية لسوريا دُمّرت بالكامل خلال السنوات الماضية، مقدّراً كلفة إعادة الإنتاج الصناعي لما قبل 2011 بنحو 210 مليارات دولار. تجاهل خضور دور النظام والقوى الداعمة له في تدمير المنشآت الصناعية بالقصف المتواصل منذ 13 عاماً. وذكر أن نحو 4200 منشأة خاصة تضررت، إضافة إلى خروج 49 شركة عامة من الإنتاج.
ويواصل النظام اتهام الدول الغربية بتدهور الاقتصاد، متجاهلاً تأثيرات حربه على الشعب السوري، التي دفعت مئات الصناعيين لمغادرة سوريا وإقامة مشاريع في دول اللجوء والمهجر.