أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تمسك بلاده بسياستها المتعلقة بسوريا والعراق، والاستعداد لاستخدام العملات المحلية في التجارة مع بلدان أخرى، واصفاً تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن شريك استراتيجي لها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) مقابل قس بـ "الأمر المؤسف".
وقال أردوغان في خطاب ألقاه أمام حشد جماهيري في قضاء أونية بولاية أوردو شمال تركيا، خلال زيارة تفقدية لجسر تضرر مؤخراً بفعل الأمطار والفيضانات، "مهما فعلتم لن نتخلى عن أهدافنا الاقتصادية ولن نتوقف عن سحق الإرهابيين أو نتراجع عن سياساتنا المتعلقة بسوريا والعراق، المسألة ليست مسألة دولار أو يورو أو ذهب وإنما حرب اقتصادية ضدنا واتخذنا التدابير اللازمة لمواجهتها".
وأبدى الرئيس التركي استعداد بلاده لاستخدام العملات المحلية في التجارة مع الصين وروسيا وإيران وأوكرانيا وغيرها من الدول "التي نملك التبادل التجاري الأكبر معها، مؤكداً استعداد تركيا لتأسيس نفس النظام مع الدول الأوروبية "إذا كانت تريد الخروج من قبضة الدولار".
وأضاف "أوجه الخطاب إلى مسؤولي الولايات المتحدة مجددا، أنتم تتخلون عن شريك استراتيجي في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مقابل قس، هذا أمر مؤسف"، مؤكداً "نحن نعمل بما تمليه العدالة، ولم ولن نقدم تنازلات بهذا الصدد".
وشدد أردوغان على أن الولايات المتحدة لا يمكنها "إخضاع هذه الأمة عبر لغة التهديد إطلاقا"، مضيفاً "نحن نفهم لغة القانون والحق".
ودعا الرئيس التركي مواطنيه إلى تحويل العملات الصعبة لليرة التركية، قائلا: "حوّلوا ما لديكم من دولارات ويوروهات وذهب مخبَّأ إلى الليرة التركية".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد كتب مقالاً في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بعنوان "كيف ترى تركيا الأزمة مع الولايات المتحدة"، مهدداً بأن بلاده ستبحث عن حلفاء جدد لها، وذلك بعد يوم من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم القادم من تركيا، التي هبطت ليرتها يوم أمس إلى مستوى قياسي أمام الدولار.
وتشهد العلاقات الثنائية بين البلدين توتراً حاداً بسبب عدد من الملفات العالقة فيما يتعلق بدعم الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، التي تعتبرها تركيا تابعة لحزب العمال الكردستاني، وأيضاً عدم تسليمها فتح الله غولن لتركيا التي تتهمه بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز من عام 2016.
وتصاعد التوتر بعد إصدار القضاء التركي حكما بالإقامة الجبرية على القس الأمريكي برانسون المقيم في تركيا بتهمة التعامل مع منظمتي "حزب العمال الكردستاني" و"تنظيم فتح الله غولن"، في حين طالبت الولايات المتحدة بالإفراج الفوري عن القس.