icon
التغطية الحية

أذربيجان تطلق عملية عسكرية ضد القوات الأرمينية في إقليم قره باغ

2023.09.19 | 18:38 دمشق

آخر تحديث: 21.09.2023 | 16:59 دمشق

النزاع بدأ بعد اتهام أذربيجان أرمينيا بزرع ألغام وقتل مواطنين
النزاع بدأ بعد اتهام أذربيجان أرمينيا بزرع ألغام وقتل مواطنين
 تلفزيون سوريا - وكالات
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • أذربيجان أطلقت عملية عسكرية في إقليم قرة باغ بهدف استعادة النظام الدستوري وطرد التشكيلات العسكرية الأرمينية.
  • قره باغ هي منطقة معترف بها دولياً كجزء من أذربيجان، لكن تديرها سلطات انفصالية أرمنية.
  • النزاع حول المنطقة تسبب في حروب منذ عام 1991، مع آخرها في عام 2020.
  • القتال في قرة باغ يمكن أن يؤثر على التوازن الجيوسياسي في جنوبي القوقاز .
  • هناك تقارير عن قصف واشتباكات في قره باغ، وهناك مدنيون قتلوا وأصيبوا في الهجمات.
  • أرمينيا طلبت المساعدة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وقوات حفظ السلام الروسية.
  • روسيا دعت إلى وقف القتال وتحث على مفاوضات لحل الصراع.
  • الوضع يزيد من التوتر بين أذربيجان وأرمينيا بعد توصيل مساعدات إنسانية إلى قره باغ.
  • النزاع بدأ بعد اتهام أذربيجان أرمينيا بزرع ألغام وقتل مواطنين.

أطلقت أذربيجان عملية عسكرية في إقليم قرة باغ، الثلاثاء، بهدف "استعادة النظام الدستوري" و"طرد التشكيلات العسكرية الأرمينية".

وقره باغ معترف بها دوليا جزءا من أذربيجان لكن منطقة منها تديرها سلطات انفصالية من عرقية الأرمن تقول إن المنطقة وطن أجدادها. وتسبب النزاع على المنطقة في نشوب حربين منذ سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991 أحدثهما في عام 2020.

ولم يتضح ما إذا كانت خطوات باكو ستؤدي إلى صراع واسع النطاق تنجرف له أرمينيا المجاورة أم أنها عملية عسكرية محدودة. لكن كانت هناك دلائل بالفعل على أن تداعيات سياسية ستحدث في يريفان حيث تحدث رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان عن دعوات للانقلاب ضده.

وقد يغير القتال التوازن الجيوسياسي في منطقة جنوبي القوقاز، التي تتقاطع فيها خطوط أنابيب نفط وغاز وحيث تسعى روسيا، المنشغلة بحربها في أوكرانيا، إلى الحفاظ على نفوذها في مواجهة اهتمام أكبر من تركيا التي تدعم أذربيجان.

سماع دوي قصف

وأمكن سماع دوي قصف متكرر في لقطات صورت في ستيباناكيرت عاصمة قره باغ، التي تسمى خانكندي في أذربيجان، ونشرت على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم الثلاثاء.

وقال جيجام ستيبانيان‭‭‭ ‬‬‬المحقق المعني بحقوق الإنسان التابع للانفصاليين في قره باغ إن مدنيين قتلا وأصيب 11 شخصا في هجمات شنها جيش أذربيجان وأضاف أن ثمانية من المدنيين الجرحى من الأطفال.

وأعلنت وزارة الدفاع في أذربيجان في بيان عن العملية عزمها على "نزع سلاح تشكيلات القوات المسلحة الأرمنية وتأمين انسحابها من أراضينا، وتحييد بنيتها التحتية العسكرية".

وقالت إنها لا تستهدف إلا الأهداف العسكرية المشروعة باستخدام "أسلحة عالية الدقة" وليس المدنيين في إطار ما وصفتها بأنها حملة "لاستعادة النظام الدستوري لجمهورية أذربيجان".

وأضافت أن المدنيين أحرار في المغادرة عبر ممرات إنسانية تشمل واحدا يؤدي إلى أرمينيا.

وقال باشينيان إن عرض المغادرة يبدو وكأنه محاولة أخرى من باكو لإجبار الأرمن على ترك قره باغ في إطار ما وصفه بأنه حملة "تطهير عرقي" وهو اتهام تنفيه باكو.

وقالت قوات عرقية الأرمن في قره باغ إن قوات أذربيجان تحاول اختراق دفاعاتها بعد قصف عنيف، لكنها لا تزال صامدة في الوقت الحالي.

ودانت أرمينيا، التي كانت تجري محادثات سلام مع أذربيجان تشمل المسائل المتعلقة بمستقبل قره باغ، ما وصفته "بالعدوان الشامل" من جانب باكو ضد شعب ناغورني قره باغ واتهمت أذربيجان بقصف بلدات وقرى.

وقالت وزارة الخارجية الأرمينية في بيان "انطلاقا من الشعور بالحصانة، أعلنت أذربيجان مسؤوليتها عن العدوان".

أرمينيا تدعو للمساعدة

ودعت أرمينيا، التي تقول إن قواتها المسلحة ليست في قره باغ وإن الوضع على حدودها مع أذربيجان مستقر، أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى المساعدة كما دعت قوات حفظ السلام الروسية في المنطقة إلى التدخل.

في حين دعت روسيا، التي توسطت في وقف هش لإطلاق النار بعد الحرب في عام 2020، جميع الأطراف إلى وقف القتال. واستعادت أذربيجان في نفس العام مساحات واسعة من الأراضي كانت قد خسرتها في صراع سابق في التسعينيات داخل قره باغ وحولها.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين اليوم الثلاثاء إن روسيا على اتصال بكل من أذربيجان وأرمينيا وحثت الطرفين على إجراء مفاوضات لحل الصراع في قره باغ، مضيفا أن موسكو تعتبر ضمان سلامة المدنيين أهم قضية.

وقالت أرمينيا إن روسيا مشتتة بسبب حربها في أوكرانيا لدرجة أنها لا تستطيع حماية أمنها واتهمت قوات حفظ السلام الروسية في قره باغ بالفشل في أداء مهمتها.

وناشد المصرفي روبن فاردانيان، الذي كان مسؤولا كبيرا في إدارة عرقية الأرمن لقره باغ حتى فبراير شباط، أرمينيا الاعتراف باستقلال قرة باغ الذي أعلنته من جانب واحد عن أذربيجان.

كما دعا فاردانيان، الذي كان يتحدث من قره باغ وصوت المدفعية يدوي في الخلفية، المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات على أذربيجان.

وقال على تيليغرام "تكشف وضع خطير حقا هنا... أذربيجان بدأت عملية عسكرية واسعة النطاق ضد 120 ألف نسمة، من بينهم 30 ألفا من الأطفال والحوامل والمسنين".

وعقدت الحكومة الأرمينية اجتماعا لمجلس الأمن المحلي لمناقشة الوضع، في حين تجمع سكان في المنطقة الحكومية في العاصمة يريفان لمطالبة السلطات باتخاذ الإجراءات اللازمة.

وأعلنت أذربيجان العملية بعدما صرحت بأن ستة من مواطنيها لقوا حتفهم في انفجار لغمين أرضيين في واقعتين منفصلتين في قره باغ واتهمت "جماعات مسلحة أرمينية غير شرعية" بزرعهما. وقالت أرمينيا إن هذه الاتهامات كاذبة.

وحدث التصعيد بعد يوم من توصيل شحنات أغذية وأدوية تشتد الحاجة إليها إلى قره باغ عبر طريقين على نحو متزامن، وهي خطوة بدت أنها قد تساعد في تخفيف التوتر المتصاعد بين أذربيجان وأرمينيا.

وكانت أذربيجان حتى الأيام القليلة الماضية تفرض قيودا صارمة على ممر لاتشين، الطريق الوحيد الذي يربط أرمينيا بقره باغ والذي لم يُسمح باستخدامه حتى الأيام القليلة الماضية في إدخال المساعدات على أساس أنه يستخدم في تهريب أسلحة.

وقالت يريفان إن تصرفات باكو غير قانونية وتسببت في كارثة إنسانية، وهو ما تنفيه أذربيجان.

وقالت وزارة الخارجية الأرمينية أمس الإثنين إن الموقف الدبلوماسي لأذربيجان يبدو وكأنه يمهد الطريق لتصعيد عسكري، وذلك بحسب ما أوردته وكالة رويترز.