أعادت حركة "أحرار الشام" العاملة في الجبهة الوطنية للتحرير اليوم الأحد هيكلة مجلس القيادة فيها، بعد مرور أسابيع على تشكيله، في الثامن والعشرين من شهر نيسان الماضي، بقرار من قائد الحركة عامر الشيخ.
وتشير مصادر من داخل الحركة لموقع تلفزيون سوريا، إلى أن قرار إعادة الهيكلة، جاء بعد تخوفات من حدوث انقسامات وانشقاقات عن الحركة، حيث اعتبرت عدة كتل عسكرية في الفصيل أن التعيينات السابقة كانت غير منصفة، ومخالفة لشروط الاتفاق الذي عُيّن الشيخ قائداً للحركة بموجبه، خلفاً لـ جابر علي باشا، إذ ينص على عدم وجود أي شخص من القيادة القديمة (سواء تيار جابر علي باشا، أو تيار حسن صوفان)، ضمن التشكيلة الجديدة للقيادة.
إعادة هيكلة مجلس القيادة
أعلنت حركة أحرار الشام في نيسان الماضي تشكيل مجلس القيادة، وضم حينها 12 قيادياً، لكن ما أثار غضب شريحة واسعة من عناصر الحركة، وجود كلاً من القائد السابق للجناح العسكري في أحرار الشام النقيب عناد الدرويش، المعروف بـ أبو المنذر العسكري، والرائد حسين العبيد (أبو صهيب كفرزيتا)، الذي يشغل حالياً منصب القائد العسكري في الحركة، وذلك بسبب قربهما من حسن صوفان، الذي قاد انقلاباً ضد قيادة الحركة السابقة المتمثلة بـ جابر علي باشا.
وضم مجلس القيادة حينذاك، عبيدة الخلف (أبو إسلام) قائد الأركان، الرائد حسين العبيد (أبو صهيب) القائد العسكري، أبو بكر فاروق قائد قوات المغاوير، أبو سلمان الحموي استشاري، أحمد الرفاعي (أبو عبيدة) الشرعي العام، علاء جودي (أبو عمر التوبة) قائد لواء، أبو حسن الحموي قائد لواء، أبو عمر الساحل قائد لواء، أبو الخير الشامي قائد لواء، وليد سليمان (أبو حمزة) قائد لواء، المقدم أبو المنذر الحموي مندوب أحرار الشام داخل المجلس العسكري الثلاثي في إدلب، أحمد الدالاتي (أبو محمد الشامي) نائب قائد الحركة.
وأما التشكيلة الجديدة فقد قضت بتقليص عدد أعضاء مجلس القيادة إلى 7 فقط، وهم أحمد الدالاتي (أبو محمد الشامي)، الرائد حسين العبيد (أبو صهيب)، باسل إبراهيم (أبو عبد الرحمن الغاب)، علاء جودي (أبو عمر التوبة)، أحمد جنيد (أبو بكر إدلب)، أبو سلمان الحموي، أبو عمر الساحل.
بالمقارنة بين التشكيلتين، يُلحظ استبعاد كل من النقيب أبو المنذر العسكري، عبيدة الخلف (أبو إسلام)، أبو بكر فاروق، أحمد الرفاعي، أبو حسن الحموي، أبو الخير الشامي، وليد سليمان (أبو حمزة)، ودخول اسمين جديدين إلى المجلس، وهما باسل إبراهيم (أبو عبد الرحمن الغاب)، وأحمد جنيد (أبو بكر إدلب).
من هم أعضاء مجلس القيادة؟
العضو الأول في المجلس هو أحمد الدالاتي (أبو محمد الشامي)، وقد تم تعيينه نائباً لقائد أحرار الشام، في 16 من شهر حزيران الماضي.
ونشرت المعرفات التابعة للحركة نبذة تعريفية بـ "الدالاتي"، قالت فيها إنه من مواليد 1984 بريف دمشق، وانخرط في الثورة السورية منذ انطلاقتها، ثم انتقل للعمل في مناطق الشمال السوري في بداية عام 2015، حيث انضم حينذاك إلى الحركة.
وأشارت الحركة إلى أن "الدالاتي" ساهم في تأسيس مكتب قيادة المنطقة الجنوبية في الحركة (دمشق وريفها ودرعا والقنيطرة)، ثم عُيّن مسؤولاً عن قيادة المنطقة الجنوبية بداية عام 2016، ثم عضواً في مجلس شورى الحركة نهاية عام 2018.
وأما الرائد حسين العبيد، فهو القائد العسكري العام في أحرار الشام، منذ 23 من شهر كانون الثاني من العام الجاري، في حين أن باسل إبراهيم (أبو عبد الرحمن الغاب) كان عضواً في شورى أحرار الشام، وسبق أن شغل قيادة قطاع الحركة في ريف حماة الشمالي.
ويشغل علاء جودي (أبو عمر التوبة) قيادة اللواء الثالث في الحركة منذ 23 كانون الثاني الماضي، في حين يعمل أحمد جنيد (أبو بكر إدلب) في المكتب الأمني، بينما يتولى أبو عمر الساحل قيادة قطاع الساحل، وأبو سليمان الحموي قيادة المكتب الأمني.
ما سبب إعادة هيكلة المجلس؟
سبّبت التشكيلة السابقة لمجلس القيادة انقساماً داخل أحرار الشام، نظراً لوجود أسماء محسوبة على حسن صوفان، مثل النقيب أبو المنذر العسكري.
ودفعت تلك التشكيلة مجموعات من داخل أحرار الشام، إلى التفكير بالانشقاق عنها، والتنسيق مع فصيل الجبهة الشامية في الجيش الوطني السوري للانضمام إليه.
وأكدت مصادر في أحرار الشام لموقع تلفزيون سوريا، أن عدد الأشخاص الذين بدأوا التفكير بالانشقاق بلغ نحو 1000 عنصر، ومن بينهم عدة قيادات مثل أبو الزبير الغاب، وحسام سلامة، وأبو بكر فاروق قائد قوات المغاوير.
وبحسب المصادر فإنه وحتى تاريخ اليوم لم تخرج تلك التشكيلات عن الحركة، ورجحت المصادر أن يتراجع معظم الأشخاص عن فكرة الانشقاق بعد الإعلان عن التشكيلة الجديدة لمجلس القيادة، واستبعاد "أبو المنذر".
ومما يعزز ذلك، البيان الصادر عن قائد أحرار الشام عامر الشيخ اليوم الأحد، والذي ألمح فيه إلى أن إعادة هيكلة مجلس القيادة، تمت بعد تفكير بعض المجموعات بالخروج من الحركة.
وقال "الشيخ" في بيان حصل موقع تلفزيون سوريا على نسخة منه: "قد سرى خلال الآونة الأخيرة بين بعض الإخوة موضوع الخروج من الحركة متأولين أن ذلك يحقق المصلحة العامة ويحل المشكلات التي يواجهونها، وحقيقة ما نعلمه أن بقاءهم في الجماعة خير وأفضل للمصالح العامة والخاصة على حد سواء".
وأضاف: "قد استعنت بالله واتخذت ما أستطيعه من أسباب المحافظة على جميع جنودنا وكوادرنا ضمن الحركة بإعادة هيكلة مجلس القيادة وترتيب أوضاع الحركة بما يحفظ تماسكها واستمرارها بحول الله تعالى، وأطلب من جميع الإخوة أن يكونوا عوناً لي في هذا المسعى".
وشهدت حركة أحرار الشام خلافات داخلية أواخر العام الماضي، بعد أن قاد القائد العام الأسبق للحركة حسن صوفان، انقلاباً على قيادة الحركة المتمثلة بـ جابر علي باشا، مستعيناً بعدة مجموعات من داخل الحركة لتحقيق أهدافه، يقودها أبو المنذر، والقائد العسكري الحالي في الحركة "أبو صهيب".
وتوصل المسؤولون في الحركة إلى حل توافقي في التاسع من شهر كانون الثاني الماضي، أفضى إلى تعيين عامر الشيخ (أبو عبيدة)، قائداً عاماً للحركة، خلفاً لـ جابر علي باشا، على أن يقوم (الشيخ) بتشكيل مجلس قيادة جديد، وهو ما حصل لاحقاً.