نشرت المعرفات الرسمية لحركة أحرار الشام يوم الأربعاء 28 نيسان الحالي بيان تشكيل مجلس قيادة جديد، وذلك حسب ما نص عليه الاتفاق الذي أنهى الانقسام الداخلي بعد 4 أشهر من الخلافات بين قيادة أحرار الشام المتمثلة حينذاك بجابر علي باشا وبين حسن صوفان القائد السابق لأحرار الشام مدعوما بقيادات من الجناح العسكري والذي انتهى بحل توافقي في التاسع من كانون الثاني الفائت، وأفضى لتعيين عامر الشيخ "أبو عبيدة" قائداً عاماً وعسكرياً لأحرار الشام، وعلى أن يقوم الشيخ بتشكيل مجلس قيادة جديد.
اثنا عشر قياديا تنفيذيا لقيادة أحرار الشام
ونص قرار تشكيل المجلس على أنه "بناء على صلاحيات القائد العام للحركة الممنوحة له بموجب الاتفاق، يعين الإخوة التالية أسماؤهم أعضاء في مجلس القيادة"
وضم المجلس المكون من 12 قيادياً الأسماء التالية:
عبيدة الخلف "أبو إسلام" قائد الأركان، الرائد حسين العبيد "أبو صهيب" القائد العسكري، أبو بكر فاروق قائد قوات المغاوير، أبو سلمان الحموي استشاري، أحمد الرفاعي "أبو عبيدة" الشرعي العام، علاء جودي "أبو عمر التوبة" قائد لواء، أبو حسن الحموي قائد لواء، أبو عمر الساحل قائد لواء، أبو الخير الشامي قائد لواء، وليد سليمان "أبو حمزة" قائد لواء، المقدم أبو المنذر الحموي مندوب أحرار الشام داخل المجلس العسكري الثلاثي في إدلب، أحمد الدالاتي "أبو محمد الشامي" استشاري.
بيان توافقي تنفيذي بعيداً عن نمط شورى أحرار الشام السابقة
مصدر من داخل مجلس القيادة أوضح لموقع تلفزيون سوريا أن المجلس المشكل هو مختلف تماما عن مجلس الشورى السابق لأحرار الشام، حيث إنه وفي السابق كان يطغى على المجلس الحالة الاستشارية دون وجود أي شخص تنفيذي داخل المجلس لكونه كان مجلساً تشريعياً، بينما المجلس الحالي يعتبر مجلساً تنفيذياً بشكل كامل يضم القادة الرئيسيين للمفاصل الأساسية للحركة.
وأضاف المصدر أن الأزمة الداخلية التي عاشتها أحرار الشام طيلة 4 أشهر كانت كفيلة بأن يكون المجلس مشكلاً حسب توازنات واعتبارات تراعي الحالة التي مرت بها الحركة من خلال وضع أسماء متوازنة بين طرفي النزاع الحاصل سابقاً.
ويضم الاتفاق 3 شخصيات من طرف الجناح العسكري وهم أبو المنذر وأبو صهيب وأبو عمر الساحل، بينما يعتبر أبو إسلام حياديا حيث إنه كان خارج الحركة في وقت الخلاف ويعتبر الباقون وهم 8 أشخاص من المحسوبين على طرف القيادة السابقة (قيادة جابر علي باشا).
ولكن رغم أن العدد الأكبر ذهب لنصيب القيادة السابقة فإن الأسماء المختارة من طرف الجناح العسكري تعتبر من الأسماء الأساسية على عكس الأسماء التابعة للقيادة والتي تعتبر من قيادات الصف الثاني.
تخوفات من انقسام داخلي جديد
مصدر عسكري في قوات المغاوير وهي إحدى أهم الكتل الرئيسية في أحرار الشام تحدث لموقع تلفزيون سوريا بأن التعيينات ليست منصفة ومخالفة لشروط الاتفاق والذي ينص على ألا يكون هناك أي شخص من القيادة السابقة، ولكن فوجئنا بوجود اسم أبو المنذر وأبو صهيب وهما يعتبران القادة الرئيسيين للجناح العسكري المتمرد.
وأضاف: "عودة أسمائهم للصدارة مجدداً ينذر بالشؤم".
وأكد المصدر عن وجود نوايا حقيقية لكتل "الغاب وبنش وأريحا" للخروج من أحرار الشام وهم ما يمثلون قرابة نصف قوات المغاوير، القوة الرئيسية لأحرار الشام ويقدر عددهم بـ 300 مقاتل، دون تفاصيل أكثر عن وجهتهم.
وكشف مصدر عسكري في إدلب لموقع تلفزيون سوريا أن وجود أبو المنذر في مجلس قيادة أحرار الشام، هو مطلب تركي لكونه يعتبر الضابط الأبرز في المجلس العسكري الذي ترعاه تركيا.
بيانان خلال 5 دقائق الأمر الذي يعكس الخلافات الحاصلة
اللافت للنظر أن بيان تشكيل المجلس قد نشرت نسخته الأولى والتي تضم أحد عشر اسما فقط مستثنية أبو بكر فاروق، ووليد سليمان "أبو حمزة"، لتعود الحركة وتنشر البيان النهائي الذي أضيف له الاسمان المذكوران وقد حذف منه اسم أبو بكر إدلب وهو نائب قائد لواء.
يذكر أن أحرار الشام عاشت قرابة 4 أشهر في خلافات داخلية بعد محاولة انقلاب قام بها قائد جناحها العسكري السابق عناد الدرويش "أبو المنذر" مع عدد من القادة العسكريين ضد قائدها السابق حينذاك جابر علي باشا وانتهت الخلافات بالتوافق على تعيين عامر الشيخ أبو عبيدة قائدا عاما للحركة مع تحييد كافة القادة من الطرفين على أن يتم تشكيل مجلس القيادة الحالي.