icon
التغطية الحية

أحدهم يعمل "حداداً" وآخر سائق باص.. أطباء سوريون يعانون في السويد

2022.11.27 | 06:03 دمشق

طبيب سوري في السويد يضطر للعمل بمهنة آخرى
الطبيب السوري طلال المعلول يعمب حداداً في السويد ـ تلفزيون سوريا
السويد - أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

يعاني الأطباء السوريون اللاجئون في السويد من صعوبات كبيرة لإيجاد عمل يتناسب مع خبرتهم في مهنتهم الأمر الذي يدفعهم للعمل في المهن الصعبة جداً التي لا يعمل فيها أبناء الدولة الإسكندنافية.

الطبيب السوري المنحدر من مدينة حماة طلال المعلول (58 عاماً) واحد من الأطباء الذي أجبرتهم الظروف على العمل في مهنة صعبة جداً تسببت له بمشكلات صحية أدخلته إلى المشفى.

وقبل وصوله إلى السويد، عمل الطبيب السوري في قسم الإسعاف بمشفى الحكمة في مدينة حماة إضافة إلى عمله في المركز الطبي فيها أيضاً، ولديه خبرة في عمله تمتد لنحو عشرة أعوام.

ويقول الطبيب السوري وهو خريج كلية "ساراتف" الطبية الحكومية الروسية: لموقع تلفزيون سوريا "غادرت سوريا في شباط عام 2013 إلى دبي وبقيت هناك 8 أشهر لكنني لم أحصل على تصريح الإقامة رغم أني وجدت عملاً في مستشفى روسي في الإمارات".

غادر الطبيب السوري في أيلول من عام 2013 إلى تركيا وبقي فيها حتى شهر نيسان من عام 2014.

ووصل المعلول في الشهر الخامس من عام 2014 إلى السويد وهو يقيم في بلدية فيلتي بروك القريب من مدينة هالم ستاد في مقاطعة هالاند منذ عام 2015.

العمل واللغة السويدية صعوبات تواجه الأطباء السوريين

وعن الصعوبات التي يواجهها لممارسة عمله، يقول الطبيب السوري إنه "يتوجب عليه أن يتقن اللغة السويدية ويحصل على شهادة في المستوى الثالث (ساس) واللغة الإنكليزية المستوى السادس، إضافة إلى اجتياز امتحانات لعدة مواد علمية حتى أستطيع ممارسة عملي كطبيب".

اقرأ أيضا: في سوريا.. أطباء ومهندسون صباحاً وفي الليل مهن أخرى    

ويضيف المعلول الذي حصل على الجنسية السويدية قبل فترة "هناك ما يسمى (كورت فيجن) أو الطريق القصير لأستطيع ممارسة عملي لكنهم في البلدية لم يعرضوه علي وعندما طلبت منهم ذلك قالوا لي لا يوجد لدينا هذا المسار في بلديتنا".

وانتظر اللاجئ السوري أكثر من تسعة أشهر بعد أن حصل على الإقامة السويدية ليبدأ في دراسة اللغة وبسبب صعوبة اللغة و"سوء معاملة" المعلمة له لم يستطع اجتياز المستوى C من المرحلة الأولى في تعلم اللغة، بحسب ما قال المعلول.

وتتكون مراحل اللغة من ثلاثة مراحل: المرحلة الأولى وهي محو الأمية وتتكون من (A – B – C – D) ومرحلة التعليم الأساسي وتتكون من 4 مستويات والمرحلة المتقدمة "ساس" وتتكون من 3 مستويات.

الأطباء السوريون في السويد يواجهون مشكلات في العمل

وبسبب تلك الصعوبات التحق الطبيب السوري بتدريب لمدة عام في مهنة "الحدادة واللحام" وبدأ في العمل بتلك المهنة بعد التحاقه في التدريب بخمسة أشهر.

ويضيف المعلول: "كنت أدرس وأعمل في الوقت نفسه في تلك الفترة إلى أن حصلت على عقد عمل دائم وأنا أعمل في هذه المهنة منذ ثلاثة أعوام".

إصابة عمل 

ويشكو الطبيب السوري من صعوبة عمله الجديد ويصفه بـ"القاسي جداً" ويقول: "أصبت بانزلاق غضروفي وكنت أعاني من حالة من الخدر من قدمي وبعد ذلك ذهبت إلى المستشفى حيث أجريت عملية تثبيت فقرات إضافة إلى تركيب أربعة براغي وأخذت إجازة من عملي مدة 8 أشهر".

وعاد الطبيب السوري إلى العمل "بشكل جزئي" بداية العام الجاري بسبب ظروفه الصحية وقبل أيام عاد للعمل بدوام كامل، ويقول: "ظروف العمل صعبة جداً ودرجة حرارة تصل إلى - 15 درجة"، مضيفاً "وبالرغم من صعوبة العمل إلا أنني أحصل على راتب قليل جداً لا يتناسب مع قساوة العمل وهو 1700 يورو في الشهر".

الصعوبات لم تدفع المعلول فقط للعمل بغير مهنته بلد دفعت أطباء آخرين لذلك لكنهم يرفضون ذكر أسمائهم بسبب "الخجل" ونظرة الآخرين لهم خصوصاً من أقاربهم في سوريا.

طبيب سوري يعمل سائق باص

طبيب الأسنان السوري سامر (اسم مستعار)  يقيم في السويد منذ أكثر من سبعة أعوام وحصل على الجنسية مؤخراً، اضطر أيضاً للعمل كسائق باص بعد أن حصل على تدريب لمدة عام للحصول على شهادة تؤهله للعمل في هذه المهنة.

"سامر" درس الطب في مصر والآن بعد أن حصل على الجنسية السويدية يريد الانتقال للحياة إليها بهدف ممارسة عمله كطبيب هناك.

أما الطبيب السوري النسائي "اختصاص توليد" محمد (اسم مستعار) لم يستطع دخول سوق العمل لممارسة مهنته التي يحبها أيضاً.

ويقول محمد الذي حصل على الجنسية السويدية قبل فترة إنه يعمل حالياً في "محل اتصالات" يبيع فيها الموبايلات.

ويضيف اللاجئ السوري الذي ينحدر من العاصمة دمشق بأن العمل في مجال مهنته "صعب جداً".

وفي المقابل استطاع بعض الأطباء السوريين تجاوز تلك المصاعب وانخرطوا بسوق العمل في مجال مهنتهم، بحسب ما ذكرت بعض وسائل إعلام في تقارير سابقة.

وكما حال بقية السوريين دفعت الحرب المندلعة في البلاد آلاف الأطباء إلى السفر إلى الدول الأوروبية والدول المجاورة لوطنهم الأم.

وخلال الأعوام الماضية فر عشرات آلاف السوريين إلى السويد بحثاً عن الأمان والمستقبل لهم ولأطفالهم، وتقدر السلطات السويدية عدد السوريين في البلاد بأكثر من 190 ألف لاجئ سوري.

وحصل عشرات آلاف السوريين خلال الأعوام الماضية على الجنسية السويدية في حين ينتظر البقية الحصول عليها في ظل صعوبات وقوانين جديدة أقرتها سلطات البلاد مؤخراً.