icon
التغطية الحية

 النظام السوري يستبعد "المتخلفين" عن الخدمة الاحتياطية من الدعم

2024.08.18 | 12:37 دمشق

ساحة المرجة في العاصمة دمشق ـ AFP
ساحة الأمويين في العاصمة دمشق ـ AFP
دمشق ـ جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • النظام يستبعد المتخلفين عن الخدمة من الدعم الحكومي.
  • ارتفاع تكاليف المعيشة بعد فقدان الدعم للمواد الأساسية.
  • حرمان المستبعدين من شراء الخبز والمازوت والغاز بأسعار مدعومة.
  • رفض الالتحاق بالخدمة رغم الضغوط والتهديدات.
  •  النظام يستمر في استبعاد فئات جديدة من الدعم تحت شعار "إيصال الدعم لمستحقيه".

فوجئ غزوان، 41 عاماً، (طلب عدم ذكر اسمه كاملا) وهو من سكان اللاذقية غربي سوريا، برفض أحد أفران المدينة بيعه ربطة الخبز بالسعر المدعوم 400 ليرة سورية بذريعة أنّ بطاقته لم تعد مدعومة (مستبعد من الدعم) ما اضطره لشراء الربطة بسعر 3 آلاف ليرة وهو السعر غير المدعوم. 

وقال لموقع تلفزيون سوريا "دخلت لتطبيق وين على جوالي فتبيّن أن بطاقتي تم استبعادها من الدعم من دون ذكر السبب"، وهذا ما دفعه للاعتقاد بأن السبب تخلفه عن الالتحاق بالخدمة الاحتياطية في جيش النظام.

"هيكلة الدعم"

في اليوم التالي حاول غزوان التأكد من سبب استبعاده من الدعم عبر مراجعة أحد أقاربه شعبة تجنيده خوفاً من ذهابه بنفسه وتعرضه للاعتقال والسوق للخدمة، فكان الجواب أن "عليه مراجعة الشعبة والالتحاق بالخدمة ومن ثم إرسال ورقة تثبت التحاقه من قطعته العسكرية إلى شركة تكامل لإعادة الدعم". 

وكان الرجل الأربعيني (يعمل مياومة) قد تخلف عن الالتحاق بالخدمة منذ أكثر من 5 سنوات، لكنه ظل ضمن دائرة المشمولين بالدعم الحكومي ليعود النظام ويستبعد غير الملتحقين بالخدمة الإلزامية والاحتياطية من الدعم في الأسبوع الفائت ضمن سياسة ما بات يعرف "بإعادة هيكلة الدعم". 

كما يأتي هذا القرار ضمن سياسة "حكومية" تزعم "إيصال الدعم إلى مستحقيه" عبر رفع الدعم التدريجي عن فئات محددة كل فترة كان آخرها المطلوبين للاحتياط غير الملتحقين، إذ فوجئ عدد من هؤلاء بعدم قدرتهم على شراء الخبز المدعوم عبر البطاقة.

لا يقتصر رفع الدعم على غزوان وحده، إنما يشمل مئات المتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، ما سيزيد من معاناتهم الحياتية والمعيشية في ظل فقدان الليرة قيمتها الشرائية وفشل حكومة النظام في ضبط الأسعار المستمرة في الارتفاع يوماً بعد آخر. 

الحرمان من مازوت التدفئة

كذلك لم يعد يحق لـ غزوان وغيره من "المتخلفين" عن الالتحاق بالخدمة الاحتياطية الحصول على مازوت التدفئة بسعر مدعوم ولا على أسطوانة غاز، وهذا ما سيزيد أعباء المعيشة على الرجل وعائلته، وفق قوله. 

وبينما كان غزوان يشتري أسطوانة الغاز بسعر مدعوم (20 ألف ليرة) كل ثلاثة أشهر تقريباً، ويحصل على 50 لتر مازوت للتدفئة أصبح اليوم مضطراً لشراء أسطوانة الغاز من خارج البطاقة بشكل غير مدعوم (السعر الحر) بـ 131 ألف ليرة، على أن سعرها في السوق السوداء يتجاوز الـ 250 ألف ليرة، وكذلك شراء الـ 50 لتر مازوت بسعر حر يفوق 600 ألف ليرة بدلاً من 100 ألف ليرة بسعر مدعوم. 

وينظر غزوان إلى هذا القرار على أنه ضغط وابتزاز من النظام للسكان بـ"لقمة عيشهم" وفق تعبيره، مضيفاً أنّه لن يلتحق ولن يدفع بدل خدمة الاحتياط في قوات النظام. 

يشار إلى أنّ حكومة النظام كانت قد أعلنت في شهر حزيران الفائت عن إعادة هيكلة الدعم باتجاه الدعم النقدي، وطالبت حاملي "البطاقة الذكية" بفتح حسابات مصرفية خلال مدة ثلاثة أشهر من أجل تحويل مبالغ الدعم إليها، ومن ثم أعلنت في شهر آب الجاري عن استبعاد فئة جديدة من الدعم شملت من غادر البلاد منذ أكثر من عام.