ذكرت مصادر محلية في العاصمة السورية دمشق، أن أحد الأشخاص الذين قُتلوا مطلع الأسبوع الجاري من جراء القصف الإسرائيلي على مقار لـ"الحرس الثوري الإيراني" في حي المزة بدمشق، ينحدر من الفوعة بريف إدلب، ويعمل كمرافق لرئيس وحدة المعلومات التابعة لـ فيلق القدس الإيراني "الحاج صادق أميد زاده".
وذكر موقع "صوت العاصمة" المحلي، أن "محمد نور الحمد والذي ينحدر من بلدة الفوعة بريف إدلب وهو أحد السوريين الخمسة الذين قتلوا إلى جانب الجنرالات الإيرانيين باستهداف مقرهم في حي مزة فيلات بغارات إسرائيلية، يشغل منصب قائد مجموعة قوات خاصة في الحرس الثوري الإيراني".
وبحسب الموقع، فإن "الحمد" يعتبر من "أهم القادة الميدانيين ضمن فوج السيدة زينب – قوات خاصة، وعمل كمدرب ضمن معسكرات يشرف عليها الحرس الثوري الإيراني في بلدة السيدة زينب بريف دمشق".
ولفت إلى أن الشخص المذكور "شارك على رأس مجموعته بالقتال إلى جانب جيش النظام السوري في معارك القلمون بريف دمشق وتدمر والبادية في ريف حمص بالإضافة إلى معارك أرياف حماة وإدلب".
ارتفاع عدد قتلى القصف الإسرائيلي
وكان عدد القتلى من جراء القصف الإسرائيلي على حي المزة بدمشق قد ارتفع إلى 10 أشخاص، بينهم 5 من قيادات الحرس الثوري الإيراني، وعدد من السوريين.
وأشارت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا إلى أن المبنى الذي دمر بالكامل يعود منه طابق أو طابقان فقط لإيران، حيث يستأجر الإيرانيون عادةً مقار ضمن أبنية سكنية في المربعات الأمنية المعروفة سواء في دمشق أو في ريفها، كما هو الحال بالمبنى الأخير الذي استهدف بالقرب من تجمع السفارات ومقار القيادات الأمنية والحكومية ومنازلهم.
ووفقاً للمصادر، فإن الإيرانيين وحلفاءهم يديرون مكاتب عملهم ضمن أبنية سكنية في مناطق مختلفة من المزة فيلات غربية والمزة فيلات شرقية وكفرسوسة، بالقرب من منازل المتنفذين السوريين سواء من ضباط جيش أو رجال أعمال أو أمنيين، وذلك ليس سراً بل على العلن، حيث يعلم كثير من أبناء تلك المناطق أن هذه المقار هي مقار عمل إيرانية أو تابعة لحزب الله أو لحركة الجهاد الإسلامي أو للجبهة الشعبية - القيادة العامة. حتى إن منازل الضباط والمتنفذين السوريين معروفة علناً ولا تحتاج لأي جهد استخباري للوصول إليها، ويبقى البحث الاستخباري مرتبطا بتوقيت وجود هؤلاء.
من هو "الحاج صادق"؟
وكانت وكالة أنباء مهر الإيرانية، إلى جانب عدد آخر من وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية وشبه الرسمية قد أعلنت عن مقتل "الحاج صادق أميد زاده" مسؤول استخبارات فيلق القدس، ومساعده الحاج غلام، "الملقب بالجهادي حاج محرم"، في الهجوم الإسرائيلي على العاصمة السورية دمشق.
الجدير بالذكر أن اسم صادق أميد زاده لم يكن معروفاً إلى هذا الحد، ولا تظهر له تصريحات أو مقابلات على وسائل الإعلام الإيرانية، خاصة فيما يتعلق بسوريا، في حين يظهر اسمه مرتين فقط عامي 2012 و2023 في روابط الأخبار.
وبحسب ما نقلته وكالة نور نيوز المقربة من مجلس الأمن القومي الإيراني، ووسائل إعلام إيرانية أخرى فإن صادق زاده هو "مصمم ومنفذ عملية طرد الأميركيين من سوريا".
وسبق أن ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية في تقرير حصري لها قبل سبعة أشهر أن صادق أميد زاده هو العقل المدبر وراء تصميم العمليات ضد القوات الأميركية.
إلى جانب ذلك، كانت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة قد ذكرت في أحد كشوفاتها السابقة قبل 11 عاماً اسم "الحاج صادق أميد زاده"، واصفة إياه بأنه أحد القادة البارزين في فيلق القدس، المسؤولين عن إدارة عمليات النقل اللوجستي والشؤون الأمنية في سوريا.