دخلت كاميرا تلفزيون سوريا، السبت، إلى موقع المبنى المستهدف بغارة إسرائيلية في حي المزة بالعاصمة دمشق، والتي أدت إلى مقتل 5 قياديين بالحرس الثوري الإيراني.
ويظهر في التسجيل المصور آليات تحاول رفع ركام المبنى المدمر كلياً إثر الاستهداف، في حين انتشر عناصر من قوات النظام حول الركام يراقبون المشهد.
ويطلق على المنطقة المستهدفة في الغارة الإسرائيلية "المنطقة الخضراء" لشدة تحصينها ووجود مقار أمنية تابعة للنظام السوري، إضافة إلى أنها تضم عددا من السفارات ومقارَّ ووكالات تابعة للأمم المتحدة.
واستهدفت الصواريخ الإسرائيلية مبنى في منطقة "فيلات غربية" بحي المزة غربي دمشق وأدت إلى مقتل 5 قياديين في الحرس الثوري الإيراني هم: حجت الله أوميدوار وعلي آغا زاده وحسين محمدي وسعيد كريمي ومحمد أمين صمدي.
مكاتب الحرس الثوري ضمن مبنى سكني
وأشارت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا إلى أن المبنى الذي دمر بالكامل يعود منه طابق أو طابقان فقط لإيران، حيث يستأجر الإيرانيون عادةً مقار ضمن أبنية سكنية في المربعات الأمنية المعروفة سواء في دمشق أو في ريفها، كما هو الحال بالمبنى الأخير الذي استهدف بالقرب من تجمع السفارات ومقار القيادات الأمنية والحكومية ومنازلهم.
ووفقاً للمصادر، فإن الإيرانيين وحلفاءهم يديرون مكاتب عملهم ضمن أبنية سكنية في مناطق مختلفة من المزة فيلات غربية والمزة فيلات شرقية وكفرسوسة، بالقرب من منازل المتنفذين السوريين سواء من ضباط جيش أو رجال أعمال أو أمنيين، وذلك ليس سراً بل على العلن، حيث يعلم كثير من أبناء تلك المناطق أن هذه المقار هي مقار عمل إيرانية أو تابعة لحزب الله أو لحركة الجهاد الإسلامي أو للجبهة الشعبية - القيادة العامة. حتى إن منازل الضباط والمتنفذين السوريين معروفة علناً ولا تحتاج لأي جهد استخباري للوصول إليها، ويبقى البحث الاستخباري مرتبطا بتوقيت وجود هؤلاء.
وتدير إيران في مناطق المزة العديد من المكاتب سواء الأمنية أو الإعلامية أو التنسيقية، لكن تبقى تلك المكاتب للعمل فقط، وغالباً ما يتم توظيف موظفين سوريين فيها لحراستها أو للعمل ضمن مهام مكتبية محددة، أو تقام تلك المكاتب على أساس الموظفين السوريين وتدار عبر مندوب إيراني فقط كالمكاتب الإعلامية.
يتخذ القادة الإيرانيون من الفنادق أو فلل الصبورة وقرى الأسد أو مناطق تجمعات الشيعة مثل السيدة زينب، أماكن للسكن وخاصة للمهمين منهم وغالباً ما يتم تبديل أماكن الإقامة بين حين وآخر، بينما تبقى المزة مكاناً لمقار العمل فقط ولا يتردد إليها القادة بشكل دوري ولا بتوقيتات ثابتة.
الاختراق الاستخباري لإسرائيل في عملية الاغتيال الأخيرة، ليس في المكان المعروف للجميع، بل بتحديد موعد الاجتماع ومن فيه، إذ أشارت المصادر إلى أن عملية الاغتيال استهدفت اجتماعاً أمنياً لقيادة الحرس الثوري الإيراني.