icon
التغطية الحية

وول ستريت: القوات الأميركية تشن عمليات "غير معلنة" ضد تنظيم "داعش" في سوريا

2024.08.12 | 22:25 دمشق

جنود أمريكيون في شرق سوريا (بواسطة الجندي الأميركي دياندري بيرس)
جنود أميركيون في شرق سوريا (بواسطة الجندي الأميركي دياندري بيرس)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • القوات الأميركية بالتعاون مع "قسد" تكثف عملياتها ضد تنظيم داعش في شمال شرق سوريا.
  • داعش يعيد حشد قواته في صحراء البادية السورية ويستعد لشن هجمات جديدة.
  • التنظيم نفذ 153 هجوماً في سوريا والعراق خلال النصف الأول من العام.
  • العمليات الأميركية تشمل غارات جوية ومهام خاصة تستهدف كبار قادة التنظيم.

تكثف القوات الأميركية، بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، عملياتها لمواجهة التهديد المتزايد من تنظيم "داعش" في ظل تصاعد التوترات الأمنية في شمال شرق سوريا.

يأتي ذلك وسط جهود التنظيم لإعادة حشد قواته في البادية السورية والتخطيط لشن هجمات جديدة في المنطقة، مما يثير مخاوف من عودة محتملة للتنظيم بعد خمس سنوات من هزيمته.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة (وول ستريت جورنال) فإن العمليات العسكرية المستمرة تكشف عن تحديات معقدة تواجه التحالف الدولي في ظل وضع سياسي غير مستقر وتوترات إقليمية متزايدة.

وضاعف مقاتلو التنظيم وتيرة هجماتهم في سوريا والعراق هذا العام، حيث استهدفوا نقاط تفتيش أمنية، وفجروا سيارات مفخخة، وخططوا لتحرير الآلاف من الرفاق المسجونين منذ أن استعادت قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي آخر مدينة كانت تحت سيطرة التنظيم.

وتنفذ الطائرات الأميركية غارات جوية وتوفر مراقبة جوية لقوات سوريا الديمقراطية التي تنفذ غارات على خلايا يشتبه في انتمائها لتنظيم "داعش" في حملة لم تحظَ بتغطية إعلامية كافية.

وتجري القوات الأميركية أحياناً مهاماً لقتل أو أسر كبار قادة التنظيم رغم أنها عادة ما تبقى بعيدة عن القتال. وقالت روهيلات عفرين، القائدة المشاركة لقوات سوريا الديمقراطية: "لقد كان هذا العام هو الأسوأ منذ هزمنا تنظيم داعش".

التنظيم نفذ 153 هجوماً خلال 6 أشهر

وأفادت في مقابلة أجريت معها في قاعدة للقوات الأميركية في شمال شرق سوريا: "بغض النظر عن مدى هزيمتهم، سيحاولون النهوض مرة أخرى".

ونفذت جماعات تابعة لتنظيم "داعش" هجمات في أماكن أخرى من العالم، بما في ذلك تفجيران في كرمان بإيران ومذبحة في قاعة حفل موسيقي في موسكو، لكن تركيز المجموعة كان على المنطقة التي كانت تسيطر عليها.

وتشكل جهود عودة تنظيم "داعش" الحالية تحدياً مختلفاً عما كان عليه في السابق، عندما كان مئات المسلحين يهاجمون القرى والمدن بالدبابات والشاحنات المسلحة، حيث يعمل التنظيم الآن في خلايا أصغر مسلحة بالبنادق والفخاخ المتفجرة.

الاستجابة اليوم من جانب الولايات المتحدة وفرنسا وحلفائهما الغربيين معقدة بسبب حالة عدم اليقين بشأن الدور الذي قد يلعبه التحالف في المنطقة في المستقبل.

وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن 153 هجوماً في سوريا والعراق خلال الأشهر الستة الأولى من العام، وهو يبني صفوفه من خلال تجنيد الشباب سراً في معسكرات تحتجز الآلاف من زوجات وأطفال مقاتلي التنظيم المعتقلين.

وقال ضابط من القوات الأميركية المتمركزة في سوريا: "ما نراه هو حركة الرجال والأسلحة والمعدات".

هجمات استهدفت التنظيم في سوريا والعراق

وأشار أفراد قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة أنهم أسروا 233 مقاتلاً مشتبهاً بانتمائهم لتنظيم "داعش" في 28 عملية في الأشهر السبعة الأولى من العام.

ونفذت الولايات المتحدة، التي لديها الآن 900 من العسكريين وأفراد الدفاع المدنيين في سوريا و2500 في العراق، أربع ضربات ضد تنظيم الدولة طوال العام الماضي وساعدت القوات الأميركية في ما يقرب من 50 غارة جوية أخرى نفذتها القوات الجوية العراقية منذ بداية العام الماضي، وفقًا لبيانات البنتاغون.

وضربت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بدعم من القوات الأميركية ثمانية مجمعات تضم مسلحين مشتبه بهم من التنظيم في إحدى الغارات في تموز.

واستغرقت العملية ستة أسابيع للتخطيط، حيث وفرت الطائرات بدون طيار وطائرات هليكوبتر أباتشي الأميركية المراقبة الجوية لمساعدة القوات الخاصة في رصد أنماط تحركات الأشخاص.

وأنشأت قوات سوريا الديمقراطية نماذج للمجمعات المشتبه بها للتخطيط للهجوم وأجرت تدريبات كاملة.

وشارك أكثر من 100 جندي من قوات سوريا الديمقراطية في تنفيذ العملية في وقت متزامن للوصول إلى الأهداف المحددة المنتشرة على مساحة 10 أميال من القرى، حتى لا يتمكن أي من مقاتلي التنظيم من تحذير الآخرين.

استهداف القوات الأميركية ساهم في نشاط التنظيم

وفي العراق، قال العميد علي الحسن، المتحدث باسم قوة الأمن الداخلي المتحالفة مع الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا: "سنشهد فوضى لم نشهدها من قبل" مضيفًا "أي انسحاب من شأنه أن يتسبب في تنشيط فوري للخلايا النائمة".

ويتذكر ضباط قوات سوريا الديمقراطية أنه في عام 2018 أمر الرئيس دونالد ترامب آنذاك بانسحاب جميع القوات الأميركية البالغ عددها 2000 جندي في سوريا في ذلك الوقت، لكن تم إقناع ترامب بترك نصف عدد الجنود في مكانهم.

وأشار إلى أن القرارات بشأن بقاء الولايات المتحدة في القتال تصبح أكثر تعقيداً بسبب الصراعات المستمرة في سوريا، وفي الوقت نفسه، تطلق الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران طائرات مسيرة على القواعد الأميركية في المنطقة.

وأسفر هجوم في كانون الثاني على موقع أميركي في الأردن عن مقتل ثلاثة أميركيين وإصابة العشرات.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أطلقت ميليشيا مدعومة من إيران صواريخ على قاعدة الأسد الجوية العراقية، مما أدى إلى إصابة خمسة من أفراد الخدمة الأميركيين واثنين من المقاولين، وفقًا لمسؤولين عسكريين أميركيين.

وأعلن محمود برخدان، قائد العمليات في قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في شمال شرق سوريا: "لقد كان التنظيم يشكل تهديداً للعالم أجمع، وقد هزمناه"، إلا أنه لا يزال نحو 9000 مقاتل من تنظيم "داعش" في السجون في شمال شرق سوريا.