أفادت وسائل إعلام كنديّة بوفاة وإصابة عشرات الأشخاص في مقاطعة "نيو برانزويك" الساحلية جنوب غربي كندا، وسط مزاعم عن مرض دماغي غامض يجتاح المقاطعة.
ونقل موقع "روسيا اليوم" تقارير إخبارية تتحدّث عن وفاة 6 أشخاص على الأقل وإصابة 48 آخرين بمرض غامض بدأ يتفشّى في كندا.
وأضاف الموقع أنّ كثيراً من الكنديين أبلغوا عن شعورهم بالنسيان والارتباك بسهولة، بسبب هذا المرض الغريب، مشيراً إلى أنّ أعمار الأشخاص الستة الذين توفوا تراوحت بين 18 و85 عاماً.
وبالإضافة إلى الارتباك وضبابية الدماغ، أبلغ الناس أيضاً عن شعورهم بمزيج غير عادي من الأعراض مع "القلق والدوخة والهلوسة والألم ومشاكل الذاكرة والفقدان التدريجي للحركة"، وكلّ هذه الأعراض تشكّل مزيجاً من التأثيرات الغريبة على الدماغ.
وبحسب المصادر فإنّ الحكومة المحلية في مقاطعة "نيو برانزويك" تٌسابق الزمن الآن لاكتشاف المزيد عن المتلازمة العصبية التقدّمية الغامضة، حيث لا يوجد سبب معروف حالياً.
وسبق أن أطلقت وكالة الصحة العامة الكندية (PHAC)، أواخر العام الفائت، جرس الإنذار حول مجموعة كبيرة من الحالات العصبية غير العادية في المنطقة، وتعمل الآن على تحقيق مع أطباء أعصاب لتحديد الحالة وتعريفها من خلال نتائج التشخيص وتشريح جثث المتوفين.
وقالت "PHAC" إن مقاطعة "نيو برونزويك" تقود الآن التحقيق، ودور الوكالة الفدرالية داعم للغاية، إلّا أنّ منظمة سلامة المرضى (Blood Watch) أثارت المخاوف وشدّدت على ضرورة أن تأخذ الوكالة زمام المبادرة في التحقيق.
أعراض مخيفة
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قد أفادت، مطلع حزيران الماضي، بأن الأطباء الكنديين وصلوا إلى طريق مسدود في محاولاتهم للكشف عن أصول المرض الجديد الذي رُصد لأوّل مرة، عام 2015، وأصيب به عشرات الأشخاص.
وقالت الصحيفة - حينذاك - إنّ مرضاً غامضاً ومجهولاً يتفشّى في كندا، تسبّب في ظهور طيف من الأعراض منها: القلق والاكتئاب والألم العضلي والأرق والتدهور العقلي، مضيفةً أنّه يتطور بوتائر سريعة ويؤدّي إلى اضطرابات بصرية مخيفة مثل "رؤية الموتى".
ومن غير المعروف حالياً عدد الأشخاص الذين سينتهي بهم المطاف إلى المرض، وعدد الذين سيموتون، حيث أفادت إحدى الفتيات المصابات بأنه يتعيّن عليها مشاهدة البرامج التلفزيونية نفسها بشكل متكرر لأنها لا تستطيع الاحتفاظ بمعلومات جديدة. كما فقدت السيطرة على عضلاتها.
المرض غير معروف ولا يوجد علاج حالياً
نشرت شبكة "BBC" البريطانية تقريراً، مطلع أيار الماضي، قالت فيه إنّ الأطباء في كندا يستقبلون، مؤخراً، حالات لمرضى تظهر عليهم أعراض مرضية مشابهة لأعراض مرض "كروتزفيلد جاكوب"، وهو مرض نادر وخطير يصيب المخ، ولكن بعد فحصهم الدقيق وتمعنهم في الحالات تزداد حيرة الأطباء.
وذكرت الشبكة أنّ المرضى يخضعون لمجموعة من اختبارات الأمراض، واختبارات للكشف عن أي خلل وراثي، واختبارات لأمراض المناعة الذاتية أو السرطان، ومسح لأنواع مختلفة من الفيروسات والبكتيريا والفطريات والمعادن الثقيلة والأجسام المضادة غير المعتادة.
كذلك تشمل الأبحاث، النظر في العوامل البيئية وأسلوب الحياة والسفر والتاريخ المرضي ومصادر الطعام والشراب، إلى حانب عينات من العمود الفقري لاختبار وجود أي من أشكال العدوى أو الأمراض.
وما تزال الحالات - منذ ذلك الحين - تتزايد بشكل مكّن الأطباء من رصد مجموعة من الحالات كمرض مختلف "لم يروه من قبل"، مشيرين إلى عدم وجود علاج حالياً سوى المساعدة في تخفيف بعض الأعراض. والمرجح حتى الآن أن المرض مُكتسب وليس له سبب وراثي.
يشار إلى أنّ الصين أعلنت لأول مرّة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19)، شهر كانون الأول 2019، بعد أسابيع من إعلانه "فيروساً غامضاً"، ليجتاح الفيروس خلال أشهر جميع بلدان العالم ويتسبّب، حتى الآن، بوفاة أكثر من 4 ملايين و540 ألفاً، وإصابةِ أكثر من 220 مليوناً.