قالت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا ، إن تفاهمات جديدة جرت بين منظمات دولية وتركيا وروسيا بهدف تشغيل محطة مياه علوك بريف الحسكة، بالاعتماد على مولدات ضخمة داخل المحطة.
وزار وفد من منظمة اليونسيف واللجنة الدولية للصليب الأحمر برفقة القوات الروسية وفنيين، الجمعة، محطة علوك في منطقة رأس العين بريف الحسكة، تمهيداً لإعادة تشغيل المحطة المتوقفة منذ نحو عام.
وتوقفت المحطة عن العمل منذ تشرين الأول 2023، والتي تقع في مناطق سيطرة الجيش الوطني بمنطقة ريف رأس العين شمال غربي الحسكة جراء قطع "قسد" الكهرباء عن المحطة والتي اتهمت بدورها الجيش الوطني بعدم الالتزام بتشغيل المحطة بكامل طاقتها.
وقال موظف في منظمة دولية لموقع تلفزيون سوريا (طلب عدم ذكر اسمه) إن "فنيين ومسؤولي منظمات دولية منها اليونيسيف والصليب الأحمر أجروا تقييما لوضع المحطة على أرض الواقع تمهيدا للبدء بصيانتها وتشغيلها".
وشاركت صفحات محلية صور ومقاطع فيديو لموظفي منظمات دولية وفنيين برفقة قوات روسية داخل محطة علوك بريف الحسكة.
وأوضح المصدر إن "التعديات على خطوط شبكة الكهرباء في مناطق سيطرة المعارضة وقطع قسد المتكرر للكهرباء تسبب بعدم استقرار عمل المحطة وبالتالي حرمان نحو مليون شخص من مصدر المياه النظيفة الوحيد في مدينة الحسكة وربفها".
وتعمل المنظمات الدولية بالتنسيق مع روسيا بعيداً عن الإعلام على إعادة تأهيل المحطة وتشغيلها خلال شهر في حال عدم ظهور عراقيل من قبل الأطراف العسكرية" بحسب المصدر.
محطة علوك.. "حلول غير قابلة للتطبيق"
استبعد مهندس وفني كهرباء أشرف في وقت سابق على صيانة محطة علوك إمكانية تشغيل المحطة بشكل مستقرا اعتمادا على مولدات الديزل.
وأوضح المهندس الذي لم يكشف عن اسمه لأسباب أمنية لموقع تلفزيون سوريا أن "تشغيل المحطة بالاعتماد على المولدات بدلا عن كهرباء الشبكة الرئيسية يحتاج إلى إمدادات كبيرة من الوقود ونوعية الوقود في المنطقة سوف تتسبب بأعطال متكررة في المحطة وبالتالي توقفها عن العمل".
وأشار المهندس إلى أن "التوتر والحالة الأمنية غير المستقرة في المنطقة والصراع بين قسد والجيش الوطني سوف يؤثر بشكل مباشر على عمليات نقل الوقود وإجراءات الصيانة ودخول الفنيين للمحطة".
ويرى المهندس إن "الحل الوحيد لضمان تشغيل المحطة بشكل مستقر هو الوصول لاتفاق يلزم "قسد" بتغذية المحطة بالكهرباء من محطة الدرباسية وإلزام الجيش الوطني بمنع الاعتداءات على خط الكهرباء المغذي للمحطة وتحييد المحطة عن الصراعات بين الطرفين وتشغيلها من قبل فنيين ومختصين".
أزمة مياه الشرب في الحسكة
يعاني سكان الحسكة من أزمة مياه شرب كبيرة بسبب توقّف محطة علوك بشكل متكرر عن الضخ، التي تعدّ المصدر الرئيسي للمياه لأكثر من مليون شخص في الحسكة وريفها، وقد سيطر عليها الجيش الوطني السوري بمساندة القوات التركية خلال عملية "نبع السلام"، في تشرين الأوّل 2019.
ومنذ ذلك الحين، توقّفت المحطة أكثر من 40 مرة، امتد بعضها إلى أشهر طويلة، وسط تبادل الاتهامات بين "قسد" والجيش الوطني عن المسؤولية في توقّف المحطة.
وسبق أن رعت منظمات دولية منها يونيسيف واللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا عدة اتفاقات تنص على أن تُزوّد "قسد" مناطق الجيش الوطني بالكهرباء، مقابل ضخ مياه الشرب إلى مدينة الحسكة.
وفي العام 2021، دعت الأمم المتحدة عبر موقعها الرسمي، إلى استئناف خدمات المياه والكهرباء وحماية وصول المدنيين للمياه والصرف الصحي في سوريا، مشيرة إلى تعرّض نحو مليون شخص للخطر نتيجة لانقطاعات حادة في عمل محطة مياه علوك الحيوية في شمال شرقي سوريا.