أفاد مراسل تلفزيون سوريا، اليوم الثلاثاء، أن عدداً مِن المقاتلين السابقين في الجيش السوري الحر بمدينة الصنمين شمال درعا وصلوا إلى مدينة الباب شرق حلب، وذلك بعد اتفاق تهجير جرى برعاية روسيّة، نتيجة رفض المقاتلين للتسوية مع قوات نظام الأسد.
وقال المراسل، إن 21 مقاتلاً في مدينة الصنمين وصلوا برفقة الهلال الأحمر السوري، صباح اليوم، إلى معبر "أبو الزندين" جنوب غربي مدينة الباب، مضيفاً أن مِن بين المقاتلين جرحى نقلوا إلى نقاط طبية في المنطقة.
وجرى اتفاق بين نحو 50 مقاتلاً في مدينة الصنمين وقوات النظام برعاية الضبّاط الروس، أمس، شمل تهجير بعض المقاتلين الرافضين للتسوية مع "النظام" إلى الشمال السوري، وآخرين إلى مدينة طفس جنوبي الصنمين، إضافةً لـ تسوية أوضاع الراغبين وإلحاقهم في صفوف "الفيلق الخامس".
اقرأ أيضاًَ.. اتفاق تسوية في الصنمين يقضي بتهجير قرابة 50 عنصراً إلى إدلب وطفس
وتضّمن الاتفاق أيضاً، إطلاق سراح أكثر مِن 50 عنصراً أسرهم المقاتلون في مناطق متفرّقة مِن محافظة درعا، خلال اليومين الفائتين. وتسليم أسلحة جميع المقاتلين بما في ذلك الخفيفة منها للشرطة العسكرية الروسيّة.
واشترط المقاتلون مقابل تسليم سلاحهم - حسب ما ذكرت مصادر خاصة لـ تلفزيون سوريا -، تسليم سلاح "مجموعة الجاموس" مِن اللجان المحليّة التابعة لـ قوات النظام في المنطقة، كما تعهّد الروس بتحسين الظروف الخدمية للصنمين.
الجدير بالذكر، أن مدينة الصنمين لم تدخل في اتفاق التسوية الذي جرى عقب سيطرة قوات النظام - بدعم روسي وإيراني - على كامل محافظة درعا، شهر تموز 2018، وذلك بسبب سيطرة "النظام" على المدينة سابقاً، والتي عاد إليها بعض المقاتلين التابعين سابقاً للجبهة الجنوبية في الجيش الحر، وكانوا يقاتلون ضمن صفوفهما في منطقة حوران، قبل إحكام "النظام" سيطرته على كامل المحافظة.
وكانت عودة المقاتلين إلى الصنمين - وهم مِن أبناء المدينة - تحت قيادة وليد الزهرة القيادي السابق في الجبهة الجنوبية، والذي قتل خلال الاشتباكات التي جرت، قبل يومين، في المدينة، وهو مِن ضمن المقاتلين في المنطقة، الذين رفضوا اتفاقية التسوية 2018، ورفضوا التهجير.
وخلال يومي الأحد والإثنين الفائتين، حاولت قوات النظام مدعومةً بـ"الفرقة الرابعة" وعشرات الآليات العسكرية الثقيلة اقتحام مدينة الصنمين، وسط قصفٍ بقذائف المدفعية الثقيلة على أحياء المدينة، أدّى إلى وقوع ضحايا مدنيين.
اقرأ أيضاً.. درعا تنتفض.. ضحايا مدنيون واشتباكات مستمرة في الصنمين (فيديو)
وكانت مجموعة من شبان مدينة الصنمين يطلقون على أنفسهم "ثوار الصنمين" هاجموا، منتصف شهر تشرين الأول مِن العام المنصرم، حاجزاً لـ قوات النظام ومبنى فرع الأمن الجنائي في المدينة.
يشار إلى أن مدناً وبلدات في ريف درعا ما تزال تشهد توتراً أمنياً، منذ أشهر، على خلفية المداهمات والاعتقالات التي تشنها قوات النظام في خرقٍ مستمر لـ اتفاقية "التسوية" المتفق عليها سابقاً بين روسيا والفصائل العسكرية، منتصف العام الفائت.