زادت، مؤخّراً، أعداد الوفيات والإصابات بمتحور كورونا الجديد "إي جي.5 (5.EG)"، الذي يواصل انتشاره بشكل كبير في مناطق سيطرة النظام السوري، وسط تجاهل وزارة الصحة التابعة للنظام.
وأفادت مصادر محليّة لـ موقع تلفزيون سوريا بأنّ النعوات بدأت تعلّق واحدة تلو الأخرى في أحياء العاصمة دمشق، وعادت المستشفيات والعيادات إلى استقبال عشرات الحالات من المرضى المصابين بأعراض تنفسية يومياً، وهذه المرة، من دون إعلان رسمي من "وزارة الصحة" أو إحصائيات أو حتى تحذيرات من انتشار المتحور الجديد.
وقالت المصادر إنّ حالات الإصابات الشديدة بالمتحور الجديد "5.EG" بدأت تظهر منذ 15 يوماً على الأقل، في ظل هجمة فيروسية وصفها الأطباء بـ"الشرسة" تتعرّض لها مناطق سيطرة النظام السوري، خاصّة العاصمة دمشق.
ولم يَعرف الأطباء بعد ما إن كانت الهجمة الفيروسيّة قد بلغت ذروتها أم لا، في وقتٍ يكاد لا يخلو بيت في دمشق من مصاب أو مصابين اثنين على الأقل، مرّوا بأعراض المتحور الجديد.
وتزايدت طلبات الحصول على أسطوانات ومولّدات أوكسجين، في الفترة الأخيرة، حيث أشارت منصة "عقّمها" على "فيس بوك"، التي كان لها دور في تأمين هذه اللوازم مجاناً، خلال جائحة كورونا (كوفيد-19)، إلى عدم إمكانية تأمين الأسطوانات بسبب كثرة الاتصالات على مدار اليوم.
ارتفاع عدد الوفيات في دمشق
أكّد أطباء في دمشق التقى بهم موقع تلفزيون سوريا، أنّ عشرات الحالات ترد إليهم يومياً تعاني من أعراض المتحور الجديد، ورغم أنّ "القليل منهم يتم تحويلهم إلى المستشفيات، فإنّ أغلبهم من كبار السن والمدخّنين والمصابين بمرض الربو وأمراض أُخرى قد تضعف المناعة".
وتابعوا: "هناك عشرات المتوفين، توفوا متأثرين بالإصابة بالمتحوّر الجديد من دون أن يعلموا بذلك، وهو ما يفسّر زيادة عدد الوفيات في دمشق مؤخراً"، مشيراً إلى أنّ الفيروس الجديد ينتشر بسرعة كبيرة جداً، وقد تظهر الأعراض على المصاب خلال 24 ساعة ما يسهم في إصابة باقي أفراد العائلة بشكل متزامن ويزيد من معاناة المرضى.
وتختلف الأعراض بين شخص وآخر، فمنها أعراض هضمية وأُخرى تنفسية، الهضمية تظهر على هيئة إسهال وألم في البطن وغثيان، والتنفسية تظهر على شكل سعال جاف وجفاف حلق وحرارة وألم في البلعوم والصدر، وقد تظهر الأعراض الهضمية والتنفسية معاً على بعض المرضى أو تظهر متفرقة.
"مخاوف من وضع أسوأ"
يؤكّد الأطباء أن ما يساعد المتحور الجديد على الانتشار بسرعة في سوريا وتشكيله خطورة، هو عدم الالتزام بمستلزمات الوقاية حتى لو ظهرت الأعراض على البعض، فلم تعد الكمامات أو المعقّمات محط اكتراث، فضلاً عن أنّ الالتزام بالنسبة لكثيرين يكلّفهم مصاريف لا يمكن تحملها في ظل الغلاء الذي يضرب البلاد.
ومن المخيف أكثر -وفق الأطباء- ارتفاع أسعار أدوية الالتهاب والمسكنات والفيتامينات والمكملات وغيرها من مستلزمات للعلاج وتخفيف أعراض الإصابة، وأجور المشافي الخاصة وأسعار أسطوانات الأوكسجين، مشيرين إلى أنّ حتى أجرة المعاينة (كشفية) ارتفعت إلى 25 ألف ليرة سوريّة.
"لا لقاح يفيد ولا مسحات تكشف"
عميد كلية الطب السابق في جامعة دمشق، نبوغ العوا، قال مؤخراً لـ صفحة "بزنس2بزنس" على "فيس بوك"، إنّ "اللقاح السابق يعطي مناعة للمتحورات السابقة، ولا علاقة لمن أخذ لقاح كورونا بهذا المتحور، وحتى اليوم لا يوجد أجهزة لكشفه المتحور ولا يوجد لقاح له".
وأضاف أنّ "الاصابات تنتشر في سرعة وتصيب الصغير من عمر 3 سنوات حتى الكبير بعمر 90 عاماً"، مردفاً: "نحن نراقب انتشار هذا المتحور، وعندما يتحوّل انتشاره إلى جائحة سنطالب بإغلاق المدارس والجامعات".
وكان "العوا" قد أشار في العاشر من الشهر الجاري، إلى أنّ "معظم حالات الرشح والكريب التي تصيب الناس في الوقت الحالي، ليست بسبب الإنفلونزا العادية وإنما بسبب كورونا، ونعالجه بأدوية غير اعتيادية حتى تؤثر في المتحور الجديد".
يشار إلى أنّ منظمة الصحة العالمية ذكرت، الشهر الفائت، أنّ هناك ثلاثة متحورات جديدة تثير القلق هي "XBB.1.5" و"XXB.1.16" و"EG.5"، إضافةً إلى ستة متحورات قيد المراقبة، من دون أن تبلغ مستوى إثارة القلق.