أثار انتشار متحور جديد من فيروس كورونا القلق على صعيد عالمي، لا سيما وأن أبرز صفات هذا المتحور هي سرعة التفشي وقدرته على تجاوز تحصينات الملقحين، ما تسبب بانتشاره بسرعة اضطررت العديد من الناس إلى دخول المستشفيات في الولايات المتحدة الأميركية.
والمتحور الجديد عبارة عن تركيبة من متحورات "أوميكرون"، أطلق عليه اسم "إكس بي بي 1.5" (XBB 1.5)، انتشر بسرعة البرق في الولايات المتحدة الأميركية، وبغضون شهر واحد ارتفعت نسبة انتقال العدوى من 5 إلى 40 في المئة، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس"، اليوم الجمعة.
وأبرز ميزات المتحور الجديد التي قد تضمن له انتشاراً عالمياً، هي قدرته على مقاومة اللقاحات المضادة لكورونا، ومقاومته كذلك للمناعة الطبيعية التي تتشكل غالباً لدى المصابين بعد تعافيهم من الإصابة بمتحور "أوميكرون"، كما ينجح المتحور الجديد بتثبيت نفسه بسهولة وقوة على خلايا جسم الإنسان لإصابتها، بحسب لورانس يونغ عالم الفيروسات في كلية طب وارويك البريطانية.
"تذكير حقيقي بأن الوباء لم ينته"
ووصفت منظمة الصحة العالمية المتحور الجديد بأنه "أكثر المتحورات نقلا للعدوى"، وقال يونغ عن انتشاره، "لم نشهد من ذي قبل هذه السرعة في انتقال العدوى منذ ظهور أوميكرون في 2021. إنه أمر مدهش".
ودعا وزير الصحة الألماني كارل لاوترباخ الناس إلى الحذر الشديد من هذا المتحور، قائلاً "أتمنى أن نجتاز فصل الشتاء قبل أن ينتشر هكذا فيروس لدينا".
لكن يونغ أوضح أن الفيروس قد لا تكون لديه القدرة نفسها التي تمتع بها في أميركا للتوسع عالمياً، مشيراً إلى ضرورة أخذ المميزات المناعية للسكان بعين الاعتبار، لا سيما وأن حملة اللقاحات المعززة في الولايات المتحدة كانت أقل فعالية من البلدان الأخرى، وخاصة في أوروبا
كما أن البيانات تشير إلى أن المناطق الأخرى في العالم التي شهدت انتشار المتحور الجديد، لم تسجل حتى الآن تدهوراً استثنائياً في الوضع الصحي مقارنة بذلك الذي حدث في الولايات المتحدة، بحسب "فرانس برس".
ورصدت منظمة الصحة العالمية تفشي المتحور الجديد في 29 دولة حتى الآن بما في ذلك أوروبا والولايات المتحدة، ويحذر الخبراء من التعامل بشكل عرضي مع المتحور الجديد، حتى لو أثبت أنه ليس أشد ضراوة من بقية المتحورات، لأن المتحور الذي ينتشر بهذه السرعة تكون لديه فرصة بإنتاج متحورات فرعية شرسة، بحسب جوناثان ستوي عالم الفيروسات ومدير الأبحاث في معهد فرانسيس كريك في لندن، الذي قال إن انتشار "إكس بي بي 1.5"، يجب أن يكون "بمثابة تذكير حقيقي بأن الوباء لم ينته بعد".