تجددت احتجاجات المعلمين في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، اليوم الخميس، للمطالبة بتحسين قيمة الرواتب وتنظيم عملهم ضمن نقابة مهنية، وإيجاد حلول لمشكلة "خصخصة التعليم بشكل ممنهج" في المحافظة.
واجتمع المعلمون أمام مبنى رئاسة "حكومة الإنقاذ"، رافعين لافتات تؤكد على مطالبهم، ذلك بالتزامن مع انتشار قوات تتبع لـ"وزارة الداخلية" في الحكومة، بمحيط المكان.
ورفع المعلمون لافتات كُتب عليها "المعلم صمام أمانكم فلا تدعوه يتفجر"، و"المعلم هو فوق كل الحسابات، فلا ازدهار ولا تطور من دونه".
وأفادت مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا، بأن لجنة من المعلمين، دخلت إلى مبنى رئاسة الحكومة للتباحث في المطالب، وذلك من دون حضور رئيس الحكومة، محمد البشير، إذ التقوا بـ فواز هلال - أحد المسؤولين في "الإنقاذ"-.
احتجاجات للمعلمين في إدلب
وبدأت احتجاجات المعلمين قبل أسبوع، حيث طالبوا بإعادة هيكلة نقابة المعلمين عبر إجراء انتخابات حرة، لا يكون لـ "حكومة الإنقاذ" يد فيها، لتكون مستقلة تماماً، فضلاً عن المطالبة بزيادة الرواتب.
ودعا المعلمون إلى وضع نظام داخلي لجميع دوائر وزارة التربية والتعليم يشمل (معايير أحقية التعيين، والتعيينات الإدارية على أساس المعيار الثوري والتنقلات والانفكاك والإجازات والمكافآت والعقوبات والأنصبة، ويحدد للمعلمين ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات ....)، ووضعه بأيدي الكوادر في المدارس.
ومن ضمن المطالب، تأمين كتل سكنية للمعلمين النازحين من مناطقهم، للاستعاضة عن خيامهم بكتل سكنية تقيهم حرّ الصيف وبرد الشتاء قدر المستطاع، وتخصيص رقم أو بريد إلكتروني في الوزارة لشكاوى المعلمين والمدرسين بشكل شفاف لمعالجة ومتابعة متطلباتهم.
رئيس الحكومة "لم يحترم المعلمين"
من جهته، قال محمد أحمد مزنوق - مدرس فيزياء وكيمياء - في تصريح سابق لموقع تلفزيون سوريا إن رئيس "حكومة الإنقاذ" ووزير التربية لم يلتقيا بالمعلمين المحتجين، مضيفاً: "فوجئنا بأن رئيس الحكومة لم يحترم المعلمين، ولم يقدّر جهودهم على الأقل من خلال اللقاء بهم لمدة 5 دقائق".
بدوره، قال المدرّس زاهر حلاوة، إنّ أهم أسباب احتجاج المعلمين، تعود إلى عدم وجود رواتب كافية، فالراتب الحالي لا يكفي 10 أيام، في ظل الغلاء والنزوح والتهجير، إضافة إلى عدم وجود راتب صيفي، علماً أن جميع الدوائر الحكومية راتبها لا يتوقف.
وأشار حلاوة في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، إلى "عدم وجود نظام داخلي يحاسب الكبير قبل الصغير، فالمعلم لا يعرف حقوقه وواجباته، والقرارات ارتجالية وغير مدروسة".
ومن ضمن الأسباب، اهتمام وزارة التربية بالتعليم الخاص بشكل كبير جداً لكونه يدر مالاً عليها، وفتح مئات المدارس الخاصة في إدلب، مما سبب ضعفاً في كوادر وطلاب التعليم العام (خصخصة التعليم بشكل ممنهج)، وفق المدرّس.