كشف وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، يوم الخميس، توقف برنامج الأغذية العالمي (WFP) عن دعم اللاجئين السوريين في الأردن ابتداءً من شهر آب القادم.
وقال الصفدي عبر سلسلة تغريدات في "تويتر": "بحلول 1 آب، سيقطع برنامج الأغذية العالمي، الدعم الحيوي للاجئين السوريين في الأردن. الوكالات الأخرى التابعة للأمم المتحدة وبعض المانحين سيقومون بالشيء ذاته. لن نتمكن من ملء الفراغ. سيعاني اللاجئون".
ودعا الصفدي برنامج الأغذية العالمي إلى عدم قطع الدعم عن اللاجئين السوريين قائلاً: "إن توفير حياة كريمة للاجئين مسؤولية عالمية. إنها ليست مسؤولية بلدنا وحدنا كبلد مضيف. يجب أن تعمل الأمم المتحدة لتمكين العودة الطوعية. وحتى ذلك الحين، يجب أن تحافظ وكالاتها على الدعم الكافي".
وفي تغريدة أخيرة أكد أن بلاده ستتشاور مع البلدان المضيفة الإقليمية لعقد اجتماع لتطوير استجابة مشتركة لانخفاض الدعم عن اللاجئين السوريين، بما في ذلك "WFP" وغيرها، والعمل على تدابير للتخفيف من تأثيره.
وأنهى تغريدته بالقول: لا يمكن أن يظل تحمل عبء توفير حياة كريمة للاجئين علينا وحدنا.
"الأغذية العالمي" يعاني من أزمة تمويل
وفي 4 تموز الحالي أعلن برنامج الأغذية العالمي في الأردن عن تخفيض قيمة مساعداته الشهرية للأسر المحتاجة من اللاجئين السوريين خارج المخيمات إلى الثلث، من جرّاء نقص التمويل.
ووفق ما نقلت قناة "المملكة" الأردنية، فإن البرنامج الأممي "لا يستطيع الحفاظ على قيمة المساعدة الغذائية نفسها لجميع اللاجئين المستفيدين خارج المخيمات كما كانت من قبل بسبب نقص التمويل"، مضيفاً أنه "نتيجة لذلك، سيخفض قيمة المساعدة لجميع اللاجئين المقيمين خارج المخيمات ابتداء من تموز لضمان استمرار المساعدة للأسر الأكثر احتياجاً".
وسيشمل التخفيض 75% من 465 ألف لاجئ يصلهم دعم شهري من البرنامج الأممي، في حين قيمة المساعدات للمقيمين خارج المخيمات من عائلات اللاجئين المصنفين "الأكثر احتياجاً للمساعدات الغذائية" ستصل إلى 15 ديناراً أردنياً (نحو 21 دولاراً) للشخص الواحد شهرياً، بدلاً من 23 ديناراً.
أما العائلات المصنفة "متوسطة الاحتياج للمساعدة الغذائية" من خارج المخيمات، فإن قيمة المساعدات التي يتلقونها عادة والبالغة 15 دينارا للشخص الواحد شهرياً، ستصبح 10 دنانير للشخص شهرياً، في حين ستبقى قيمة المساعدات الغذائية لجميع الأسر من اللاجئين المسجلين داخل المخيمات كما هي، وقيمتها 23 ديناراً للشخص الواحد شهرياً، شريطة استمرارية توافر التمويل لدى البرنامج.
وأكد البرنامج أن تخفيض قيمة المساعدة الغذائية لن يؤثر على المساعدات التي تقدّمها المنظمات الأخرى أو على وضع التسجيل، كما أنه غير مرتبط بأي شكل من الأشكال بالخدمات التي تقدمها المنظمات الإنسانية الأخرى، لافتاً إلى أن المنظمات الأخرى لديها برامجها ومعاييرها وتمويلها الخاص بها لتقديم المساعدة.
وقف المساعدات عن 2.5 مليون سوري
يشار إلى أن برنامج الأغذية العالمي أعلن، في 13 حزيران الماضي، عن إيقاف المساعدات عن 2.5 مليون شخص من أصل 5.5 ملايين سوري بحاجة للمساعدة، وذلك نظراً لما سماها "أزمة تمويل غير مسبوقة في سوريا".
وذكر برنامج الأغذية العالمي أنه "ليس لديه مورد مستقل، وهو يعتمد على التمويل الإنساني الطوعي"، مشيراً إلى أن "وضع التمويل للبرنامج في سوريا ليس حالة معزولة، حيث إن 345 مليون شخص حول العالم يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي في 2023، وهو ضعف عددهم في العام 2020.
وأضاف أن "هذا الازدياد في الاحتياج لم تتم مقابلته بتمويل مواز، لذا يقوم برنامج الأغذية العالمي باتخاذ قرارات صعبة بمناطق مختلفة حول العالم، حيث إن جميع عملياته تقريباً تتعرض لتخفيض كبير في حجم المساعدات أو عدد العائلات التي تستفيد منها".
الأمم المتحدة تحذر من أثر نقص التمويل على اللاجئين في الأردن
في ذات السياق حذرت الأمم المتحدة، خلال تقريرها للنتائج السنوية الخاص للعام 2022، من نقص التمويل الذي قد يهدد بقطع أنشطة رئيسية في الأردن اتجاه الأردنيين واللاجئين السوريين والفلسطينيين خلال الأشهر المقبلة.
وقالت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في الأردن حسبما نقلت قناة "المملكة"، شيري ريتسيما-أندرسون حول تقرير النتائج: "تفخر الأمم المتحدة في الأردن بمساهمتها في دعم التنمية المستدامة في الأردن خلال العام 2022، مع استمرارها في الوقت ذاته بتقديم الدعم للاجئي فلسطين واللاجئين السوريين وغيرهم، إضافة إلى المجتمعات المستضيفة".
وحذرت ريتسيما من أثر نقص التمويل على استمرارية بعض البرامج مضيفة: "أشعر بقلق شديد إزاء نقص التمويل الذي قد يهدد بقطع الأنشطة الرئيسية الموجهة لكل من الأردنيين واللاجئين في الأشهر المقبلة. وأنتهز الفرصة اليوم لتوجيه الدعوة لكل الشركاء لإيجاد حلول للحفاظ على مكاسبنا، والحفاظ على الدعم المالي للبرامج التي تحتاج لذلك، وتحقيق الأهداف الإنسانية والإنمائية في الأردن. من خلال تظافر الجهود، يمكننا ضمان عدم إغفال أي شخص أو تخلفه عن الركب ".
ويأتي هذا بعد أقل من شهرين على تعهد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية ومانحون دوليون تقديم 9.6 مليارات يورو للشعب السوري والدول المستضيفة للاجئين السوريين، وذلك في اختتام مؤتمر "دعم مستقبل سوريا والمنطقة" السابع، الذي عقد في العاصمة البلجيكية بروكسل.
ويهدف المؤتمر إلى إعادة تأكيد التزام الاتحاد الأوروبي ودعمه للشعب السوري، وحشد الدعم الإنساني والمالي لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسوريين الذين يعيشون في سوريا والدول المجاورة لها.
كما يهدف إلى جمع دعم سياسي ومالي للدول التي تظهر تضامناً مع النازحين واللاجئين مثل لبنان والأردن وتركيا ومصر والعراق.
السوريون في الأردن
وفقاً للإحصاءات الرسمية، فإن عدد السوريين في الأردن يقدر بنحو 1.3 مليون شخص، بينهم 676 ألفاً و787 يحملون صفة لاجئ وطالب لجوء مسجّلين في المفوضية، حتى شهر الماضي الماضي.
ووفق مسح أجرته المفوضية مطلع 2022 ونشرته في حزيران بشأن نوايا وتصورات اللاجئين السوريين بشأن العودة، فإن 36 في المئة من اللاجئين السوريين في الأردن يرغبون في العودة في غضون 5 سنوات، لكن 2.4 في المئة من اللاجئين السوريين المستجيبين للمسح في الأردن لديهم نية للعودة إلى سوريا خلال عام.