أعلن برنامج الأغذية العالمي في الأردن عن تخفيض قيمة مساعداته الشهرية للأسر المحتاجة من اللاجئين السوريين خارج المخيمات إلى الثلث، اعتباراً من تموز الحالي، من جرّاء نقص التمويل.
ووفق ما نقلت قناة "المملكة" الأردنية"، فإن البرنامج الأممي "لا يستطيع الحفاظ على قيمة المساعدة الغذائية نفسها لجميع اللاجئين المستفيدين خارج المخيمات كما كانت من قبل بسبب نقص التمويل"، مضيفاً أنه "نتيجة لذلك، سيخفض قيمة المساعدة لجميع اللاجئين المقيمين خارج المخيمات ابتداء من تموز لضمان استمرار المساعدة للأسر الأكثر احتياجاً".
وسيشمل التخفيض 75% من 465 ألف لاجئ يصلهم دعم شهري من البرنامج الأممي، في حين قيمة المساعدات للمقيمين خارج المخيمات من عائلات اللاجئين المصنفين "الأكثر احتياجاً للمساعدات الغذائية" ستصل إلى 15 ديناراً أردنياً (نحو 21 دولاراً) للشخص الواحد شهرياً، بدلاً من 23 ديناراً.
أما العائلات المصنفة "متوسطة الاحتياج للمساعدة الغذائية" من خارج المخيمات، فإن قيمة المساعدات التي يتلقونها عادة والبالغة 15 دينارا للشخص الواحد شهرياً، ستصبح 10 دنانير للشخص شهرياً، في حين ستبقى قيمة المساعدات الغذائية لجميع الأسر من اللاجئين المسجلين داخل المخيمات كما هي، وقيمتها 23 ديناراً للشخص الواحد شهرياً، شريطة استمرارية توافر التمويل لدى البرنامج.
وأكد البرنامج أن تخفيض قيمة المساعدة الغذائية لن يؤثر على المساعدات التي تقدّمها المنظمات الأخرى أو على وضع التسجيل، كما أنه غير مرتبط بأي شكل من الأشكال بالخدمات التي تقدمها المنظمات الإنسانية الأخرى، لافتاً إلى أن المنظمات الأخرى لديها برامجها ومعاييرها وتمويلها الخاص بها لتقديم المساعدة.
برنامج الغذاء العالمي يخفض مساعداته للسوريين في الأردن
— تلفزيون سوريا (@syr_television) July 7, 2023
تقرير: حسام الجمّال @HossamJammal#تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/zMg6fc7OwI
المتطلبات المالية للبرنامج
ويساعد برنامج الأغذية العالمي أسر اللاجئين التي صنّفت على أنها "الأكثر احتياجاً" و"الأكثر انعداماً للأمن الغذائي"، من خلال برنامج المساعدات الغذائية العامة.
وأكد البرنامج أن المتطلبات المالية لتنفيذ مشاريع مرتبطة بعمليات البرنامج للعام الحالي 2023 تبلغ 230 مليون دولار، توافر منها حتى أيار الماضي 109 ملايين دولار فقط.
ووفق الخطة الاستراتيجية للبرنامج للسنوات الخمس بين 2023 و2027، تقدر المتطلبات المالية بنحو 997 مليون دولار، في حين تبلغ المتطلبات المالية لستة أشهر من حزيران إلى تشرين الثاني المقبل لتنفيذ مشاريع البرنامج 122.4 مليون دولار، منهم 115.8 مليون دولار لتغطية الاحتياجات الغذائية لنحو 465 ألف لاجئ في المخيمات والمجتمعات، مع الحفاظ على قيم التحويلات النقدية الشهرية الحالية.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إن برنامج الغذاء العالمي سيقلص الخدمات التي يقدمها إلى اللاجئين السوريين في الأردن، والمفوضية العليا للاجئين بدأت بتقليص خدماتها أيضا نتيجة عدم توافر الدعم المالي الكامل.
وحذر الصفدي من أن توقف المنظمتين عن تقديم خدماتها "سيفاقم معاناة اللاجئين، وستكون الدول المستضيفة في مكان تحمل العبء الذي لا تستطيع أن تتحمل أكثر مما تحمله"، داعياً المجتمع الدولي إلى "اتخاذ خطوات عملية لتوفير الدعم اللازم لمساعدة الدول المستضيفة على توفير العيش الكريم للاجئين".
وقف المساعدات عن 2.5 مليون سوري
يشار إلى أن برنامج الأغذية العالمي أعلن، في 13 حزيران الماضي، عن إيقاف المساعدات عن 2.5 مليون شخص من أصل 5.5 ملايين سوري بحاجة للمساعدة، وذلك نظراً لما سماها "أزمة تمويل غير مسبوقة في سوريا".
وذكر برنامج الأغذية العالمي أنه "ليس لديه مورد مستقل، وهو يعتمد على التمويل الإنساني الطوعي"، مشيراً إلى أن "وضع التمويل للبرنامج في سوريا ليس حالة معزولة، حيث إن 345 مليون شخص حول العالم يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي في 2023، وهو ضعف عددهم في العام 2020.
وأضاف أن "هذا الازدياد في الاحتياج لم تتم مقابلته بتمويل مواز، لذا يقوم برنامج الأغذية العالمي باتخاذ قرارات صعبة بمناطق مختلفة حول العالم، حيث إن جميع عملياته تقريباً تتعرض لتخفيض كبير في حجم المساعدات أو عدد العائلات التي تستفيد منها".