حذرت وزارة الزراعة في حكومة النظام السوري، اليوم السبت، من زراعة البذار التي وزعتها الولايات المتحدة على المزارعين في شمال شرقي سوريا بحجة أنها مصابة بآفة الـ "النيماتودا".
وقال وزير الزراعة محمد حسان قطنا في تصريح لصحيفة "تشرين" التابعة للنظام: "المحتل الأميركي قام الموسم الماضي وبشكل غير مشروع بإدخال نحو 3 آلاف طن من بذار القمح المصابة بالديدان الخيطية "النيماتودا"، على شكل هبة لمجموعة فلاحين بزعم دعم المجتمع المحلي".
وأضاف أن هذا النوع من البذار يسبب أضرارا بالمجتمع المحلي، كون آفة "النيماتدوا" عندما تدخل إلى التربة تؤدي إلى عدم استجابتها لزراعة "النجليات" لمدة 3 سنوات وتحتاج إلى تبوير وعدم زراعتها للتخلص منها.
وزعم وفقاً لتصريحه أن هدف الولايات المتحدة من إدخال هذه البذور هو تدمير التربة السورية.
ودعا قطنا، الفلاحين للامتناع عن زراعة تلك البذور، والاتجاه نحو زراعة البذور المعتمدة لدى وزارة الزراعة.
وأضاف: "هناك محاصيل استراتيجية يفترض عدم المساس بها وسوريا تتمتع بخبرات جيدة وواسعة وتعاون كبير مع المراكز البحثية لفترات طويلة حتى وصلت لاستنباط مجموعة من الأصناف من القمح والشعير والقطن والذرة تعد عالية الإنتاجية ومتحملة للظروف الجوية والآفات".
البذور الأميركية الموزعة على الفلاحين
في منتصف تشرين الثاني 2021 أعلنت الولايات المتحدة الأميركية أنها أرسلت شحنة من بذور القمح إلى مناطق شمال شرقي سوريا الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وقالت السفارة الأميركية في سوريا عبر صفحتها في فيس بوك حينذاك، إن "شحنة بذور القمح تم تحميلها وهي في طريقها إلى شمال شرقي سوريا".
وأضافت أن "(الوكالة الأميركية للتنمية الدولية) تقدم ما يقرب من 3000 طن من بذور القمح العالية الجودة للمزارعين في شمال شرقي سوريا مع بدء موسم زراعة القمح".
وأوضحت أن "هذه البذور ستدعم مئات المزارعين لإنتاج نحو 32 ألف طن من القمح العام المقبل، ما يضمن حصول السوريين على الدقيق والخبز ومنتجات القمح الأخرى لإطعام أسرهم ومنع مزيد من الأزمات الاقتصادية".
الولايات المتحدة تنفي وجود آفة في بذور القمح المقدمة
منذ إعلان الولايات المتحدة الأميركية نيتها توزيع بذور قمح على مزارعي مناطق سيطرة "قسد"، وحكومة النظام السوري تحذر الفلاحين من استخدام هذه البذور في الزراعة، بحجة أنها "بغاية الخطورة، لكونها تؤدي إلى تدني المردود الإنتاجي وتأتي ضمن إجراءات قانون قيصر".
إلا أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية "USAID"، قالت في تصريح خاص لموقع "تلفزيون سوريا"، إن بذور القمح "تلبي أعلى معايير السلامة والجودة".
وأكدت الوكالة على أن "بذور القمح تخضع للعلاج والاختبار للتأكد من سلامتها وجودتها قبل التبرع بها"، مشيرة إلى أنها زودت المزارعين السوريين بأصناف بذور قمح "أضنة" و"جيهان"، والتي يتم الحصول عليها من المنطقة، من دون أن تذكر المصدر بشكل واضح.