نشطت عملية تهريب رؤوس الماشية خلال الأسابيع الماضية، من مناطق سيطرة النظام السوري، باتجاه الدول المجاورة، تمهيداً لنقلها إلى دول الخليج.
وذكر ضابط في جمارك النظام السوري، أن حركة تهريب أغنام العواس ما زالت نشطة وآخرها ضبط 5 شاحنات في ريف طرطوس محملة بأغنام العواس كانت تتجه لأحد الإسطبلات، ليتم بعدها تهريبها نحو الحدود اللبنانية ومنها نحو دول الخليج.
وأضاف الضابط في تصريح لصحيفة "الوطن" المقربة من النظام، أن هذه الشاحنات قدمت من محافظة حماة.
ووفق تقديرات الضابط، قد تصل قيمة وغرامات هذه القضية لحدود مليار ليرة، مشيراً إلى أنه وخلال الفترة الماضية تم تسجيل كثير من قضايا تهريب الأغنام وكانت غراماتها مرتفعة لأن تهريب الأغنام يستدعي المخالفة والمصادرة والغرامة المالية بـ 5 أمثال القيمة.
وتشير تقديرات رئيس لجنة مربي ومصدري الأغنام في اتحاد غرف الزراعة بحكومة النظام معتز السواح إلى أن معدل تهريب الأغنام من سوريا يتجاوز يومياً 20 ألف رأس.
ووفق الصحيفة، تقول جميعة مصدري الأغنام إن الفارق السعري للأغنام بين السوق المحلية والسوق في بعض دول الخليج وخاصة السعودية يمثل الحافز الأهم لنشاط عمليات التهريب، إذ يباع الخروف في السعودية بضعف سعر المبيع في السوق المحلية.
تنبؤ بـ "ضغط غير مسبوق"
وسبق أن توقع رئيس جمعية اللحامين في دمشق محمد يحيى الخن، حدوث "ضغط غير مسبوق" على لحوم الأغنام في الفترة المقبلة، خاصة مع حلول عيد الأضحى، بسبب السماح بتصدير رؤوس الماشية للخارج، لا سيما إلى دول الخليج.
وارتفعت أسعار لحوم الأغنام خلال الفترة الماضية بنسب كبيرة، إذ وصل سعر كيلو لحم الغنم الحي إلى 85 ألف ليرة، وبحسب الخن، فإن الارتفاعات ما تزال مستمرة.
وأضاف الخن، أنه "إذا استمر الموضوع على هذا المنوال فمن المتوقع أن يتجاوز كيلو اللحم الحي 100 ألف ليرة سورية خلال فترة عيد الأضحى، فالفترة المقبلة لا تحمل مبشرات بانخفاض الأسعار".
انحسار للثروة الحيوانية
يعاني قطاع المواشي في مناطق سيطرة النظام السوري من تراجع وانحسار شمل مختلف الأنواع من بقر وأغنام وماعز، بالتزامن مع سماح حكومة النظام بتصدير ذكور أغنام العواس والماعز إلى الخارج.
وكان رئيس حكومة النظام حسين عرنوس قد وافق على تصدير ذكور أغنام العواس والماعز الجبلي طوال العام باستثناء فترة التكاثر الممتدة من (1/12 ولغاية 31/3) من كل عام وذلك وفق الشروط الصحية والفنية المحددة من قبل وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي.
وسبق أن حذر رئيس جمعية حماية المستهلك في دمشق عبد العزيز المعقالي، من احتمال خسارة سوريا لثروتها الحيوانية خلال مدة أقصاها 5 سنوات، وذلك على خلفية ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء بشكل كبير في الأسواق السورية.
واتهم المعقالي، حكومة النظام بالمساهمة برفع الأسعار عبر فرض ضرائب مرتفعة جداً على صغار اللحامين، مشيراً كذلك إلى إن ازدياد تهريب الثروة الحيوانية من المحافظات الشرقية، محذراً من أن هذه الأسباب تؤدي إلى فقدان كامل الثروة الحيوانية في سوريا.