ملخص:
- مكالمة هاتفية بين ترمب وبوتين: بعد فوز ترمب بالانتخابات، تحدث مع بوتين حول الحرب في أوكرانيا، وأعرب عن اهتمامه بحل قريب للنزاع.
- نصيحة ترمب لبوتين: حث ترمب بوتين على عدم تصعيد الحرب وذكره بالوجود العسكري الأميركي الكبير في أوروبا.
- هدف السلام: ناقش الطرفان هدف تحقيق السلام في أوروبا، وأبدى ترمب رغبته في متابعة محادثات مستقبلية بشأن حل النزاع.
- موقف ترمب من الأراضي: تلميحات من ترمب حول احتمالية دعم اتفاق تحتفظ فيه روسيا ببعض الأراضي المحتلة، وأثار باختصار مسألة الأرض خلال المكالمة.
- عدم تدخل وزارة الخارجية: المكالمة جرت من دون دعم رسمي من وزارة الخارجية الأميركية، ويعود ذلك إلى عدم الثقة بعد تسريب مكالمات سابقة.
قالت صحيفة واشنطن بوست إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وناقشا الحرب في أوكرانيا، في أول محادثة هاتفية بين الرجلين منذ فوز ترمب بالانتخابات، حسبما قال عدد من الأشخاص المطلعين على الأمر.
وخلال المكالمة، التي أجراها ترمب من منتجعه في فلوريدا، نصح الرئيس الروسي بعدم تصعيد الحرب في أوكرانيا وذكره بالوجود العسكري الكبير لواشنطن في أوروبا، حسبما قال شخص مطلع على المكالمة.
وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر رفضت الإفصاح عن هويتها إن الرجلين ناقشا هدف السلام في القارة الأوروبية، وأعرب ترمب عن اهتمامه بإجراء محادثات متابعة لمناقشة "حل حرب أوكرانيا قريبا".
وكان ترمب وعد خلال حملته الرئاسية أنه سيضع نهاية فورية للحرب في أوكرانيا، لكنه لم يقدم تفاصيل حول الكيفية التي يعتزم بها القيام بذلك. وقال أشخاص مطلعون على الأمر للصحيفة إنه أشار سرا إلى أنه سيدعم اتفاقا تحتفظ فيه روسيا ببعض الأراضي التي استولت عليها، وخلال المكالمة (مع بوتين) أثار لفترة وجيزة مسألة الأرض.
وتأتي هذه المكالمة، التي لم يتم الإعلان عنها من قبل، وسط حالة من عدم اليقين العام بشأن الكيفية التي سيعيد بها ترمب ضبط رقعة الشطرنج الدبلوماسية العالمية لحلفاء الولايات المتحدة وخصومها بعد فوزه الحاسم يوم الثلاثاء الماضي.
وسبق أن صرح ترمب لشبكة NBC يوم الخميس أنه تحدث إلى نحو 70 من قادة العالم منذ الانتخابات، بما في ذلك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي – وهي مكالمة انضم إليها إيلون ماسك أيضا.
وقال شخصان مطلعان على الأمر إنه تم إبلاغ المسؤولين الأوكرانيين بمكالمة بوتين ولم يعترضوا على إجراء المحادثة، وقالت المصادر إن المسؤولين الأوكرانيين أدركوا منذ فترة طويلة أن ترمب سيتعامل مع بوتين بشأن حل دبلوماسي لأوكرانيا.
ولا يتم إجراء مكالمات ترمب الأولية مع قادة العالم بدعم من وزارة الخارجية والمترجمين الفوريين للحكومة الأميركية. ولم يوقع فريق ترمب الانتقالي بعد على اتفاق مع إدارة الخدمات العامة، وهو إجراء قياسي للانتقالات الرئاسية.
وأضافت الصحيفة أن ترمب ومساعديه لا يثقون في المسؤولين الحكوميين بعد تسريب نصوص المكالمات الرئاسية خلال فترة ولايته الأولى، وقال أحد الأشخاص المطلعين على المكالمات: "إنهم يتصلون بترمب مباشرة فقط".
وقال ستيفن تشيونغ، مدير اتصالات ترمب: "لقد فاز الرئيس ترمب في انتخابات تاريخية بشكل حاسم، ويعلم القادة من جميع أنحاء العالم أن أميركا ستعود إلى الصدارة على الساحة العالمية.
وأضاف تشيونغ في رسالة بالبريد الإلكتروني للصحيفة: "لهذا السبب بدأ القادة عملية تطوير علاقات أقوى مع الرئيسين الخامس والأربعين والسابع والأربعين لأنه يمثل السلام والاستقرار العالميين".
كيف تعاملت موسكو مع فوز ترمب؟
في البداية، ردت موسكو بفتور على فوز ترمب، حيث قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين إن بوتين ليس لديه خطط للاتصال بالرئيس القادم لـ "دولة غير صديقة متورطة بشكل مباشر وغير مباشر في حرب ضد دولتنا".
لكن يوم الخميس، هنأ بوتين ترمب علناً على فوزه، وأشاد برد فعله "الرجولي" على محاولة الاغتيال في بنسلفانيا، وقال إنه مستعد للتحدث مع ترمب.
وفي وقت سابق الأحد، نشر الصحفي في قناة "روسيا" التلفزيونية الحكومية الروسية، بافيل زاروبين، مقابلة مع بيسكوف قال فيها المتحدث باسم الكرملين إن المؤشرات على تحسن العلاقات في ظل رئاسة ترمب "إيجابية".
وبينما كانت استراتيجية بايدن وهاريس فيما يتعلق بأوكرانيا يمكن التنبؤ بها، أضاف بيسكوف: "ترمب أقل قابلية للتنبؤ به، كما أنه أقل قابلية للتنبؤ بمدى التزام ترمب بالتصريحات التي أدلى بها خلال الحملة الانتخابية.. دعونا ننتظر ونرى".
وقال مسؤول أميركي سابق كان على دراية بمكالمة بوتين إن ترمب على الأرجح لا يريد أن يدخل منصبه في ظل أزمة جديدة في أوكرانيا ناجمة عن التصعيد الروسي مما يمنحه حافزا للرغبة في منع الحرب من التفاقم.
وتحتاج أوكرانيا إلى مليارات الدولارات من الدعم الاقتصادي والعسكري كل شهر لمواصلة صد عدوها الأكبر والأفضل تجهيزا، والذي حقق تقدما عسكريا كبيرا في الأشهر الأخيرة، بحسب واشنطن بوست.
وقد اشتكى ترمب من كلفة الحرب على دافعي الضرائب الأميركيين وأشار سرا إلى أن أوكرانيا قد تضطر إلى التخلي عن بعض أراضيها، مثل شبه جزيرة القرم، من أجل السلام.
وتصاعدت التوترات بين أوكرانيا وحملة ترمب بعد زيارة زيلينسكي لمصنع ذخيرة في بنسلفانيا في سبتمبر. وتعرضت الزيارة إلى الولاية المتأرجحة لانتقادات باعتبارها حيلة سياسية من قبل حلفاء ترمب، بما في ذلك رئيس مجلس النواب مايك جونسون (جمهوري من لويزيانا)، الذي دعا زيلينسكي إلى إقالة سفيرته لدى الولايات المتحدة، أوكسانا ماركاروفا.