icon
التغطية الحية

هل تسعى روسيا للاستثمار بحرب غزة عبر حزب الله وميليشيات إيران في سوريا؟

2023.11.15 | 11:22 دمشق

روسيا وحماس
مساعي روسيا للاستثمار في حرب غزة
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

اتخذت روسيا سلسلة من الخطوات التي تعتبر بمثابة دعم سياسي لحركة حماس الفلسطينية، منذ أن نفذت الأخيرة عملية "طوفان الأقصى" ضد الجيش الإسرائيلي في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وأبرز تلك الخطوات استخدام موسكو إلى جانب بكين في 18 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي حق النقض ضد مشروع قرار في مجلس الأمن تقدمت به الولايات المتحدة يتضمن الاعتراف بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ولا يدعو لوقف إطلاق النار.

وفي آواخر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي استقبلت وزارة الخارجية الروسية وفداً سياسياً ممثلاً لحركة حماس، الأمر الذي أثار حفيظة إسرائيل، ودفعها لاستدعاء السفير الروسي في تل أبيب وإبلاغه الاحتجاج على زيارة وفد من حماس إلى موسكو.

وعلم موقع تلفزيون سوريا من مصادر فلسطينية خاصة، أن الكرملين أجرى العديد من الاتصالات مع قيادة حركة حماس منذ الأيام الأولى لانطلاق عملية "طوفان الأقصى"، وأكد تفهمه لحقوق الشعب الفلسطيني.

تعزيز العلاقة مع إيران وحزب الله اللبناني

اتجهت روسيا لتعزيز علاقتها بشكل أكبر مع إيران وحزب الله اللبناني، في خطوة تعكس توقعات روسية بتوسيع دائرة المواجهة في المنطقة.

وأفادت مصادر أمنية لموقع تلفزيون سوريا بأن الاستخبارات الروسية عقدت خلال تشرين الأول/ أكتوبر الماضي عدة لقاءات مع كل من إيران وحزب الله بشكل منفصل، ونتج عنها الموافقة على إتاحة المجال لإيران باستخدام المطارات العسكرية في سوريا الخاضعة لسيطرة روسيا، مثل حميميم وتدمر، لتستفيد منها طهران في نقل المعدات العسكرية والخبراء، بعد أن ضيقت إسرائيل كثيراً على استخدام إيران لمطاري دمشق وحلب الدوليين عبر استهدافهما بشكل متكرر.

أيضاً، وافقت روسيا على توسيع قدرات حزب الله العسكرية من خلال تزويده بصواريخ مضادة للدروع متطورة محمولة على عربات، ويصل مداها إلى 10 كم، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للسفن.

رغبة روسية بالاستثمار

أكدت مصادر مطلعة لموقع تلفزيون سوريا، أن الاستخبارات العسكرية الروسية زودت الكرملين بتقدير موقف الشهر الماضي، يرجح احتمال توسع الحرب في المنطقة لتشمل لبنان، مع توصيات بدعم القوى التابعة لإيران وتطوير قدراتها العسكرية لتصبح قادرة على الدخول في مواجهة استنزاف طويلة الأمد، تساهم في إزاحة الأنظار الأميركية والغربية عن الحرب في أوكرانيا.

وبحسب المصادر، فإن الاتجاه السائد في أجهزة الدولة الروسية، يتبنى الاستثمار فيما يجري وتعزيز العلاقة مع التنظيمات التي تواجه الغرب في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تحقيق المزيد من التقارب مع الدول الإقليمية المستاءة من النهج الأميركي تجاه حرب غزة، ودعم واشنطن الكبير لإسرائيل، وتغاضيها عن الانتهاكات التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، خاصة أن واشنطن تتبنى مقاربة مضرة بدول الجوار الفلسطيني تتمثل بعدم الاعتراض على تهجير شريحة من سكان غزة، وهو ما ترفضه دول مثل الأردن ومصر.

وتعتقد أجهزة الدول الروسية، أن إذكاء صراع كبير في منطقة الشرق الأوسط يهدد مصير ذراع الغرب في المنطقة المتمثل بإسرائيل، من شأنه أن يلقي المزيد من الضغوط على الولايات المتحدة ويصعب عليها الاستمرار في تقديم الدعم السخي لأوكرانيا، كما أن دعم روسيا لكل من إيران وأذرعها، قد يفتح الباب أمام موافقة واشنطن على التفاوض مع موسكو في مرحلة لاحقة.

وبدا واضحا منذ البداية رغبة واشنطن الكبيرة بعدم الانزلاق باتجاه حرب موسعة في الشرق الأوسط، لأنها تدرك العواقب التي قد تترتب على مثل هذا السيناريو، ولذا حرص المسؤولون الأميركيون على تكرار نفي مسؤولية إيران عن هجوم حركة حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، فيما يدرس البيت الأبيض إمكانية الإفراج عن 10 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة والمحتجزة في العراق، على أن يتم تحويلها لمصارف في أوروبا وسلطنة عمان.