ادعت وسائل إعلام وسياسيون أتراك بأن الأجانب الحاصلين على الجنسية التركية ساهموا بشكل مباشر في فوز رجب طيب أردوغان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية، وذلك بحسب البيانات غير الرسمية للانتخابات.
وشارك الأجانب الحاصلون على الجنسية التركية من السوريين والأفغان وغيرهم من الجنسيات الأجنبية في العملية الانتخابية التي بدأت في 14 أيار وانتهت مساء أمس الأحد من الشهر نفسه، وهو ما اعتبرته صحيفة (Cumhuriyet) تأثيراً على الانتخابات التركية واصفة الحاصلين على الجنسية بـ "الناخبين الأجانب".
وأوضحت الصحيفة في خبر نشرته على موقعها الرسمي، بأن عدد الناخبين المولودين خارج تركيا بلغ مليوناً و325 ألف مواطن، بينما بلغ الناخبون السوريون الحاصلون على الجنسية التركية 167 ألفاً و 703، و23 ألفاً و578 ناخباً أفغانياً، و21 ألفاً و989 ناخباً إيرانياً، و16 ألفاً و430 ناخباً عراقياً/ و6 آلاف وناخب ليبي واحد، وكلهم يحملون الجنسية التركية.
"جنسية العقارات"
ونقلت الصحيفة عن الأمين العام لبلدية إسطنبول بوغرا غوكجي، أن الأجانب اشتروا 274 ألفاً و258 وحدة سكنية في السنوات الخمس الأخيرة، وأن "واحداً من كل 6 ناخبين جدد هم أجانب حصلوا على الجنسية عبر شراء العقارات"، إلا أنها لم تشر إلى أن القانون يعطي الجنسية التركية في حال كان العقار يساوي 250 ألف دولار، قبل أن ترتفع وتصبح 400 ألف دولار، مما يؤكد أن ليس كل من اشترى عقارا في تركيا يصبح مواطناً تركياً.
"نتنافس مع الأجانب"
وفي تصريح لها إلى نفس الصحيفة، أعلنت نائبة رئيس حزب الديمقراطي المسؤولة عن الهجرة والسياسات الاجتماعية، إيلاي أكسوي، عن أنها فحصت قوائم الناخبين التي حصلت عليها من الهيئة العليا للانتخابات بعناية شديدة، مؤكدةً على ما سمتهم "الناخبين الأجانب" بلغ عددهم مليوناً ونصف المليون ناخب.
وأضافت: "يمنح حزب العدالة والتنمية الجنسية بشكل رسمي للأجانب في هذه الانتخابات، ويمنحهم حق التدخل المباشر في إرادتنا عن طريق الهندسة الديمغرافية، نحن نتنافس مع الأجانب وليس مع حزب العدالة والتنمية".
ومن جانبه، نشر الصحفي التركي فاتح ألطايلي تغريدة على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي قائلاً: "السوريون قرروا من سيحكم تركيا"، والتي علق عليها الناشط السوري "خالد عبدو" عبر التعليق عليها بعبارة "الحمد لله".
"الأجانب لا يشكلون تهديداً على الانتخابات"
وفي تصريح سابق بتاريخ 8 آب الفائت، أكد رئيس حزب الشعب الجمهوري، ومرشح تحالف الأمة الذي خسر الانتخابات الرئاسية وفق النتائج غير الرسمية، كمال كليتشدار أوغلو، على أن الأجانب الحاصلين على الجنسية التركية لا يشكلون تهديداً على الانتخابات المقبلة في تركيا.
وأشار كليتشدار أوغلو إلى أن حزبه يتمتع بدراية تامة بكل الناخبين، حيث يمكنهم استنتاج عددهم من خلال معرفة أماكن الولادة ومعرفة الأجانب الذين يمارسون حقهم في التصويت، موضحاً بأن عدد الأجانب الحاصلين على الجنسية التركية لا يتجاوز 400-500 ألف ناخب.
وأضاف كليتشدار أوغلو في تصريحه أن هذه المعلومات غير متوفرة لدى الهيئة العليا للانتخابات التركية، وأن حزبه يعرف تفاصيل كل ناخب، بما في ذلك الناخبون الجدد الذين سيشاركون في عملية الاقتراع لأول مرة.
وأكد أنهم يعرفون منازلهم وعناوينهم وأماكن ولادتهم، مشيراً إلى أنهم يتابعون بدقة المعلومات المتعلقة بالمولودين في سوريا وأفغانستان وغيرها من البلدان، بهدف استنتاج من حصل على الجنسية التركية.