ارتفعت أسعار الألبان والأجبان في مناطق سيطرة النظام السوري بشكل غير مسبوق، نتيجة نقص الأعلاف والمحروقات، ما أدى إلى عجز كثير من العائلات عن شرائها، لتصبح خارج موائدهم.
وذكرت صحيفة (الوطن) المقربة من النظام أن "سعر كيلو اللبن الكامل الدسم تجاوز 21 ألف ليرة، والجبنة البلدية 25 ألفاً، لتسجل أنواع الأجبان الأخرى من قشقوان وشلل 50 ألفاً للكيلو الواحد".
وأرجع أصحاب المعامل والورش المصنعة في محافظة السويداء، ارتفاع أسعار الألبان والألبان، إلى "ارتفاع أسعار الحليب لدى المربين إلى 3500 ليرة للكيلو الواحد بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف".
وأشاروا إلى عجزهم عن استقبال كامل كميات الحليب المعروضة من المربين والتي كانت تتجاوز طنين من حليب الأبقار يومياً ومثلهما من حليب الأغنام، بسبب "عدم قدرتهم على تصنيعها نتيجة نقص مادة الغاز من جهة، وعدم قدرتهم على تصريف منتجاتهم لارتفاع أسعارها وانخفاض الطلب عليها من جهة أخرى".
تخفيض الإنتاج بسبب ارتفاع التكاليف
وأفاد عدد من أصحاب معامل الألبان والأجبان، أنهم خفضوا إنتاجهم إلى ما دون النصف لعجزهم عن تأمين الغاز الصناعي إضافة إلى مادة المازوت لزوم تشغيل المولدات ضمن معاملهم وورشهم التصنيعية واضطرارهم إلى رفع أسعار منتجاتهم بسبب لجوئهم إلى تأمين تلك المواد من السوق السوداء بأسعار مرتفعة.
وأوضح البعض أن "ارتفاع أسعار مشتقات الحليب يعود إلى أن ما يتم إنتاجه ضمن معاملهم بات لا يغطي تكاليف عملية الإنتاج وأدى بالضرورة إلى الاعتذار من المربين عن استقبال كامل الكميات المراد تصريفها الأمر الذي أدى إلى خسارة المربين كما أدى إلى نقص العرض بسبب انخفاض الإنتاج أمام الطلب الزائد وبالتالي أدى إلى رفع أسعارها".
وبينوا أن "ارتفاع أسعار الحليب الطازج جعل معامل تصنيع أشباه الألبان والأجبان تكتسح الأسواق على ساحة المحافظة والتي تعتمد على الحليب البودرة والمواد التصنيعية والزبدة النباتية لانخفاض أسعارها مقارنة مع شبيهاتها من المواد المصنعة من الحليب الطازج الأمر الذي فرض وجود أكثر من سعر للألبان والأجبان ضمن الأسواق".
من جهتهم، قال مربو أبقار وأغنام إنهم "يعانون من عجزهم عن تصريف إنتاجهم من الحليب لارتفاع أسعاره نتيجة غلاء مستلزمات التربية بالكامل وأهمها الأعلاف التي جعلتهم تحت رحمة التجار في القطاع الخاص الذي يقوم برفع أسعار المادة كلما ارتفع سعر الصرف".
وأضافوا أن "هذا الأمر دفع الكثير منهم إلى استجرار الأعلاف بالدين لتأمين حاجة قطعانهم من المادة وضمان عدم مرضها ونفوقها، كما دفع البعض من جراء عجزه عن تسديد أثمان الأعلاف إلى بيع جزء من القطيع أو بقرة من أبقارهم لتغطية أثمانها".
ارتفاع أسعار الأجبان والألبان في سوريا
وتشهد أسعار الحليب ومشتقاته من الألبان والأجبان في مناطق سيطرة النظام السوري ارتفاعات مستمرة، أدت إلى عجز كثير من العائلات عن شرائها، وأصبحت بعيدة عن متناول نسبة كبيرة من المواطنين الذين باتوا يشترون الجبنة واللبنة بالأوقية ونصف الأوقية، وفي ظل تدني نسبة الدخل لكثير من السوريين، وضعف القدرة الشرائية، بات المستهلك يبحث عن بديل بسعر أقل ولم يعد يكترث لجودة المنتج.
ويعاني الأهالي في مناطق سيطرة النظام من ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية وزاد الأمر سوءاً مع رفع الدعم عن آلاف العائلات، بالإضافة إلى ارتفاع سعر المازوت والخبز إلى أكثر من الضعف في ظل انهيار الليرة السوريّة وتلاشي قيمتها الشرائية مع تدني الرواتب في القطاعين العام والخاص.