انخفضت كمية التغذية الكهربائية في أحياء مدينة حلب، الخاضعة لسيطرة النظام السوري، لتقتصر على ساعتين فقط خلال 24 ساعة، بالتزامن مع كثرة الأعطال، رغم إدخال حكومة النظام مجموعتي توليد في المحطة الحرارية بالمدينة للخدمة.
وذكرت مصادر محلية أن بعض الأحياء والطرقات في مدينة حلب، تُحرم من الكهرباء لأيام، بسبب الأعطال في الشبكة، وإهمال الجهات المحلية، ما يعيق عمليات التصليح.
أعطال وقطع متكرر
نقل موقع "أثر برس" المقرب من النظام، عن سكان في مدينة حلب، أن التغذية الكهربائية في المدينة تقتصر على ساعتين أو ساعتين ونصف فقط خلال 24 ساعة، مع "بدء عودة أعطال المراكز التحويلية لعدم توزيع الأحمال بشكل جيد يراعي الضغط الحاصل في الشتاء بسبب استعمال وسائل التدفئة والاستحمام".
وأعرب السكان عن خيبة أملهم من سوء واقع الكهرباء، رغم دخول مجموعتي توليد في المحطة الحرارية بحلب للخدمة، قائلين: "كنا نتوقع تغذية لساعات أكثر مع دخول فصل الشتاء إلا أن الواقع مغاير للتوقعات".
ووفق السكان، فإن "الأمر لا يقتصر على ساعات التغذية القليلة بل يتعداه إلى عودة أعطال المراكز التحويلية وهو ما يحرم السكان من الكهرباء".
تبريرات مكررة ومستهلكة
أوردت مؤسسات النظام ذات التبريرات التي تسردها عادة حيال سوء واقع الكهرباء، إذ ذكر عضو المكتب التنفيذي لمحافظة حلب جفال الجفال، للموقع، أن وضع الكهرباء الحالي متدنٍ بسبب صيانة بعض محطات التوليد في سوريا.
وأضاف أن "الكمية الواردة لحلب ما بين 200-220 ميغا واط، ويتم توزيع 80 ميغا واط للمدينة الصناعية (الشيخ نجار)، و70 ميغا واط للمناطق الصناعية داخل المدينة، في حين يتم تغذية الأحياء السكنية بالكمية المتبقية وفق جدول تقنين.
وأشار جفال إلى أن "الواقع الحالي من الممكن أن يستمر من 10-15 يوماً حتى الانتهاء من صيانة المحطات"، إضافة إلى أن جزءاً من طاقة توليد المحطة الحرارية تم إعطاؤه لمعمل السماد الآزوتي لحين انتهاء الإنتاج، ومن المتوقع أن يكون ذلك في 15 كانون الأول القادم، أو حسب الانتهاء من الإنتاج الكافي للقطاع الزراعي.
كم تحتاج سوريا لإيقاف التقنين؟
وكان خبير اقتصادي كشف عن حاجة "وزارة الكهرباء" في حكومة النظام السوري، إلى حوالي 100 مليون دولار شهرياً لتأمين الطاقة الكهربائية وإيقاف التقنين.
وأمام واقع ذلك الانقطاع المأساوي، يرى الخبير الاقتصادي زياد عربش، في حديث مع صحيفة "الوطن" المقربة من النظام، أنه "لا بد من التوسع في مشاريع الطاقات البديلة وطرحها للاستثمار بشكل أوسع خاصة أن كميات أشعة الشمس التي تتلقاها معظم الجغرافيا السورية تحقق جدوى عالية من مثل هذه الاستثمارات".
أزمة الكهرباء في سوريا
وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري من تردي الواقع الكهربائي، في ظل غياب برنامج تقنين منظم، ووصلت ساعات القطع في بعض المحافظات إلى أكثر من 23 ساعة متواصلة، في حين أن بعض المناطق لم يصل إليها التيار الكهربائي منذ عدة سنوات.