يشهد القطاع الطبي في سوريا موجة هجرة جديدة نحو اليمن كنتيجة لفشل إجراءات النظام في الحفاظ على ما تبقى من القطاع الطبي، إذ رغم رفع النظام لرواتب الأطباء وتعويضاتهم في المشافي الحكومية ما يزال دخل الغالبية العظمى منهم متدني جراء انخفاض قيمة الليرة مقابل الدولار الأمريكي.
أطباء سوريون يهاجرون إلى اليمن
عيسى وهو طبيب أورام سرطانية سوري يعمل اليوم في مشفى يشرف عليه الهلال الأحمر السعودي باليمن، يقول لموقع تلفزيون سوريا "كنت أعمل مقابل ما يقارب 15 دولار شهرياً في مشفى المواساة الجامعي بنظام مناوبات في أغلب أيام الأسبوع بينما هنا أعمل لخمسة أيام أسبوعياً وبمقابل مادي جيد".
ويوضح طبيب الأورام أنه خرج من سوريا عبر عقد عمل لمدة 3 سنوات مقابل راتب جيد وسكن منذ حوالي الثلاثة أشهر فقط، مشيراً إلى أنه تفاجأ بعدد الأطباء والممرضين السوريين الموجودين في اليمن، قائلاً: إنها نسبة جيدة مقارنة ببقية الأطباء من جنسيات أخرى".
ويشير في حديثه، إلى أن الهلال الأحمر السعودي يشرف على أغلب القطاعات الطبية في اليمن، ويهتم بالطبيب السوري ومكانته العلمية والطبية بين الكوادر العاملة.
ويسعى أغلب الأطباء في سوريا للسفر بعد تخرجهم وإنهاء تدريبهم في المشافي السورية بسبب تدني قيمة رواتبهم التي لا تتناسب مع تكاليف الحياة اليومية وخبرتهم الطبية والعلمية، وبعد أن كانت ألمانيا تشكل الوجهة الأولى لهم أضحت اليوم دول أخرى كاليمن وجهة سفر جديدة يسعى وراءها كثير من الأطباء.
ويشير الطبيب عيسى إلى أن هناك ما يفوق الـ 600 طبيب وممرض سوري من اختصاصات مختلفة يعملون في اليمن ضمن القطاع الصحي بدخل جيد مقارنة بما كانوا يحصلون عليه في سوريا.
هجرة للممرضين
في المقابل لا تقتصر هجرة كوادر القطاع الطبي السوري على الأطباء فقط، إنما هناك ممرضين باتوا يسعون للهجرة والبحث عن مستقبل أفضل، كما قال الممرض فادي هندي، وهو يعمل حالياً في اليمن كممرض إسعافات أولية ضمن مركز صحي خاص.
ويقول في حديثه لموقع تلفزيون سوريا "يبقى العمل خارج سوريا أفضل من خيار البقاء والعمل بأجر قليل"، معتبراً أنَّ عمله خلال العشر سنوات الفائتة كان عبارة عن "سخرة" حسب وصفه.
وانتقل هندي إلى اليمن منذ ما يقارب الأربعة أشهر عن طريق أحد الأطباء السوريين هناك، الذي آمن له عقد عمل في المركز الطبي الذي يعمل به، قائلاً: "صحيح هناك حرب في اليمن والوضع الأمني ليس جيداً لكن يبقى دخل الممرض هنا أفضل بعشرات الأضعاف من العمل في المشافي السورية".
وخسر القطاع الطبي السوري خلال سنوات الحرب ما يقارب 15 ألف طبيب، أي نصف أطباءه البالغ عددهم حوالي 30 ألف طبيب في العام 2010، وفقاً لتحقيق استقصائي بعنوان "الأطباء السوريون خسرتهم بلادهم ولم تكسبهم بلدان اللجوء"، نشر مؤخراً.
وإلى ذلك، يعاني القطاع الطبي في مناطق سيطرة النظام السوري من نقص كبير في عدد الأطباء وتحدياً أطباء التخدير إذ أكدت مصادر من وزارة الصحة التابعة للنظام حاجة البلاد إلى ما لا يقل عن 1500 طبيب لتغطية النقص.