قالت منظمة "ميرسي كورب" الإنسانية إن "الآثار المتتالية للصراع في أوكرانيا تهدد بتفاقم انعدام الأمن الغذائي في شمال غربي سوريا، الذي يتصاعد بالفعل بعد عقد من الصراع وعدم الاستقرار الاقتصادي"، مشيرة إلى أن أسعار المواد الغذائية في بعض المناطق السورية ارتفعت بنسبة تصل إلى 67 % من جراء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي تقرير لها، أوضحت المنظمة أنه "حتى قبل اندلاع الصراع في أوكرانيا، شهدت منطقة شمال غربي سوريا زيادة بنسبة 86 % في أسعار المواد الغذائية من كانون الثاني 2021 إلى كانون الثاني 2022".
وتتضمن التقارير النتائج التفصيلية الآتية:
- ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية في شمال غربي سوريا بنسبة تصل ما بين 22 و67 %، بحسب المنطقة، منذ بداية الصراع في أوكرانيا، واقتران ارتفاع الأسعار بنقص زيت عباد الشمس والسكر والدقيق في بعض المجتمعات.
- ازدادت الاحتياجات الغذائية بنسبة 8.3 % لكل دولار زيادة في أسعار الدقيق، و6.2 % لكل دولار زيادة في أسعار القمح.
- من المرجح أن تكون احتياطيات الوقود كافية لتستمر لمدة شهر إلى شهرين، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى عدم كفاية مرافق التخزين.
- أي زيادة في أسعار الوقود تزيد من كلفة نقل الطعام، ويمكن أن تحد من قدرة المخابز على استخدام الآلات اللازمة لإنتاج الخبز.
- في الفترة ما بين 17 من شباط و10 من آذار، شهدت بلدة سرمدا زيادة بنسبة 44 % في سعر البرغل، و67 % زيادة في سعر زيت عباد الشمس، و47 % زيادة في سعر الأرز طويل الحبة، و30 % زيادة في سعر السكر.
وقال مدير المنظمة في سوريا، كيرين بارنز، إنه "حتى قبل الحرب في أوكرانيا، أصبح شراء الخبز أمراً لا يمكن تحمله بشكل متزايد بين السوريين"، مشيراً إلى أن الغالبية العظمى من القمح المستورد من تركيا إلى شمال غربي سوريا هو من أصل أوكراني، ولا يوجد في المنطقة إنتاج محلي كافٍ لتغطية احتياجاتها من الخبز.
وأضاف بارنز أنه "بين عامي 2021 و2022، انخفض إنتاج القمح في إدلب من 700 ألف إلى 33500 طن، ويرجع ذلك جزئياً
إلى قلة الأراضي التي يمكن زراعتها بسبب قلة هطول الأمطار، واستمرار الصراع، وتلوث الأراضي".
وأشار إلى أنه "سمعنا عن تعطّل توزيع الخبز المدعوم في مدينة إدلب ومناطق أخرى في المحافظة، ونتوقع المزيد في المستقبل القريب"، مؤكداً على أن "هذا الاتجاه يثير اضطرابات عامة، حيث يصبح من الصعب بشكل متزايد تغطية نفقات تشغيل الأفران".
وفي 8 من نيسان الجاري، أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" أن أسعار السلع الغذائية العالمية في شهر آذار الماضي "بلغت أعلى المستويات على الإطلاق"، مشيرة إلى أن "الغزو الروسي لأوكرانيا عرقل صادرات القمح والحبوب حول العالم".
ووفق بيانات المنظمة ارتفع مؤشر أسعار السلع الغذائية لدى المنظمة 159.3 نقطة، أي بنسبة 12.6 % بين شباط وآذار الماضيين، موضحة أن هذا الارتفاع في المؤشر يمثّل "قفزة عملاقة إلى أعلى مستوى جديد منذ أن بدأ العمل به في عام 1990".
وفي وقت سابق، قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى وكالة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، سيندي ماكين، إن "حرب بوتين تجبرنا على الاستغناء عن الجياع لإطعام الجياع"، مضيفة أن "ارتفاع الأسعار يفرض قرارات صعبة بقطع الحصص الغذائية في بعض الأزمات الإنسانية الأكثر يأساً في العالم، بما في ذلك أفغانستان واليمن".
للاطلاع على تقرير "ميرسي كورب" كاملاً هنا.