حث "منسقو استجابة سوريا" على ضرورة تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في الداخل السوري منعاً لتفاقم الأزمة الإنسانية، وذلك عبر إدخال المساعدات بشكل عاجل وإيصالها إلى المحتاجين.
وحذر الفريق عبر بيان، اليوم الإثنين، من تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا عامة وشمال غربي سوريا على وجه الخصوص وذلك بسبب إجراءات منع المساعدات، الأمر الذي قد يتسبب بكارثة إنسانية تحل على المدنيين، وهو ما يشكل مخالفة لاتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين.
وشدد البيان على الالتزام الكامل بقرارات مجلس الأمن الخاصة بإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا والعمل على منع روسيا التصرف بعدائية ضد المدنيين من خلال عملها على فرض سياسة التجويع الممنهج بهدف تحصيل مكاسب سياسية إقليمية ودولية.
700 منشأة استهدفها النظام وحلفاؤه منذ توقيع اتفاق سوتشي
تحاول روسيا منذ بداية تدخلها في سوريا العمل على تقويض جهود فرض السلام والاستقرار في منطقة خفض التصعيد في إدلب عبر شن هجمات عسكرية لصالح النظام.
وأوضح البيان أن نظام الأسد وروسيا شنوا أكثر من 6 حملات عسكرية على مناطق شمال غربي سوريا منذ توقيع اتفاق سوتشي، حيث نزح على إثرها أكثر من نصف سكان المنطقة، ومعظمهم يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أدنى المقومات الإنسانية، حيث تجاوز عددها أكثر من 1304 مخيمات.
وأشار إلى أنه نتج عن الحملات العسكرية المتعاقبة على محافظة إدلب تدمير واسع النطاق في المنشآت والبنى التحتية، حيث وصل عدد المنشآت المستهدفة منذ توقيع اتفاق سوتشي إلى أكثر من 700 منشأة تضمنت مدارس ومشافي وأسواقا شعبية ومراكز خدمية ومراكز إيواء للنازحين، الأمر الذي زاد من أعداد المحتاجين للمساعدات الإنسانية في مناطق شمال غربي سوريا إلى أكثر من 80 في المئة.
وذكر أن روسيا تسعى بشكل مكثف لإيقاف قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى المناطق المنكوبة في سوريا والعمل على حصر دخول المساعدات الانسانية عبر ممرات تابعة للنظام وحلفائه، حيث تمكنت من تعطيل العديد من القرارات الدولية من خلال التحكم بالمدة الزمنية لكل القرارات مقابل الحصول على مكاسب سياسية أبعد ما تكون عن نطاق الإنسانية.
وأكد البيان أن الشعب السوري يعاني لأكثر من 10 سنوات من عواقب التدخل الروسي في سوريا والتنكر لحق الشعب السوري الأساسي في تقرير مصيره، مشيراً إلى أن حقوق الإنسان تنتهك بشكل ممنهج بحق النساء والرجال والأطفال في محافظة إدلب.
وأضاف البيان أن العوائق التي تضعها روسيا في طريق المساعدات الإنسانية المقدمة للمدنيين، سوف تتسبب في تضخيم معاناتهم وحرمانهم من احتياجاتهم الأساسية، الأمر الذي يتطلّب القيام بإجراءات تضمن إيصال المساعدات إلى الفئات الأشد احتياجاً لها.
إيقاف إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى شمال غربي سوريا سوف يتسبب:
- زيادة معدلات الفقر إلى مستويات غير مسبوقة في المنطقة.
- ازدياد حالات سوء التغذية الحاد عند الأطفال والأمهات بشكل أكبر عن النسب السابقة.
- انهيارات اقتصادية متعاقبة وخاصة مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وفقدان الليرة السورية قيمتها الشرائية.
- ازدياد أعداد القاطنين في المخيمات، نتيجة لجوء الآلاف من المدنيين إلى الاستقرار فيها وعجزهم الكامل عن التوفيق بين المأوى والغذاء.
- انعدام الخدمات الطبية الأساسية في المشافي والنقاط الطبية بالمنطقة، وخاصة مع الاستهداف المتكرر للمنشآت الطبية في المنطقة وتسجيل أكثر من 21286 إصابة في المنطقة.
- ازدياد معاناة سكان المخيمات التي ترعاها المنظمات الإنسانية، بسبب العجز عن تقديم المساعدات للنازحين.
وحث البيان مجلس الأمن الدولي على تحديد آلية خاصة بدخول المساعدات الانسانية عبر الحدود إلى سوريا، والتشديد على التزام المانحين في مؤتمر بروكسل الذي سيعقد اليوم الإثنين، بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري.
وطالب البيان أعضاء مجلس الأمن على مضاعفة التزامهم بالعملية السياسية بهدف التوصل إلى حل دائم يحترم حق الشعب السوري في تقرير المصير.
وطالب برنامج الأغذية العالمي، (WFP)، اليوم الإثنين، بتقديم 600 مليون دولار، لتقديم مساعدات غذائية عاجلة لملايين السوريين الذين يواجهون اليوم أسوأ الظروف الإنسانية بسبب 10 سنوات من الصراع ،وذلك بالتزامن مع افتتاح مؤتمر هام في بروكسل حول مستقبل سوريا التي مزقتها الحرب.