حذر فريق "منسقو استجابة سوريا" من خطورة انخفاض مستوى الاستجابة الإنسانية للمنظمات الإنسانية العاملة في شمال غربي سوريا داخل مخيمات النازحين، والتي تراجعت بنسبة 40 بالمئة خلال عام 2022 وحده.
وقال الفريق اليوم الجمعة، إن عدد المخيمات التي حصلت على مواد تدفئة في إدلب وحلب لا يتجاوز 368 من أصل 1633 مخيماً، أي أن أكثر من 77 بالمئة من المخيمات لم تحصل على مخصصات للتدفئة على الرغم من مرور 6 أسابيع على بداية فصل الشتاء.
وبيّن الفريق، أن اعتماد النازحين على وسائل تدفئة غير مناسبة أدى إلى نشوب 163 حريقا داخل المخيمات خلال العام الجاري، تضررت بسببها 298 خيمة، وتوفي 5 أطفال فضلاً عن تسجيل أكثر من 42 إصابة معظمها بين الأطفال كذلك، محذراً من زيادة مستوى الحرائق في مخيمات المنطقة.
وحذّر الفريق المنظمات الدولية، من خطورة تعرض أكثر من مليون طفل في المخيمات للبرد فضلاً عن الأهالي بمن فيهم كبار السن، وازدياد حالات المرض والوفاة خاصة بين الأطفال والمسنين، لا سيما أن إهمال تزويد المخيمات بمواد التدفئة يترافق مع ظروف اقتصادية صعبة تعيق النازحين عن تأمينها بأنفسهم، فضلاً عن تراجع سوية الخدمات الطبية في المخيمات بسبب توقف دعم العديد من المنشآت الطبية.
أوضاع النازحين في المخيمات
ويعاني النازحون والمهجّرون في مخيمات الشمال السوري وعلى حدود الدول المجاورة وداخلها من أوضاع إنسانية صعبة، وظروف مأساوية، في ظل فقدان أدنى مقومات الحياة، إذ لا تقيهم الخيام من حرّ الصيف ولا من برد الشتاء.
ويعيش في المخيمات على الحدود مع تركيا في ريفي إدلب وحلب، أكثر من 1.5 مليون شخص هجرهم النظام السوري وحليفه الروسي، ويتجاوز عدد تلك المخيمات 1400 مخيم، بينها نحو 500 مخيم عشوائي، تفتقد للبنية التحتية الأساسية من طرقات ومياه وشبكات صرف صحي.
ووفق منظمات إنسانية فإنه "لا يمكن حل مأساة النازحين والمهجرين عبر تقديم الخدمات للمخيمات، رغم أهميتها الكبيرة، فمعاناتهم أعمق من مجرد السكن، ومن حقهم العيش الآمن في منازلهم، وهذا أهم الحقوق التي حرموا منها".