يلاحق الموت السوريين اللاجئين في السودان، بعد فرارهم من شبح ذلك الموت الذي أفرزته آلة حرب النظام السوري المستمرة منذ ما يزيد على 12 عاماً.
وخلال الأيام الخمسة الأولى من الاشتباكات المندلعة منذ منتصف نيسان الجاري بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع"، لقي 4 لاجئين سوريين حتفهم في السودان برصاص تلك الاشتباكات. في حين تعرضت سفارة النظام السوري لاعتداءات من قبل عناصر تابعين لـ "قوات الدعم السريع"، ما أدى إلى حدوث أضرار فيها.
موقع "أثر برس" المقرّب من النظام السوري، أفاد بدوره في تقرير نشره أمس السبت، بأن عدد السوريين الذين قضوا بنيران المعارك المندلعة حتى مساء أمس السبت، وصل إلى 11 شخصاً.
في حين يعيش بقية اللاجئين السوريين في السودان أوضاعاً صعبة، نتيجة تزايد وتيرة الاشتباكات بين الطرفين وما خلّفته من صعوبة في الانتقال صوب المناطق الآمنة، وانقطاعٍ للطاقة الكهربائية وشُحّ في مياه الشرب.
11 قتيلاً وآلاف العالقين وسط الاشتباكات
— تلفزيون سوريا (@syr_television) April 25, 2023
سوريون في #السودان يواجهون الموت#تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا
(+18 – يحتوي الفيديو على مشاهد حساسة قد تكون قاسية على البعض )
WARNING: This video contains graphic content and may be upsetting to some people pic.twitter.com/eaA5kHI54B
آلية لإجلاء السوريين من مناطق الاشتباكات
ونقل الموقع عن مصادر وصفها بـ"الدبلوماسية"، أمس السبت، أن مباحثات تجري حالياً للنظر في أوضاع السوريين المقيمين في السودان، بعد أن وصل عدد ضحاياهم إلى 11 قتيلاً. وأضاف أن المباحثات المذكورة، تجري بين سفارة النظام السوري في الخرطوم ووزارة الخارجية والمغتربين بحكومة النظام، بهدف التوصل إلى آلية بشأن تأمين سلامة الجالية السورية في السودان، المقدّر عدد أفرادها بنحو 30 ألفاً.
وزعمت المصادر أن تلك الآلية تشتمل على "التنسيق مع المنظمات الدولية ودول لديها إمكانيات داخل السودان لتأمين وصول أبناء الجالية السورية إلى مناطق آمنة في السودان براً، وذلك عبر نقلهم من الخرطوم إلى بورتسودان، ومن ثم نقلهم من مطار بورتسودان إلى سوريا.
من جهتها، نقلت وكالة إعلام النظام (سانا) عن مصدر -لم تسمّه- في "الخارجية"، أن الوزارة وجّهت سفارة النظام في الخرطوم إلى تسجيل أسماء أفراد الجالية السورية الراغبين في الإخلاء "وفق الإمكانات المتاحة"، من دون أن تحدد ماهية تلك الإمكانات.
الاشتباكات في السودان
وتستمر الاشتباكات المسلحة العنيفة لليوم التاسع بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، و"قوات الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بعد أشهر من التوترات بين الطرفين اللذين كانا شريكين في السابق، في حين اتسعت دائرة الاشتباكات لتشمل 9 ولايات سودانية، إثر تصاعد الخلافات بين الرجلين، ما يهدد بخروج الأمور عن السيطرة.
وعلى الرغم من إعلان الهدنة بين طرفي القتال، فإنه لم يتم الالتزام بها، إذ لقي أكثر من 270 مدنياً حتفهم وأصيب أكثر من 1200، منذ اندلاع الاشتباكات في الـ15 من نيسان، فضلاً عن الاعتداءات على المشافي والمرافق العامة، في حين أُجبر الآلاف على مغادرة الخرطوم هرباً من المعارك.
السوريون يناشدون المنظمات الأممية وينفون رواية النظام
ونقلت صحيفة "العربي الجديد" أمس السبت عن الشاب السوري "محمد" المقيم في منطقة قريبة من العاصمة السودانية الخرطوم، أن أوضاع السوريين المقيمين هناك "صعبة للغاية خاصة في الخرطوم، مع انقطاع الكهرباء والمياه وصعوبة التنقل".
وأضاف محمد أن "هناك صعوبة بالغة في التنّقل والوصول لولايات آمنة"، لافتاً إلى أن بعضهم ممن يملكون أوراقاً ثبوتية وجوازات سفر سورية سارية المفعول بإمكانهم دخول مصر بحال وصولهم للمعابر الحدودية بين البلدين، بينما أجبر بعضهم على سلوك طرق التهريب.
وأردف: "حالياً هناك مناشدات للجهات الأممية لإجلاء السوريين إلى مناطق آمنة"، مشيراً إلى وجود مجموعات (واتساب) للسوريين يجري الحديث فيها عن إمكانية إجلاء إلى السعودية، نافياً وجود أي توجيه من حكومة النظام السوري أو آليات وخطط زعمت خارجية النظام العمل عليها.
وأوضح الشاب محمد أن القائمين على الأمر يطلبون صورة عالية الدقة عن جواز السفر، رافضين الإفصاح عن أي خطوات تليها. كما أكّد عدم وجود أي جهة رسمية تتابع وضع الجالية السورية في السودان حالياً.