تعهد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، اليوم السبت، بمواصلة العمل من أجل إيجاد حلول طويلة الأمد للاجئين السوريين في لبنان والمنطقة.
ونقل موقع الأمم المتحدة عن غراندي قوله: "يمرّ لبنان بأحد أصعب مراحله، وفي وقت يستمرّ فيه باستضافة أكبر عدد من اللاجئين بالنسبة لعدد سكانه في العالم، اللبنانيون واللاجئون يعانون على حدٍّ سواء بشكل كبير بسبب الأزمات المتعدّدة، الأمر الذي يدفع بمزيد منهم إلى هاوية الفقر كل يوم".
مناشدات للمجتمع الدولي لمواصلة دعم لبنان
وناشد غراندي المجتمع الدولي لمواصلة دعمه الحيوي للبنانيين واللاجئين الأكثر ضعفاً في لبنان، في وقت تواجه فيه البلاد أسوأ أزمة اقتصادية واجهتها في التاريخ الحديث.
وأضاف: "جدَّدت الحكومة اللبنانية نداءها العاجل من أجل إنهاء أزمة اللاجئين في لبنان، وأنا من جهتي أكّدتُ مجدداً على التزام المفوضية بمواصلة العمل مع جميع الجهات الفاعلة لتحقيق ذلك بالرغم من الوضع الصعب والمعقّد".
وأكد تقدير مفوضية اللاجئين على "التزام لبنان المستمر بالعودة الآمنة والطوعية للاجئين".
وتابع غراندي، قائلاً: "وفيما نحن نعمل على ذلك، أودّ في الوقت نفسه أن أناشد المجتمع الدولي بقوّةٍ خلال هذه الأوقات الاقتصادية العالمية الصعبة. اليوم وأكثر من أي وقت مضى، يجب ألا يُخفَّض الدعم المُقدَّم للبنان، سواء لدعم اللبنانيين الذين هم بحاجة إليه أو لمئات الآلاف من اللاجئين الذين استضافوهم بسخاء لسنوات عديدة. يجب علينا ألا نلين وألا نيأس. يجب علينا الوقوف مع لبنان".
سيدة سورية تنقل معاناتها للمفوض السامي
وكان غراندي قد زار خلال وجوده في لبنان أحد مأوى جماعي في بيروت حيث التقى بسيدة سورية لاجئة (أمّ جمعة)، حيث أخبرته كيف تدهورت ظروفها المعيشية بشكل سيئ بالمقارنة بما كانت عليه عام 2016 حين التقى بها المفوض السامي للمرّة الأولى، وتعيش العائلة المكوّنة من تسعة أفراد حاليّاً في غرفة واحدة بلا نوافذ، وبلا مرحاض خاصّ بها، وبلا مياه جارية.
وقالت أم جمعة للمفوض السامي: "مسكننا رطب وتتسرّب إليه المياه من كل مكان. أستيقظ كلّ يوم على كابوس مهمّة إبقائه جافاً خلال الأيام الممطرة وتأمين الطعام لأولادي".
العودة المشرفة للاجئين إلى سوريا
وأضاف موقع الأمم المتحدة أن فيليبو غراندي التقى خلال زيارته برئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، والمدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، ووزراء تصريف أعمال لبنانيين وممثلي دول مانحة، وذلك لمناقشة كيفية دعم اللبنانيين واللاجئين الأكثر ضعفاً بشكل أفضل وإيجاد الحلول لهم.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تواصل مع شركائها العمل مع جميع الأطراف، بما في ذلك النظام السوري والدول المضيفة وغيرهم من الجهات الفاعلة، لمعالجة المخاوف التي يشير إليها اللاجئون كعقبات أمام عودتهم بأعداد كبيرة، مثل السلامة والأمن وتوفّر سُبل العيش والسكن.
خطة لبنان لإعادة اللاجئين السوريين
وسبق أن أعلن لبنان خطة لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، واعتبر وزير المهجرين اللبناني، عصام شرف الدين، أنه "مرفوض كلياً ألا يعود اللاجئون السوريون إلى بلادهم بعدما انتهت الحرب فيها وباتت آمنة"، زاعماً أن النظام السوري "يمد يده للتعاون في هذا الملف".
وأعلن الوزير اللبناني أن الخطة تتضمن إعادة 15 ألف لاجئ سوري شهرياً، مشيراً إلى أن العودة ستكون على أساس جغرافية المكان، على أن يتم إنشاء مراكز إيواء للاجئين الذين تمت إعادتهم إلى بلداتهم وقراهم، من دون أن يوضح الجهة التي ستمول خطة إعادة اللاجئين، خاصة أن الأمم المتحدة ومفوضية اللاجئين التابعة لها، لم توافق على هذه الخطة.