أكد وزير الدفاع التركي يشار غولر أن عمليات بلاده عبر الحدود في العراق وسوريا ستستمر، موضحا أن تركيا انتقلت من تنفيذ عمليات محدودة إلى عمليات مستمرة وشاملة بأكثر من 20 لواء كوماندوس يعملون بشكل دائم في الميدان، مما أدى إلى تحقيق نجاحات كبيرة في مكافحة الإرهاب، على حد قوله.
مفهوم جديد للأمن في سوريا
وتابع معلقا على الشائعات التي تتحدث عن تنفيذ عمل عسكري تركي في سوريا والعراق "قواتنا المسلحة التركية مستعدة في كل لحظة وتقوم بعمليات كلما دعت الحاجة.. في السابق كان لدينا ثلاث ألوية كوماندوز: كايسيري، بولو، وسيرت. كانت هذه الألوية تستعد في الشتاء وتبدأ العمليات عند قدوم الربيع، وعندما تتساقط الثلوج كانوا يعودون، وعندما يعودون، كان الإرهابيون يعودون مجددا. كان هذا يتكرر كل عام".
وأوضح أنه بفضل "مفهوم الأمن الجديد في مكافحة الإرهاب الذي نطبقه، جعلنا التنظيم الإرهابي غير قادر على الحركة، لم يعد بإمكانه العثور على عناصر أو نقل الأسلحة".
وأشار إلى أنه "لم يعد هناك حاجة لإرسال وحدات من تركيا من أجل عملية ما. لأن القوات موجودة هناك بقوة كبيرة بالفعل. وتُجرى عمليات في كل لحظة. علاوة على ذلك، تقوم المناطق العسكرية بعمليات تمشيط شاملة وبعد العملية، لا تتم العودة. لقد تم تبني نظام ترك قوة دائمة هناك كجزء من مفهوم الأمن الجديد".
وأضاف غولر خلال اللقاء الذي أجرته صحيفة "حرييت" أن تركيا ستواصل جهودها لتحقيق حل سياسي في سوريا وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254، مؤكداً على استعداد تركيا لدعم انتخابات حرة وشاملة في سوريا وتقديم الدعم اللازم لتحقيق الاستقرار والأمن.
هل ستنسحب القوات التركية من سوريا؟
وفي سؤال حول الظروف المطلوبة للانسحاب من سوريا قال غولر "نحن مستعدون لتقديم كل الدعم المطلوب لاعتماد دستور شامل، وإجراء انتخابات حرة، وضمان بيئة شاملة للتطبيع والأمن. ولن نفكر في الانسحاب إلا بعد تحقيق كل هذه الأمور وضمان أمن حدودنا بالكامل. فالمشكلات في المنطقة نشأت نتيجة للفراغات في السلطة التي خلقوها. لذلك، لو كانت لديهم القوة الكافية لما وصلت الأمور إلى هذه النقاط".
وتحدث غولر عن التعاون مع العراق في مكافحة الإرهاب، مشيدا بالتطورات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة العراقية. وأشار إلى أهمية مشروع "طريق التنمية" الذي يربط بين الخليج العربي وتركيا عبر العراق، مؤكدا على دوره في تعزيز الازدهار في المنطقة.
يذكر أن زعيم الحركة القومية دولت بهتشلي دعا إلى شن عملية عسكرية بالتنسيق مع النظام السوري، للقضاء على قوات سوريا الديمقراطية وحزب العمال الكردستاني، مشددا أنه "يجب على جمهورية تركيا، بالتعاون مع الحكومة السورية على أساس التفاهم المتبادل والمصالحة، أي من خلال بناء جسر من التعاون بين أنقرة ودمشق، منع أي محاولة لاستخدام الوسائل الديمقراطية لتغطية المناطق التي احتلها التنظيم الإرهابي".
وتابع قائلا: "يجب اقتلاع جذور التنظيم الإرهابي من مصادره ومن المناطق التي يتكاثر فيها، وذلك من خلال العمليات العسكرية المشتركة بين تركيا وسوريا التي أقترح تنفيذها بتنسيق. حيث لا يوجد مكان للخيانة لا داخل الوطن ولا في الجغرافيا المجاورة".