ملخص:
- تركيا تتوقع أن ينهي ترمب دعم الولايات المتحدة لقوات "قسد" ويسحب قواته من شمالي سوريا.
- أردوغان عبّر عن استعداده للتعاون مع ترمب في "العهد الجديد" لمناقشة الانسحاب.
- تقارير دبلوماسية تشير إلى مراجعة السياسة الأميركية وقد تشمل انسحاباً محتملاً.
- ترمب كان قد اتخذ قراراً بالانسحاب في 2018 لكن لم يُنفذ بالكامل بسبب معارضة البنتاغون.
- انسحاب أميركا قد يتطلب اتفاقاً مع تركيا لضمان محاربة "داعش" وأمن "قسد".
تتوقع تركيا من إدارة دونالد ترمب الثانية أن تقطع الولايات المتحدة دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) وتسحب قواتها من شمالي سوريا.
تشكل وحدات حماية الشعب (YPG)، التي تصفها أنقرة بأنها "منظمة إرهابية"، العمود الفقري لقوات قسد، وفي عام 2018، اتخذ ترمب قراراً بالانسحاب لكنه لم يتمكن من تنفيذه بسبب مقاومة وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
وترى تركيا أن ترمب قد يكون قادراً هذه المرة على إتمام العملية، وعودة ترمب، الذي شغل منصب الرئاسة بين 2017 و2021، إلى البيت الأبيض بعد انقطاع دام أربع سنوات أثارت التوقعات والتكهنات حول كيفية تطور التعاون مع الدول التي تربطها علاقات وثيقة بالولايات المتحدة، مثل تركيا.
وهنأ الرئيس رجب طيب أردوغان ترمب عبر الهاتف على فوزه بالانتخابات الرئاسية، معبراً عن استعداده للعمل معه، ولم يخفِ تطلعات أنقرة من واشنطن، وأبرزها إنهاء الوجود العسكري الأميركي في شمالي سوريا.
وأوضح أردوغان بعد اجتماعه مع ترمب في تصريحات للصحافة التركية أنهم سيبقون على تواصل في "العهد الجديد" وسيعملون على تشكيل تطورات الشرق الأوسط.
وقال أردوغان: "سنبحث، مثلاً، مسألة انسحاب القوات الأميركية من سوريا. كيف سيتم إنهاء الدعم المقدم إلى منظمات إرهابية مثل PKK/PYD/YPG؟".
وتتواجد القوات الأميركية في سوريا منذ عام 2014، حيث تتعاون مع قسد في محاربة تنظيم "داعش"، وتفيد تقارير الصحافة الأميركية بأن عدد الجنود الحالي في المنطقة يبلغ نحو 900 جندي، متمركزين في عدة قواعد أميركية.
وازداد نطاق الشراكة مع قسد منذ أن أصدر ترمب تعليمات للبنتاغون في أيار 2017 بتزويد (YPG) بالأسلحة والمعدات العسكرية.
وتشير تركيا في انتقاداتها إلى أن الدعم المقدم مكّن (YPG) من الحصول على قوة عسكرية توازي قوة دولة صغيرة، مستغلةً ذلك في إقامة إدارة مستقلة في شمالي سوريا.
أنقرة: واشنطن تفكر بالانسحاب
وبحسب مصادر دبلوماسية في أنقرة، فإن تصريح أردوغان بشأن مناقشة مسألة الانسحاب مع الولايات المتحدة ليس بلا أساس.
تؤكد هذه المصادر لموقع (BBC) أن السياسة الأميركية في سوريا خضعت لمراجعة مؤخراً، وقد يشمل ذلك انسحاباً محتملاً في 2025-2026.
وآخر لقاء رفيع المستوى بين أنقرة وواشنطن حول سوريا كان في أيلول الماضي، عندما زار القائم بأعمال وكيل وزارة الخارجية الأميركية، جون باس، العاصمة التركية والتقى بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان ونائب الوزير نوح يلماز ومسؤولين آخرين.
وتشير المصادر إلى أن الولايات المتحدة لم تُعلِن بعد رسمياً عن خطة انسحاب، لكنها أبلغت أنقرة بأن الحل يجب أن يكون بالتعاون المشترك.
وتُرجح التقييمات في أنقرة أن مراجعة السياسة الأميركية الحالية ستستمر مع تولي ترمب السلطة، وأن اتفاقاً قد يتم التوصل إليه بين أنقرة وواشنطن.
وتحدث روبرت كينيدي جونيور، الذي انسحب من السباق الرئاسي لصالح ترمب ومن المتوقع أن يلعب دوراً فعالاً في الإدارة الجديدة، للصحافة الأميركية الأسبوع الماضي عن أن ترمب يعتقد بضرورة انسحاب القوات الأميركية من شمالي سوريا.
ووفقاً لكينيدي، يخشى ترمب أن تتورط القوات الأميركية في نزاع بين تركيا والقوى الكردية، مما يجعله يميل لانسحابها.
قرار ترمب السابق
واتخذ ترمب قراراً بالانسحاب خلال فترة رئاسته الأولى، لكنه لم يُطبق، وفي كانون الأول 2018، أعلن ترمب بعد مكالمة مع الرئيس أردوغان أن الولايات المتحدة هزمت "داعش" في شمالي سوريا وأن الوقت قد حان لعودة الجنود. لم يُنفذ البنتاغون القرار المفاجئ، واكتفى بتقليص عدد الجنود.
وتشير المصادر الدبلوماسية إلى أن ترمب سيقود الرئاسة في فترة تكون فيها سيطرته على المؤسسات أكبر، بما في ذلك القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM)، مما يقلل من احتمال معارضة قرار الانسحاب.
ما هي التداعيات إذا انسحبت أميركا؟
ويشدد الدبلوماسيون على أن الولايات المتحدة لن تنهي وجودها في المنطقة إلا بعد التوصل لاتفاق شامل مع تركيا، قد يتضمن التزام تركيا بالاستمرار في محاربة "داعش" وضمان أمن (YPG) والمجموعات الكردية الأخرى في المنطقة.
وقضية أخرى تثار بين تركيا والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين هي مصير نحو 5 آلاف معتقل من أعضاء "داعش" المحتجزين في سجون تديرها (قسد).
ويُقدر أن عدد هؤلاء الأفراد مع عائلاتهم يصل إلى نحو 50 ألفاً، مما يطرح تحدياً للدول المشاركة في التحالف ضد "داعش".
وهدف آخر للوجود العسكري الأميركي في سوريا هو موازنة القوى مع روسيا وإيران، اللتين تملكان قوات في المنطقة، وتُثار تساؤلات حول ما إذا كانت الفجوة التي سيتركها الانسحاب الأميركي ستملؤها الحكومة السورية أم تركيا والجماعات المرتبطة بها.