ملخص:
- أعلن ترمب فوزه في الانتخابات الأميركية وتعهّد بتركيز جهوده على "شفاء البلاد" والتعامل مع الهجرة بشكل قانوني.
- أردوغان هنأ ترمب على فوزه، معبراً عن أمله في تحسين العلاقات التركية الأميركية.
- خبراء السياسة يرون أن العلاقات الأميركية التركية ستبقى محدودة التأثير بالرغم من عودة ترمب.
- العلاقات الشخصية بين أردوغان وترمب قد تعزز التواصل، لكن لا تضمن تحسّن العلاقات بين البلدين.
- قد تتغير السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط وسوريا، بما في ذلك دعم الوحدات الكردية.
أعلن دونالد ترمب، الذي يقترب من العودة إلى البيت الأبيض بعد فوزه في عدة ولايات حاسمة يوم الأربعاء، أنه حقق "انتصاراً سياسياً غير مسبوق في تاريخ البلاد"، دون انتظار اكتمال عملية الفرز.
وقال ترمب: "صنعنا التاريخ الليلة لسبب بسيط، وهو أننا تجاوزنا عقبات لم يكن أحد يتوقع إمكانية تخطيها"، متعهداً بالعمل على "شفاء البلاد".
وفيما يتعلق بالهجرة، أكد ترمب: "سنغلق الحدود أمام المجرمين.. ونريد أن يأتي الناس ولكن بشكل قانوني". وأضاف بخصوص السياسة الخارجية: "لن أبدأ الحروب بل سأعمل على إنهائها".
"أهنئ صديقي دونالد ترمب"
وهنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المرشح الجمهوري دونالد ترمب بعد إعلانه الفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وذلك في منشور على حسابه في منصة (X) يوم الأربعاء.
وقال أردوغان: "أهنئ صديقي دونالد ترمب الذي فاز بالانتخابات الرئاسية وانتخب مرة أخرى رئيساً للولايات المتحدة الأميركية".
وأضاف: "آمل في هذه الفترة الجديدة أن تتعزز العلاقات التركية الأميركية وأن تنتهي الأزمات والحروب الإقليمية والعالمية، وخاصة القضية الفلسطينية والحرب الروسية الأوكرانية، وأعتقد أنه سيتم بذل مزيد من الجهود من أجل عالم أكثر عدلاً".
كما أعرب عن أمله في أن تكون نتائج الانتخابات خيراً على "الشعب الأميركي الصديق والحليف والإنسانية جمعاء".
ما المتوقع في العلاقات التركية الأميركية؟
تحدثت (BBC) التركية مع مجموعة من الخبراء في السياسة الخارجية لتقييم تأثير الانتخابات الأميركية على العلاقات بين أنقرة وواشنطن، مستعرضة آراء مختلفة حول هذا الشأن.
وأكد السفير الأميركي السابق في أنقرة، جيمس جيفري، أن السياسة الأميركية تجاه تركيا ستظل ضمن إطار محدد بغض النظر عن هوية الرئيس، موضحاً: "سواء فعل ترمب أو هاريس ما فعل، ستظل العلاقات العامة بين تركيا وأميركا ضمن إطار محدد، وإذا خرجوا عنه فسيواجهون اعتراضات وردود فعل قوية".
ومن جهتها، أشارت أصلي أيدن طاشباش، من مؤسسة بروكينغز إلى تراجع الدعم المؤسسي للعلاقات التركية الأميركية، قائلة: "لم يبقَ في واشنطن مؤسسات أو مجموعات اجتماعية تدافع عن العلاقة التركية الأميركية والتعاون الوثيق، وهذا أمر يجب على أنقرة أخذه بجدية".
علاقة أردوغان وترمب
اعتبر سنان أولغن، مدير مركز الأبحاث الاقتصادية والسياسية الخارجية (EDAM)، أن عودة ترمب للرئاسة قد تعني "حواراً أكثر انتظاماً وقوة على مستوى القادة"، وأكد جيفري هذا الرأي بالقول: "ترمب لا يعارض الاستراتيجية الأساسية للأمن الجماعي للولايات المتحدة ويدرك أهمية تركيا".
وعلى الرغم من ذلك، نبهت أيدن طاشباش إلى أن العلاقات الجيدة بين أردوغان وترمب لم تمنع من مرور العلاقات بأسوأ فتراتها، مضيفة: "العلاقة الجيدة بين القادة لا تضمن بالضرورة علاقات جيدة بين الدولتين".
تأثيرات على الشرق الأوسط وسوريا
ويرى الخبراء في حديثهم إلى (BBC) أن العلاقات بين تركيا وواشنطن قد تتغير، خاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط.
وأوضح جيفري أن دعم واشنطن لإسرائيل قد يخلق مشكلات مع أنقرة. أما أولغن فحذر من أن ولاية جديدة لترمب قد تزيد من التوترات الإقليمية، قائلاً إن التوتر بين إسرائيل وإيران قد يتحول لمواجهة مباشرة.
وتوقع أولغن أن إدارة ترمب قد تتماشى مع رغبات تركيا عبر تغييرات في السياسة الأميركية مثل سحب الدعم لوحدات حماية الشعب الكردية (YPG) والانسحاب من سوريا. ولفت إلى أن ترمب أبدى هذه النية سابقاً لكنه قوبل بمعارضة داخلية.
واعتبر الخبراء أن معالجة أزمة منظومة الدفاع الروسية (S-400) أمر حيوي لإعادة بناء العلاقات الدفاعية. وأشارت أيدن طاشباش إلى أهمية التعاون الاستراتيجي في هذا السياق.
وأكد جيفري أن كلاً من ترمب وهاريس قد يتعاونان مع أردوغان لإيجاد تسوية للنزاع الروسي الأوكراني، مضيفاً: "أعتقد أن أردوغان وترمب قد يتفقان على إنهاء الحرب بالتسوية".
وحذر أولغن من أن دعم ترمب لحلف الناتو قد يتراجع، مما قد يؤثر على أمن تركيا ويؤدي إلى بناء هوية دفاعية أوروبية خاصة، وهو ما قد يضع تركيا في موقف استراتيجي سلبي.