لا أحد يعلم ماذا يجري خلف جدران مشفى تشرين الجامعي في مدينة اللاذقية، وذلك منذ أن امتنعت عن قبول المراجعين، وحوّلت لمركز حجر لمصابي كورونا "بشكل غير معلن".
إجراءات أمنية مشددة -غير معروفة أسبابها- تحيط بالمشفى التي تكتظ بعناصر أمن النظام، وسط تفتيش دوري للكوادر الطبية، ومنعهم من استعمال أجهزتهم الخلوية، إلّا في حالات الضرورة القصوى.
أسطوانة أوكسجين واحدة
حسام (مستعار)، أحد الأطباء العاملين في المشفى قال لموقع تلفزيون سوريا إن مدير المشفى لؤي نداف أصدر قبل أسبوعين قراراً يقضي بفصل جهاز الأوكسجين ـالمنفسة- عن مصاب الكورونا حال نفاد الأسطوانة، بمعنى أن لكل مصاب أسطوانة واحدة غير قابلة للتبديل.
وأضاف الطبيب أن هذا يدخل ضمن إطار "القتل عمداً"، مشيراً إلى أن القرار السابق ترافق مع آخر يمنع أي مرافق من دخول أقسام الحجر، لمنع أحد من معرفة ما يحدث بداخلها.
وأشار إلى أن مدير المشفى برر قراره بنقص أسطوانات الأكسجين الموجودة في المشفى، لكنه في الوقت ذاته يرفض مناقصات شراء الأوكسجين، متذرعاً بارتفاع سعر الدولار.
وتابع: "المرضى لا يمكن أن ينتظروا حتى يناسب سعر الدولار قرارات المدير المجدولة"، مبيناً أن 10 أشخاص توفوا خلال الأسبوع الماضي وحده، بسبب نقص الأكسجين.
من جانبها، ذكرت الممرضة هاجر (مستعار) العاملة في قسم العزل في المشفى، أن قرار منع دخول المرافقين مع ذويهم، يتسبب بحالات شجار، أدت منذ أيام إلى تبادل إطلاق النار من قبل أحد الأشخاص، "كما يعرضنا لتهديدات مباشرة، على الرغم من الانتشار الأمني الكثيف، وهو أمر بات لا يحتمل".
وتشهد مناطق سيطرة نظام الأسد تصاعداً مطرداً في أعداد الوفيات والإصابات - خاصة في دمشق وريفها - وسط عجز تام للقطاع الصحي وإخفاق المؤسسات الطبية عن السيطرة أو الحد من انتشار الإصابات، فضلاً عن افتقار المشافي العامة إلى الفحوص والمسحات الخاصة بكشف الإصابات.
وسجّلت وزارة الصحة التابعة لنظام الأسد خلال الساعات الـ 24 الماضية، 124 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع بذلك عدد المصابين في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد إلى 22513، توفي منهم 1572 شخصاً، فيما شُفي 16471.