حقّق مسلسل "نتفليكس" الجديد، الذي يتناول قصة قاتل متسلسل أرعب المجتمع الأميركي بين نهاية السبعينيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي، مشاهدات بملايين الساعات خلال الأيام الأولى لطرحه، لكنه أثار غضب قسم كبير من الجمهور وأهالي الضحايا.
ويتناول المسلسل "الوثائقي" قصة السفاح المتسلسل جيفري دامر، الذي قتل ونكل بجثث 17 مراهقاً وشاباً، في الفترة بين 1978 و1991، معظمهم من ذوي البشرة السوداء والمثليين.
وطرحت "نيتفليكس" المسلسل باسم "دامر - الوحش: قصة جيفري دامر" (Monster: The Jeffrey Dahmer Story)، من دون أن تراجع أو تستأذن أهالي الضحايا قبل عرض العمل.
أهالي الضحايا يتهمون "نيتفليكس" بالاستغلال
وطالب بعض المشاهير من ذوي البشرة السوداء بمقاطعة العمل، في حين وصفت ريتا إيسبل، وهي شقيقة أحد الضحايا، المسلسل بـ"القاسي والمستهتر"، واتهمت "نتفليكس" بالجشع، واستغلال هذه المأساة لجني الأموال فقط، وفق ما نقل موقع "بي بي سي".
وقالت إيسبل التي قُتل شقيقها على يد "دامر" وهو ما يزال بعمر 19 عاماً، بأنها انزعجت من المسلسل، خاصة عندما رأت اسمها يظهر على الشاشة، بينما تقوم سيدة بتمثيل دورها وإلقاء الخطاب الذي قدمته في محاكمة المجرم عام 1992.
وقالت آن إي.شوارتز، وهي الصحفية التي فضحت جرائم دامر عام 1991، إن "نيتفليكس" ضحت بالدقة من أجل الدراما، وإن المسلسل لا يطابق الوقائع كثيراً.
انتقادات حادة وأرقام قياسية
العديد من الصحف الأميركية اتهمت منصة "نتفليكس" بالتركيز على شخصية المجرم عوضاً عن الضحايا، وأن العرض كان استغلالياً ولم يكرّم ذكرى من رحلوا.
في حين دافعت "نتفليكس" عن نفسها بالقول: إن المسلسل يكشف الجرائم غير المعقولة التي ارتكبها دامر، ويسلط الضوء على الضحايا ومجتمعاتهم التي عانت من عنصرية مؤسسات الدولة وعلى رأسها الشرطة، التي سمحت لأحد أكثر القتلة المتسلسلين شهرةً في أميركا بمواصلة جرائمه على مرأى من الجميع لأكثر من عقدين.
ورغم كل هذه الانتقادات، حقّق العرض أرقاماً قياسية، ليصبح تاسع أشهر مسلسل باللغة الإنكليزية تعرضه المنصة على مدار تاريخها، وبات العرض الأول على "نتفليكس" في أكثر من 60 دولة، وشوهد لمدة تتجاوز 496 مليون ساعة خلال 12 يوماً فقط.
وأدى الممثل إيفان بيترز دور البطولة في المسلسل الذي روى السيرة الذاتية لجيفري دامر في 10 حلقات، والذي أُدين عام 1992 بالسجن مدى الحياة 15 مرة، لكنه قتل داخل السجن على يد أحد السجناء بعد عامين من صدور الحكم.