ملخص:
- تسعى "وزارة التربية" في حكومة النظام السوري لإطلاق مشروع "المسارات التعليمية" لتوجيه الأطفال نحو مسارات تعليمية ومهنية محددة، بغض النظر عن رغبات أسرهم.
- زعم "وزير التربية" محمد عامر المارديني أن المشروع يهدف لتحسين جودة التعليم وتطوير النظام التعليمي التقليدي.
- أوضح المارديني أن المشروع يقوم على 8 مسارات تعليمية، ويشمل قياس ميول الطلاب منذ المرحلة الأساسية.
- اختبرت الوزارة المشروع العام الماضي على طلاب الصفين الثامن والتاسع، حيث أظهرت النتائج تفضيل الطلاب للنمط "التقليدي".
- تختلف هذه التجربة في سوريا عن دول أخرى، حيث يُراعى ميول الطالب وأداؤه في تحديد مساره الأكاديمي.
تعتزم "وزارة التربية" في حكومة النظام السوري تطبيق خطة أطلقت عليها اسم "المسارات التعليمية"، بهدف التحكّم بميول الأطفال منذ سنوات دراستهم الأولى، وتحديد المسار التعليمي/ المهني لكل طفل بمعزل عن توجّه ورغبات الأسرة والمجتمع.
وزعم "وزير التربية" محمد عامر المارديني أن الهدف من هذا المشروع "الاستراتيجي" هو تحسين جودة التعليم بما يتوافق مع النظم التربوية العالمية، ويصب هذا التوجه في إطار "تطوير الواقع التربوي من النمط التقليدي إلى حاجات المتعلمين للوصول إلى مخرجات تعليمية متوافقة مع حاجة سوق العمل في البلاد"، على حد وصفه.
وأوضح "الوزير" في حديث لصحيفة "الوطن" الموالية للنظام، أن هناك 8 مسارات تعليمية تعمل عليها الوزارة بشكل تدريجي، قائلاً: "حتى نتمكن من تحقيق ذلك يجب أن نمتلك أدوات القياس اللازمة لميول الأطفال تعليمياً لتحديد إمكانات وتوجهات كل طفل في المجال التعليمي، لأننا نجد تمايزاً واضحاً بين الأطفال حتى في العائلة الواحدة، لأن هذه الميول العلمية تكون فطرية وتنشأ مع تكون الطفل".
الفصل بين رغبات الأسرة وميول أطفالها
وقال المارديني: "إننا في المجتمع والأسرة وللأسف الشديد نعاند ميول الأطفال، ونعمل على معاكستها، ونبدأ بالضغط على الطفل لتحديد مساره التعليمي حتى قبل أن يدخل إلى المدرسة، وبالتالي نجد الطفل يريد أن يصبح طبيباً لكن ليس لديه ميول لأساسيات هذا العلم، وكذلك ليس لديه شغف شخصي نحو هذا النوع من العلوم".
وأردف: "لذلك إذا أردنا السير في المسارات التعليمية فيجب أن نقيس الميول لديه، وعلى وزارة التربية بمختلف مؤسساتها أن تكتشف من لديه هذه الكفاءات حسب كل مسار تعليمي".
وأشار "الوزير" إلى أنه في العام الدراسي الماضي طبقت الوزارة التجربة على طلاب الصفين الثامن والتاسع، وتم وضع 6 أنماط لميول الطلاب، موضحاً أن "النمط الأول يحتاج إلى جهد عضلي، والنمط الثاني يحتاج إلى جهد عقلي، والنمط الثالث هو النمط الفني ويحتاج إلى جهد إبداعي، وهناك النمط الاجتماعي وهو النمط الرابع، وأما النمط الخامس فهو النمط المبادر المغامر، والنمط السادس وهو التقليدي ويحتاج إلى الدقة في العمل".
وبحسب الوزير، فقد أوضحت نتائج اختبارات أجرتها "التربية" في العام الفائت وشملت 300 ألف طفل في الصفين الثامن والتاسع، أن النسبة الكبرى منهم انطبق عليهم مسار النمط التقليدي "الدقة في العمل"، على حد زعمه. وبناء على ذلك، ستبدأ الوزارة بتطبيق مشروع "المسارات التعليمية" بدءاً من السنة الدراسية المقبلة، وفق ما نقل المصدر.
مسارات الطلاب "الأكاديمية" خارج سوريا
يشار إلى أن منهاج تحديد الاختصاصات والمسارات لدى الطلاب، المتّبع في العديد من دول العالم، يستند إلى رغبات الطالب بالدرجة الأولى وعلى محصلات درجاته العلمية وفقاً لاختبارات خاصة تجريها المؤسسات التعليمية في تلك الدول عند بداية المرحلة الثانوية.
وعلى ضوء تلك الاختبارات، يمكن للطالب اختيار اختصاص معين من بين عدة اختصاصات أخرى متاحة لإتمام دراستها الجامعية والأكاديمية. كما أن الاختصاصات التي يختارها الطلاب في تلك الدول، غالباً ما يكون لها مكانها في سوق العمل بعد تخرّج أصحابها، وبدخلٍ وأجر مقبول.
أما في سوريا، فإن التفاوت الكبير بين الاختصاصات النظرية والفنية والمهنية (الصناعية) من جهة، وبين الاختصاصات التي تلتزم "الحكومة" بتوظيف خريجيها من جهة أخرى، بالإضافة إلى التدني الكبير في الأجور وخاصة في السنوات الأخيرة؛ يجبر معظم الطلاب على التمسك بخيار دراسة الاختصاصات الأخيرة.