قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، اليوم الأربعاء، إن مسؤولة رفيعة في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) نشرت صورة مؤيدة لفلسطين على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وذلك بعد أسبوعين فقط من العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأوضحت الصحيفة أن المسؤولة - التي لم يتم الكشف عن هويتها خوفاً على سلامتها - غيرت صورة الغلاف الخاصة بها على "فيس بوك" يوم 21 تشرين الأول الماضي، لتضع مكانها صورة لرجل يرفع ويلوح بالعلم الفلسطيني ويرتدي آخر حول عنقه.
وبينت الصحيفة البريطانية أن المسؤولة الرفيعة شاركت أيضاً في منشور منفصل صورة "سيلفي" لها مع ملصق كتب عليه "الحرية لفلسطين".
"الصورة قديمة!"
وتعليقاً على ذلك، نقلت "فايننشال تايمز" عن مصدر مطلع، قوله إن الصورة السيلفي والملصق قديمة ونشرت قبل سنوات عديدة أي قبل وقت طويل من العدوان الحالي، لافتاً إلى أن حساب المسؤولة "مليء بمنشورات حول موقفها بشأن مكافحة معاداة السامية".
وأضاف أن المسؤولة تمتلك مسيرة مهنية في التحليلات، ولديها خلفية واسعة بكل جوانب الشرق الأوسط، زاعماً أن منشورها الذي ظهر فيه العلم الفلسطيني "لم يكن بنية التعبير عن موقف في الصراع".
ووفقاً لفايننشال تايمز، فإن المسؤولة - التي كانت قد أشرفت في وقت سابق، على إنتاج الموجز اليومي للرئيس، وهو عبارة عن مجموعة من المعلومات الاستخبارية السرية للغاية التي تقدم لرئيس الدولة في معظم الأيام- حذفت مؤخراً كل الصور والمنشورات الداعمة لفلسطين
كما نقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤول استخباراتي سابق قوله إن "النشر العلني لموقف سياسي من قبل مدير تحليلي كبير في منتصف الأزمة يظهر سوء تقدير واضح"، لافتا إلى أن بعض أعضاء مجتمع الاستخبارات كانوا قلقين من أن المنشور يعبر عن "تحيز واضح".
بدورها، شاركت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بياناً، قالت فيه إن "ضباط الوكالة ملتزمون بموضوعية التحليل، ما يشكل أساساً لما نقوم به كوكالة.. وقد تكون للضباط وجهات نظر شخصية، لكن ذلك لا يقلل التزامهم أو التزام الوكالة بتحليل غير منحاز".
ويأتي ذلك مع تصاعد التوترات داخل الإدارة الأميركية حول ما إذا كان ينبغي على الرئيس جو بايدن ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل لوضع حد للقتال في غزة، وأن تمتد الهدنة الراهنة لوقف دائم لإطلاق النار وتجنب أزمة إنسانية فادحة لقرابة 2.5 مليون فلسطيني داخل القطاع المُحاصر.
هدنة غزة
ويشهد قطاع غزة منذ صباح الجمعة، هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 4 أيام وأُعلن مساء الاثنين تمديدها يومين إضافيين، تتضمن وقفا لإطلاق النار وتبادلا للأسرى بين "حماس" وإسرائيل، بموجب وساطة قطرية مصرية أمريكية.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على القطاع خلّفت دمارا هائلا في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.