اتهمت محكمة مدنية في ولاية نيويورك الأميركية، الرئيس السابق دونالد ترامب باغتصاب صحفية، في وقائع تعود إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي.
في المقابل نفى محامي ترامب ذلك بشدة، واتهم كاتبة العمود السابقة بالطمع والسعي إلى الشهرة، بحسب ما نشرت وكالة الصحافة الفرنسية "أ ف ب" يوم الأربعاء.
ويسعى الرئيس السابق بين 2017 و 2021 البالغ من العمر 76 عاماً إلى الفوز بولاية ثانية في انتخابات تشرين الثاني 2024، لكنه يواجه دعاوى قضائية متزايدة.
قبل 25 عاماً
ورغم أنه مر على الحادثة أكثر من 25 عاماً، فإن 9 محلفين (6 رجال و 3 نساء) سيحاولون أمام محكمة فيدرالية في مانهاتن كشف هذه القضية التي تتمثل بوجود روايتين متناقضتين تماماً.
وفي دليل على حساسية المحاكمة التي من المفترض أن تستمر بين خمسة إلى عشرة أيام، أكد القاضي لويس كابلان أن هويات المحلفين لن تُكشف لتجنب أي ضغوط.
ومنذ 2019 تؤكد إي جين كارول ومحاموها أن الرئيس السابق للولايات المتحدة "لمسها واغتصبها" بعد أن استدرجها إلى غرفة قياس في متجر بيرغدورف غودمان في نيويورك، في موعد لا تتذكره بدقة لكنه في "ربيع 1996".
وقالت شون كرولي من فريق محامي كارول في بداية الجلسة "ما إن دخلا (المقصورة) حتى تغير كل شيء. فجأة ولم يعد الأمر مسلياً".
لماذا التزمت الصحفية الصمت؟
وأوضحت أن كاتبة العمود التزمت الصمت لمدة 20 عاماً خوفاً من تدمير سمعتها على يد رجل قوي. لكن بعد حركة "مي تو" قررت الصحافية التي كانت تكتب في مجلة "إيل" في الولايات المتحدة التحدث علناً في كتاب صدر في 2019.
وستدلي صديقتان للصحفية كانت أسرت لهما بما حدث بعيد الوقائع، بإفادتهما.
وانتقد جو تاكوبينا محامي دونالد ترامب ما اعتبره "احتقلرا للقضاء". وقال أمام كارول (79 عاماً) التي كانت تحدق به "إنها تستغل النظام من أجل المال لأسباب سياسية ولمكانتها".
ولكن، بما أنه يدرك أن شخصية دونالد ترامب الذي تغيّب عن جلسة افتتاح المحاكمة وسيتغيب عن الجلسات التالية على الأرجح، قد تسبب رفضاً في نيويورك، حرص تاكوبينا على القول لهيئة المحلفين: "يمكنك أن تكره دونالد ترامب لكن ليس هنا في المحكمة".
وسيتعين على هيئة المحلفين تحديد قيمة التعويضات التي يمكن منحها للكاتبة.
حدث غير مسبوق
وفي نيسان الجاري، وفي حدث غير مسبوق لرئيس أميركي سابق، اتُهم ترامب رسمياً في نيويورك بـ34 عملية احتيال محاسبية وضريبية تتعلق بمدفوعات للتغطية على قضايا مربكة قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2016، بما في ذلك علاقة جنسية مع الممثلة الإباحية ستورمي دانيلز أنكرها.
رفعت كارول في 2019 دعوى تشهير أولاً ضد ترامب لأنه وصف اتهاماتها بأنها "كذب كامل"، مؤكداً أنها ليست من "النوع (النساء) الذي يفضله". وقال محاميه إنه يتمتع بالحصانة بصفته رئيس دولة.
لكن في تشرين الثاني 2022، دخل قانون في ولاية نيويورك حيز التنفيذ ("قانون الناجين من البالغين") يسمح خلال مهلة عام لضحايا اعتداءات جنسية بإعادة إطلاق إجراءات قانونية مدنية، حتى لو كانت الوقائع قد تقادمت جنائياً.
وهو ما جعل إي جين كارول تقدم شكوى مدنية جديدة بتهمة "التشهير" ولكن أيضاً "الاعتداء".
ترامب يخلط بين الصحفية وزوجة سابقة
وأشار القاضي لويس كابلان إلى أن دونالد ترامب لم يحاكم جنائياً بتهمة الاغتصاب، لكن "الاعتداء" يمكن أن يتمثل بـ"اللمس غير المبرر بدون موافقة الشخص المعني".
وخلال إفادة خلال الإجراءات، أكد دونالد ترامب خط دفاعه "سأقولها بأكبر قدر من الاحترام: أولاً هي ليست من النوع الذي أفضله وثانيا لم يحدث ذلك إطلاقاً".
لكن أمام الصورة التي ظهر فيها مع إي جين كارول في حفل استقبال قبل سنوات من الوقائع، خلط ترامب بين متهمته و... زوجته السابقة ، الممثلة مارلا ميبلز التي تزوجها من 1993 إلى 1999.
وسبق أن واجه الملياردير الجمهوري اتهامات بالاعتداء الجنسي من قبل نساء أخريات في مناسبات عدة في الماضي وهو ما نفاه دائماً.