نقلت قوات الأمن التركية اللاجئ السوري "حمزة حمامي" إلى دائرة الهجرة بهدف ترحيله إلى سوريا على خلفية انتشار مقطع له في منطقة باغجلار التابعة لولاية إسطنبول وهو يضع كرسياً في وسط الشارع معيقاً بذلك حركة المرور.
وقالت مديرية أمن إسطنبول في بيان، إن قوات الشرطة ألقت القبض على المواطن السوري "حمزة حمامي" بأمر من المدعي العام بتهمة نشر الكراهية والعداء بين الناس إثر دخوله في مشادة كلامية مع مواطن تركي في منطقة باغجلار وسط إسطنبول.
ولمعرفة تفاصيل الحادثة، تواصل موقع تلفزيون سوريا مع أحد أقارب "حمزة حمامي" الذي كان موجوداً لحظة الحادثة، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه، ليخبرنا عن تفاصيل الحادثة التي أدت إلى اعتقال "حمامي" وحجزه في مركز الترحيل بهدف إرساله إلى سوريا.
بوق السيارة سبب المشكلة
وقال أقارب "حمامي" إنه وفي أثناء وجودهم في المحل، تشكل زحام مروري حاد في الشارع، وكان هنالك مواطن تركي يقف بسيارته أمام المحل مباشرة بسبب توقف السير، وكان يقوم بإطلاق صوت بوق السيارة بشكل كبير مسبباً الإزعاج لجميع الموجودين في المنطقة.
وتابع: "انزعج حمزة من صوت السيارة العالي، فخرج إليه وطلب منه بكل هدوء أن يخفف من استعمال البوق، لأنه يشكل مصدر إزعاج للموجودين في السوق، إلا أن السائق قام بالرد على حمزة بطريقة مستفزة جداً، وعندما عرف بأنه سوري من خلال يافطة المحل المكتوبة باللغة العربية، نزل من السيارة وهاجمه".
وأشار إلى أن "حمزة" عندما رأى وجود سيدتين برفقة المواطن التركي، طلب منه التوقف عن مهاجمته، إلا أن هاتين السيدتين قامتا بتحريض المواطن لضرب "حمامي" الأمر الذي دفع بالرجل للذهب إلى سيارته وسحب سلاح أبيض من هناك وهم بضرب "حمامي" وكاد أن يضربني في أثناء محاولتي إيقافه، وأضاف: "من ثم قام بمهاجمة حمزة داخل المحل، وكان هناك زبائن من النساء، عندها طلب حمزة منهم مغادرة المحل بأسرع وقت خوفاً عليهن".
وعند سؤالنا عن رد فعل الشرطة التي قدمت إلى مكان الحادثة، قال: "إن الشرطة لم تقم بأي رد فعل في وجه حامل السلاح على الرغم من مطالبات حمزة المتكررة بذلك، وأتى جيران حمزة من الأتراك لعند فرق الشرطة وأخبروهم بأن حمزة لم يرتكب خطأ، وبأن سائق السيارة هو المعتدي، ويجب أن يتم إيقافه، إلا أن دور الشرطة كان سلبيا".
الهجوم على حمامي بالسلاح الأبيض
وتطرق في حديثه لموقع تلفزيون سوريا إلى حادثة الكرسي الذي وضعه "حمامي" أمام المحل وجلس عليه، بأن "حمزة" عندما رأى الشرطة لا تقوم بأي رد فعل على الرغم من مطالبته بمحاسبة السائق الذي قام بمهاجمته بسلاح أبيض، وشهادة جيرانه في السوق، أخرج "حمزة" كرسياً إلى خارج المحل وقال: "أنا لم أفعل شيئا، والرجل فيكم يأتي إلى هنا" لتقوم عناصر الشرطة فيما بعد باعتقاله.
وحضر "حمامي" أمام المدعي العام الذي كان ينظر في قضيته، ووكلت عائلته محامياً للدفاع عنه، وهو ما جعله يحصل على براءة من جميع التهم الموجهة إليه، وعلى الرغم من أن زوجته الحامل بطفلهما الأول تعيش هنا، وستضع ولدها بعد عدة أيام، إلا أنه وبحسب أقاربه لم يتم الإفراج عن "حمزة" وحول إلى دائرة الهجرة من أجل ترحيله إلى سوريا.
وفي تقرير مصور أعده تلفزيون "Show" التركي، قال بعض المواطنين الأتراك الذين كانوا موجودين في مكان الحادثة بأن "حمزة" لم يزعج السائق، طلب منه فقط أن يتوقف إن إطلاق بوق السيارة لأنه يزعج الجيران.
فيما قال شاهد آخر بأن السائق قام بسحب سلاح أبيض ملفوف بقطعة من الورق وهاجم "حمزة"، إلا أن زوجة السائق قالت بأن "حمزة" قام بمهاجمتهم وسبهم، الأمر الذي نفاه قريبه في حديثه لموقع تلفزيون سوريا.
الترحيل من وجهة نظر قانونية وإنسانية
وفي حوار سابق لموقع تلفزيون سوريا مع رئيس "مركز أبحاث اللجوء والهجرة –İGAM "، والمتحدث الرسمي السابق باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في تركيا، وأحد أبرز مناصري حقوق السوريين في تركيا، السيد "متين جوراباتر –Metin ÇORABATIR"؛ أكد أن دعوات وتهديدات ترحيل السوريين يخالف أحد أهم بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهو "حق العيش من دون خوف"، لما تسببه من مخاوف للسوريين بحسب رأي "جوراباتر".
ما يزال السوريون لاجئين من المنظور الحقوقي الدولي وفقا لـ "جوراباتر"، إذ إن اللاجئ يعرف بحسب "سبب تركه لبلده وليس بحسب الصفة التي تطلقها عليه الدولة المستضيفة". وهذه الحقيقة هي سبب عجز أي جهة تدعي ترحيل السوريين عن تطبيق وعودها في المستقبل، إذ تنص المادة 33 من اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين، على منع الدول من إعادة اللاجئين إلى أماكن الخطر.
وأضاف: "ما يزال المجتمع الدولي يعتبر سوريا غير آمنة للعودة، لذا ليس هناك أي طريقة لتركيا للالتفاف على المادة 33 من اتفاقية عام 1951 إذا أرادت البقاء كجزء من المجتمع الدولي".
ويرى "جوراباتر" أن وعود ترحيل السوريين ساذجة وغير واقعية أبداً، إذ إن نسب عودة اللاجئين في العالم ضئيلة وذلك لعجز المجتمع الدولي عن "إحلال السلام أو إسقاط دكتاتور" في أماكن الصراع.