icon
التغطية الحية

مأساة في القناة الإنكليزية.. سوري يروي تفاصيل غرق القارب وفقدانه لوالده

2024.11.07 | 18:38 دمشق

المهاجرون إلى بريطانيا عبر قناة المانش - AFP
مأساة في القناة الإنكليزية.. سوري يروي تفاصيل غرق القارب وفقدانه لوالده
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • أسامة أحمد، شاب سوري، نجا من غرق قارب مهاجرين في القناة الإنكليزية بتاريخ 23 تشرين الأول الماضي.
  • القارب كان مكتظًاً بحوالي 60-70 شخصاً وتسرّبت المياه داخله.
  • المهربون أجبروا الركاب على متابعة الرحلة رغم المخاطر.
  • القارب غرق في الظلام بعيداً عن الشاطئ، وأسامة شهد محاولات فاشلة للنجاة.
  • أنقذت فرق الإنقاذ 45 شخصاً ولم يُعثر على والده و14 مهاجراً آخرين.

حاول الشاب السوري أسامة أحمد، البالغ من العمر 20 عاماً، عبور القناة الإنكليزية مع والده في 23 تشرين الأول الماضي، لكن محاولتهم انتهت بكارثة. تحطم القارب على بُعد كيلومترين فقط من كاليه. نجا أسامة بأعجوبة، في حين اختفى والده مع 14 مهاجراً آخر في الحادثة التي ما زالت تترك جروحاً مفتوحة في ذاكرة الناجين.

غادر أسامة مع والديه سوريا عام 2013 هرباً من النزاع، واستقروا في تركيا. في عام 2023، قرر والده السعي إلى الانضمام لأبنائه المقيمين في المملكة المتحدة. انطلق الأب والابن من تركيا نحو اليونان ثم باريس، وصولاً إلى كاليه، حيث واجهوا رحلات عبور محفوفة بالمخاطر.

يقول أسامة لـ"infomigrants": "حاولنا ثلاث مرات عبور القناة، وفي كل مرة أوقفتنا الشرطة الفرنسية قبل أن نصل إلى البحر. في المحاولة الثالثة، غادرنا المخيم مشياً طوال 14 ساعة حتى وصلنا إلى الشاطئ ليلاً. بدأ الماء يتسرب إلى القارب المكتظ بالمهاجرين بمجرد ابتعادنا عن الساحل. أجبرنا المهربون على مواصلة الرحلة رغم خطورة الوضع".

يشير أسامة إلى اللحظات الرهيبة عندما غرق القارب: "تشبثنا بجوانب القارب الفارغ من الهواء، وحاولنا السباحة دون جدوى. في الظلام الدامس، رأيت نفسي أموت". بعد ساعات مرّت سفينتان من دون أن تقدما المساعدة، إلى أن وصلت فرق الإنقاذ الساعة الخامسة والنصف صباحاً. تم إنقاذ 45 شخصاً، لكن اختفى والده من دون أثر.

رغم جهود البحث، ما زال مصير 14 مهاجراً مجهولاً. تؤكد المديرية البحرية أنه لا يتم احتساب المفقودين إلا إذا ظهرت جثثهم قبل أن تجرفها المياه، وهو أمر لا يتوافق مع تقديرات الناجين.

بحر المانش: "حدود قاتلة"

بدورها، قالت "أوبيرج دي ميغران" (Auberge des Migrants) وهي جمعية تقدّم المساعدة للمهاجرين، على منصة إكس "يجب على الدولتين الفرنسية والبريطانية إعادة النظر في سياسة الهجرة الخاصة بهما على الفور"، واصفة المانش بأنه "حدود قاتلة".

ويرتفع عدد القتلى خلال محاولات عبور المانش إلى 46 شخصاً منذ مطلع العام الجاري، ما يجعل من العام 2024 الأكثر دموية منذ بداية ظاهرة عبور القوارب غير النظامية للقناة في العام 2018.

وعلى مدى ستة أعوام، عبر نحو 136 ألف شخص المانش على متن "هذه القوارب الصغيرة" من فرنسا، منذ أن بدأت المملكة المتحدة إحصاء هؤلاء الوافدين في العام 2018. وتفاقمت هذه الظاهرة في أعقاب الإغلاق المتزايد للنفق تحت المانش ولميناء كاليه للحد من وصول المهاجرين.

وتعهدت الحكومة العمالية البريطانية برئاسة كير ستارمر، التصدّي للهجرة غير النظامية عبر رفع عدد عمليات ترحيل المهاجرين ومكافحة المهرّبين.

عبور محفوف بالمخاطر

تجري عمليات العبور هذه في ظروف محفوفة بالمخاطر على متن قوارب صغيرة متهالكة، وبحسب أرقام السلطات البريطانية، فإن القوارب التي وصلت إلى السواحل البريطانية منذ الأول من كانون الثاني كان على متنها 52 راكباً في المتوسط، مقابل 13 شخصاً فقط في العام 2020.

وقال وزير الداخلية في الحكومة الفرنسية المستقيلة جيرارد دارمانان إنّه خلال حوادث الغرق التي وقعت في أيلول الفائت، "كان أقل من ثمانية أشخاص يرتدون سترات إنقاذ أعطاهم إياها المهرّبون".