icon
التغطية الحية

لماذا انقلب النظام وميليشياته على شبكات التهريب في القلمون الغربي؟

2023.02.03 | 17:57 دمشق

عناصر من قوات النظام السوري - أ ف ب
عناصر من قوات النظام السوري - أ ف ب
ريف دمشق - خاص
+A
حجم الخط
-A

أطلقت أجهزة النظام الأمنية والميليشيات المحلية المتمركزة في منطقة القلمون الغربي بريف دمشق، سلسلة إجراءات أظهرت فيها انقلابها على شبكات التهريب العاملة في مناطق الجرود الحدودية بين سوريا ولبنان، والتي كانت تعمل بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والفرقة الرابعة منذ سنوات.

وقال مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا إنّ فرع الأمن العسكري وميليشيا "أمن الرابعة" المنتشرة في مدن وبلدات القلمون الغربي، أطلقت العديد من الحملات منذ بداية الشهر الفائت، استهدفت فيها مستودعات تابعة لشبكات التهريب التي كانت تعمل بالتنسيق معها، وصادرت كميات كبيرة من المهربات.

وأضاف أن الحملات شملت مستودعات المهربين في بلدات "عسال الورد" و"الجبة" و"رنكوس"، موضحاً أن الحملات تزامنت مع برقيات استدعاء صدرت بحق رؤوس شبكات التهريب في المناطق المذكورة لمراجعة مفرزة الأمن العسكري في عسال الورد.

وأشار إلى أن البرقيات صدرت بحق كلٍ من "محمد طه قطيمش"، و"علي خلوف" و"أحمد الساعور" و"خالد أمون"، وشخص آخر يعرف باسم "أبي محمد شما"، وهم متزعمو شبكات التهريب في المنطقة.

"البالة" والمحروقات على رأس المصادرات

وأوضح المصدر أن دوريات الأمن العسكري وميليشيا "أمن الرابعة"، استهدفت في حملاتها قرابة ثمانية مستودعات تخزين ألبسة (بالة) مهربة إلى جانب مستودعات الغاز المنزلي والمحروقات، مشيراً إلى أنها صادرت جميع المواد الموجودة فيها.

وذكر أنّ المستودعات المستهدفة تركزت في بلدات عسال الورد والجبة ورنكوس، لافتاً إلى أنّ الدوريات اعتقلت الشاب فراس خلوف خلال مداهمة استهدفت صالة "منيا" للأفراح المملوكة له بتهمة تخزين 20 ألف ليتر من مادة المازوت، قبل أن تطلق سراحه مساء اليوم ذاته، بعد دفع مبلغ قدر بنحو 30 ألف دولار أميركي.

وأكد المصدر أن الحواجز الأمنية المتمركزة في المنطقة وقيادة ميليشيا "أمن الرابعة"، عقدت اتفاقات سابقة مع المهربين الذين تمّ استهداف مستودعاتهم خلال الحملة، قضت بصرف النظر عن تهريب هده المواد مقابل نسبة مالية من أرباح الشحنة المهربة.

ولفت المصدر إلى أن العميد "غزوان سلهب" المسؤول عن تمركز الفرقة الرابعة في القلمون الغربي، أشرف على معظم الحملات المذكورة، موضحاً أنه صاحب الاتفاقيات الأبرز مع المهربين سابقاً.

إجراءات مشددة لرصد طرق التهريب

وأصدرت قيادة ميليشيا "أمن الرابعة" العاملة في المنطقة، قرارات بالتشديد على الطرق الجبلة الحدودية التي يسلكها المهربون في عملياتهم.

وقال المصدر إن الميليشيا أقامت نقطتين عسكريتين جديدتين في جرود المنطقة، إحداهما في منطقة "مزرعة الدرة" في جرود رنكوس، وأخرى في منطقة "وادي الجوز" الواقع في جرود تلفيتا.

وأشار إلى أن الميليشيا عززت نقاطها الجديدة برشاشات متوسطة وثقيلة، ونقلت إليهما قرابة 15 عنصراً يتم تبديلهم بشكل دوري لمراقبة طرق التهريب.

ودارت خلال الفترة الماضية اشتباكات بين شبكات التهريب ونقاط ميليشيا "أمن الرابعة" المتمركزة في الجرود الحدودية، قُتل وأصيب خلالها العديد من عناصر النظام وشبكات التهريب.

ووسّعت الميليشيا حملتها لتصل إلى منطقة "وادي الجب" الواقع في الجبل الغربي على أطراف مدينة مضايا الحدودية، حيث وقعت اشتباكات بين عناصر الميليشيا وشبكة تهريب كانت تحاول إدخال شحنة من ألبسة "البالة" إلى الأراضي السورية، أسفرت عن إصابة اثنين من عناصر الميليشيا وآخر من المهربين، وفقاً للمصدر.

لماذا انقلب النظام وميليشياته على المهربين؟

مصدر خاص أكّد لموقع تلفزيون سوريا أن حملات الأمن العسكري والفرقة الرابعة في المنطقة، جاءت بعد إقدام قائد ميليشيا "أمن الرابعة" وعضو مجلس الشعب السابق "عبدو أسعد" على تأسيس شركة خاصة بتجارة المحروقات.

وبيّن المصدر أن الشركة الجديدة أُسست بالشراكة بين "الأسعد" وشخصيات نافذة لدى النظام السوري، موضحاً أن خطتها احتكار تجارة المحروقات وألبسة البالة في منطقة القلمون بالكامل.

ولفت إلى أن ميليشيا "أمن الرابعة" بدأت بالتنسيق مع شبكات تهريب جديدة لتسليمها الجرود الحدودية، على أن تتولى الشبكات مهمة تهريب المحروقات من لبنان إلى سوريا، وتتولى الشركة مسؤولية تصريفها في المنطقة.

وبحسب المصدر فإن الشركة لن تتسلم أي مخصصات من حكومة النظام، وسيكون عملها ملخصاً بـ "احتكار تجارة المهربات".

وتسلم عضو مجلس الشعب السابق "عبدو الأسعد" قيادة ميليشيا "أمن الرابعة" أواخر تشرين الأول 2022، بقرار صدر من الفرقة الرابعة، بعد اشتباكات دارت في بلدة الجبة وجرودها خلال الشهر ذاته على خلفية هجوم مجموعة من الأهالي على حاجز تابع لميليشيا "أمن الرابعة" بعد مقتل شاب من أبناء البلدة برصاص عناصر الأخيرة.

وأسّس "أسعد"، المنحدر من بلدة عين التينة في القلمون الشرقي، ميليشيا "أمن الرابعة" مطلع عام 2021، بعد حلّ ميليشيا "حصن الوطن" التي كان يقودها سابقاً، وعُزل من قيادتها لعدة أشهر قبل أن تعيد الرابعة تعيينه قائداً لها.

مهربو المخدرات خارج المعادلة!

كشفت مصادر متقاطعة لموقع تلفزيون سوريا عن استمرار عمليات تهريب شحنات المخدرات بين لبنان وسوريا حتى اليوم، موضحة أن الحملات الأمنية لم تستهدف أي شبكة عاملة بتهريب المخدرات.

وأضافت المصادر أن شبكات تهريب المخدرات تعمل بالتنسيق مع الحواجز التابعة للفرقة الرابعة والأمن العسكري في المنطقة بشكل علني.

ولفتت المصادر إلى أن فرع "الأمن الجنائي" اعتقل قبل أيام المدعو معمر حمود أحد العاملين بتجارة المخدرات في مدينة يبرود وهي الحالة الوحيدة التي سُجلت لاعتقال تاجر مخدرات في المنطقة.

وبحسب المصادر فإن "الأمن الجنائي" أطلق سراح "حمود" بعد ساعات على اعتقاله، بعد دفع مبلغ مالي لرئيس الفرع في يبرود المعروف باسم "النقيب علاء"، وبوساطة من أحد ضباط الأمن العسكري.