ملخص:
- نفذ السوري عيسى الحسن هجوماً بالسكين في زولينغن، ألمانيا، أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين.
- والدا عيسى في دمشق يعانيان صدمة ولا يصدقان تورطه في الهجوم، ويعتقدان أنه ربما كان تحت تأثير ما.
- شقيقته فاطمة تصفه بأنه شخص مرح وغير متدين، وتستبعد انخراطه في جماعات متطرفة.
- رغم العثور على حمضه النووي على سلاح الجريمة، ما يزال الوالدان مقتنعين ببراءته.
لم يستطع والدا اللاجئ السوري، عيسى الحسن، المنحدران من محافظة دير الزور، ويعيشان حالياً في حي فقير بالعاصمة السورية دمشق، تصديق أن ابنهما هو منفذ هجوم الطعن بالسكين الذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص في مدينة زولينغن بولاية شمالي الراين غربي ألمانيا.
ووقع الهجوم مساء الجمعة في 23 من الشهر الفائت، خلال مهرجان في مدينة زولينغن. ووفقاً للشرطة الألمانية فإن "المهاجم، وهو لاجئ سوري يبلغ من العمر 26 عاماً، طعن المارة عشوائياً بسكين، ما أسفر عن مقتل رجلين وامرأة، وإصابة ثمانية آخرين بجروح، أربعة منهم في حالة حرجة".
وبحسب تقرير لصحيفة "دير شبيغل" الألمانية التي التقت عائلة المشتبه، فإن العائلة اضطرت إلى الفرار عدة مرات خلال السنوات الأخيرة بسبب الحرب، وتعيش حالياً في واحدة من أفقر مناطق دمشق، حيث يتشارك أربعة أشخاص في غرفة واحدة، ويتقاضى الأب، وهو عسكري متقاعد، معاشاً تقاعدياً صغيراً بينما تكسب الأم القليل من المال الإضافي كبائعة خبز، ويرسل الابنان اللذان يعملان في تركيا المال من حين لآخر".
"لم يكن متديناً"
وتؤكد شقيقته فاطمة أن "عيسى كان دائماً شخصاً مرحاً واجتماعياً، ولم يكن متديناً بشكل خاص، ولم يكن منخرطاً في أي جماعات متطرفة". وتقول إن "شقيقها عندما كان هنا، كنا نطلب منه دائماً أن يصلي، لكنه لم يكن يفعل ذلك، ويصلي فقط مرة واحدة في اليوم، كما أنه كان يبرر عدم صيامه بالقول (لا أطيق الصيام، لا أستطيع صيام شهر رمضان كله، فأنا أشعر بالضعف والدوار)".
وكانت الأسرة قد أرسلته إلى خارج سوريا بسبب العنف الذي ارتكبه تنظيم الدولة "داعش". وعاش بالبداية في تركيا، حيث كان اثنان من أشقائه يعملان هناك، وعندما ظهر خطر ترحيله هناك، وهو مطلوب أيضاً للخدمة العسكرية في سوريا، قرر السفر إلى ألمانيا.
وبحسب شقيقته فإن "عيسى عندما كان يقول دائماً إنه بخير وسعيد في ألمانيا، فقد كانت الخطة أن يستقر ويتزوج ويؤمن مستقبله". وتضيف "كنا نعتقد أن ألمانيا مكان جيد وبعيد، ولا يتم ترحيل أي شخص من هناك".
وتحكي فاطمة كيف عاش عيسى في تركيا لمدة عامين قبل أن يسافر إلى ألمانيا، بعد أن فرت العائلة عدة مرات من تنظيم الدولة. وأوضحت أن "والدها كان خائفاً عليه بسبب الملثمين، وكان تنظيم الدولة يجند الشباب قسراً، وكان شقيقها ما يزال مراهقاً في ذلك الوقت".
ما يزال الوالدان في حالة صدمة
لا يستطيع الأب أن يصدق أن ابنه قادر على القيام بمثل هذا الفعل ويشك في أن ابنه ربما كان تحت تأثير شخص ما أو شيء ما. ويقول "لقد هربنا من كل هذه المشاكل والعنف، ومن المستحيل أن يفعل شيئاً كهذا لقد ربيته بيدي". وعندما سُئل عما سيقوله لابنه إذا كان بإمكانه التحدث إليه، أجاب أنه سيسأله فقط عن سبب قيامه بذلك.
أما والدته، فعندما أخبروها أن ابنها نفذ الهجوم، قالت عن تنظيم الدولة إن "هؤلاء الناس دمروا بلدنا وأبعدوا أطفالنا، ومن المستحيل أن يكون ابننا عيسى معهم، إنه طيب القلب". وعلى الرغم من الاتهامات الخطيرة، ما يزال الوالدان مقتنعين بأن ابنهما بريء. ووفقاً لتقرير نشرته "دير شبيغل" فقد "عثرت السلطات على الحمض النووي للشاب البالغ من العمر 26 عاماً على سلاح الجريمة".