على ظهور الخيول العربية الأصيلة.. وضمن نادٍ للفروسية أطلقن عليه اسم "المغيرات"، تعيش سيدات وفتيات من مدينة الدانا التابعة لمحافظة إدلب، تجربة فريدة في التدرب على ممارسة رياضة ركوب الخيل.
نادي "المغيرات" الذي يخصص قسماً فيه للإناث بحضور مدربة خاصة، يعدّ الأول من نوعه في الشمال السوري، ويضم فئات عمرية مختلفة بدءاً من سن 9 سنوات. هذه الجملة للحذف: وتم تأسيسه بالتعاون مع فريق "ويبقى الأمل" التطوعي العامل في المجال الإنساني والذي يُعنى بتقديم أنشطة مجانية خدمية متنوعة وتدريبات في مجالات عدّة.
تدريبات للفتيات على ركوب الخيل شمالي سوريا
مُعتليةً فرسها وسعيدة بقدرتها على توجيهها كما تشاء.. تُبدي الطفلة زينة حمد شغفاً كبيراً ببمارسة رياضة ركوب الخيل، وتقول إنها "تحلم أن تصبح فارسة تشارك في بطولات على مستوى سوريا والعالم"، هذا الحب الذي تحوّل في قلبها من هواية إلى هدف، تحاول تنميته يومياً عبر مواصلة الالتزام بالتدريب.
وتضيف زينة "سمعتُ من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عن وجود تدريبات مخصصة للفتيات على ركوب الخيل، أعجبتني الفكرة وتحمّست، أذكر أنني عندما أتيت إلى نادي المغيرات أوّل مرة لم أجرؤ حتى على لمس الفرس أو الاقتراب منها، ولكنني اليوم أستطيع ركوبها وقيادتها بكل أريحية، وكل ذلك طبعاً بمساعدة وتوجيهات المدربة".
وحول هذه التجربة الفريدة في إدلب تقول مؤسسة فريق "ويبقى الأمل" ندى المقداد في تصريحات خاصة لموقع تلفزيون سوريا "أطلقنا عدة تدريبات مجانية للسيدات والأطفال بالتعاون مع نادي للفروسية"، وتضيف "رياضة الفروسية لها العديد من الفوائد في مجالات مختلفة فهي تخفف من الضغوط النفسية وخاصة لدينا في مناطق الشمال التي كانت ضمن فترات سابقة واحدة من أخطر المناطق في العالم بسبب الصراعات والأزمات التي شهدتها".
وبحسب المقداد تساعد رياضة ركوب الخيل على بناء القدرات وصقل المهارات، كما أنها تزيد الثقة بالنفس تعزز مهارة القيادة والتواصل لاسيما أن التعامل مع الفرس له طرق خاصة، كما أن لهذه الرياضة فوائد جمّة على الصحة البدنية فهي تنشّط الدورة الدموية وتقوّي العضلات والعمود الفقري.
رياضة تعزز الثقة بالنفس
حول ظروف تأسيس نادي "المغيرات" يقول مؤسس النادي خليل الصغير لموقع تلفزيون سوريا "قبل فترة الحرب في سوريا أسّست نادي للخيول في مدينة دمشق مسقط رأسي، بعد أن ورثت حب ركوب الخيل عن والدي وأجدادي، علّمونا ممارسة هذه الرياضة ورعاية الخيل منذ صغرنا، وقدّر الله وتهجّرنا للشمال السوري وأسسنا هناك في مدينة الفوعة نادي للتدرب على ركوب الخيول العربية الأصيلة، وكان الهدف في البداية تدريب الأطفال والأشبال، وشاركنا في مهرجانات عديدة، ومن ثم جاءت فكرة تأسيس نادي المغيرات وتخصيص قسم فيه للسيدات في مدينة الدانا وضمن أوقات ومواعيد محددة".
وبالنسبة للصعوبات التي يواجهها النادي يوضح الصغير "واجهنا صعوبات كثيرة أهمها صعوبة تسجيل نسب الخيل وختمها وانعدام العلاج للخيول، إضافة إلى الأوضاع غير المستقرة في إدلب والنزوح المستمر، والبرد القارس في الشتاء الذي يؤثّر على صحّة الخيول، ولكن رغم كل ذلك استطعنا التغلّب على الظروف الصعبة، لأن الإعاقة لا تقف في وجه الهدف".
ويضيف الصغير "رياضة ممارسة ركوب الخيل غاية في الأهميّة بالنسبة للنساء فهي تعزّز الثقة بالنفس وتساعدهن على تجاوز الصدمات النفسية والآثار السلبية الناجمة عن الحروب، وقد أسسنا النادي بما يراعي خصوصيّة المنطقة، فهناك مدرّبات نساء، كذلك تسمح المساحة الواسعة للنادي للمتدرّبات بركوب الخيل بحرّيتهن، الإقبال على النادي من قبل السيدات جيد جداً من كافة الفئات العمرية، وهو في ازدياد".