اعتقلت الشرطة العسكرية التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، عشرات الشبان بينهم طلاب في محافظة الحسكة بهدف سوقهم لخدمة التجنيد الإجباري.
ودعا تعميم لمكتب الدفاع في "الإدارة الذاتية" الأسبوع الماضي، "المكلفين المطلوبين لخدمة واجب الدفاع الذاتي لإقليم شمال وشرق سوريا ضمن مواليد 1998 ولغاية 30/6/2006 الالتحاق بالخدمة العسكرية وقطع الدفتر لكل من أتم 18 عاماً".
وشنت عناصر الشرطة العسكرية حملة اعتقالات واسعة في صفوف الشبان في الأسواق والشوارع والأماكن العامة خلال اليومين الماضيين.
وقال أهال لموقع تلفزيون سوريا إن دوريات قسد كانت تتجول في أسواق وشوارع مدينة الحسكة وتعتقل الشبان ممن أعمارهم بسن الخدمة العسكرية وكذلك كل من لا يحمل هوية شخصية وبينهم أشخاص قاصرون وطلاب.
وبحسب الأهالي تعرض بعض الشبان للاعتداء في أثناء محاولتهم الفرار من عناصر دوريات "قسد" أو لرفضهم عملية الاعتقال حيث زج بهم بالقوة في سيارات مغلقة.
واعتقلت "قسد" أكثر من 300 شاب بينهم طلاب خلال اليومين الماضيين في عموم محافظة الحسكة.
وتسببت حملة الاعتقالات الواسعة بالتزام الشبان المطلوبين للخدمة بالمنازل بالرغم من كون العديد منهم معيلين لعوائلهم.
وأشار "أبو سليم" وهو صاحب مطعم في الحسكة إلى إن "أربعة أشخاص من العاملين في مطعمه انقطعوا عن الدوام بسبب حملة التجنيد الأمر الذي أضر بسير العمل في المطعم وكذلك حرم عوائل هؤلاء الأشخاص من مصدر رزقهم"، بحسب تصريحات لموقع تلفزيون سوريا.
اعتقال طلاب بكالوريا وجامعيين
وقالت سيدة في مدينة الحسكة لموقع تلفزيون سوريا إن الشرطة العسكرية التابعة لقسد اعتقلت ابنها واثنين من أصدقائه من الشارع وذلك منذ خمسة أيام وجميعهم طلاب بكالوريا.
وأضافت السيدة: "ابني كان يتحضر للامتحان التكميلي واعتقل خلال ذهابه للمعهد برفقة أصدقائه ولم يكن يحمل هوية وثبوتيات البكالوريا ومنع حتى من محاولة الاتصال بنا لجلب الوثائق".
وراجعت السيدة مكتب الدفاع في الحسكة منذ اليوم الأول وقدمت كل الأوراق الثبوتية التي تؤكد أن ابنها ما يزال قاصرا وهو طالب بكالوريا ولكنها إلى اللحظة لم تتمكن من معرفة مكان احتجازه.
وتحدثت السيدة عن اعتقال "شبان قصر وطلاب بكالوريا جامعيين خلال الحملة التي شملت دوريات داخل المدن وحواجز على الطرق الرابطة بين مدن وبلدات محافظة الحسكة".
وتنقل "قسد" المعتقلين بشكل فوري إلى معسكرات التجنيد وتبدأ بإجراءات تجنيدهم بهدف قطع الطريق أمام أي محاولات من قبل ذويهم لاستعادتهم.
"قسد" تواجه صعوبة في تجنيد الشبان
وكان مصدر من "قسد" كشف في وقت سابق لموقع تلفزيون سوريا عن صعوبات كبيرة تواجهها قسد في تجنيد الشبان من جراء رفض الشبان وعوائلهم الالتحاق بالخدمة العسكرية.
وقال المصدر إن "أغلب الشبان إما مؤجلون دراسياً أو يهاجرون قبل دخولهم سن الخدمة العسكرية أو يقيدون تحركاتهم خشية تعرضهم للاعتقال من قبل دوريات الشرطة العسكرية".
ويوضح المصدر أنه "بالرغم من تكثيف الدوريات ولكن قسد عاجزة عن تأمين الأعداد اللازمة من الشبان لكل فوج يتم تجنيده وإخضاعه للدورة العسكرية قبل فرزه لاحقا للموقع والمنطقة التي يتمم فيها كامل مدة الخدمة العسكرية".
التجنيد الإجباري في "قسد"
في منتصف العام 2014، أصدرت "الإدارة الذاتية" شمال شرقي سوريا، المرسوم "رقم 14" المتضمن قانون "واجب الدفاع الذاتي"، الذي فرضت بموجبه "التجنيد الإلزامي على كل شاب يتم 18 عاماً من عمره".
وخلال السنوات الفائتة، لجأت "قسد" إلى شنّ حملات عسكرية داخل الأسواق واعتقلت عمالا وموظفين في أثناء عملهم بالمطاعم والمحال في أسواق المنطقة، ما أدّى إلى فقدان عشرات العائلات معيلها ومصادر دخلها.
وبحسب تجار وأصحاب محال تجاريّة، فإنّ حملة الاعتقالات الواسعة التي تشنّها "قسد"، تتسبب في ركود حركة الأسواق والأعمال، مع امتناع الشباب عن الخروج من منازلهم والتوجّه إلى العمل، خشية تعرضهم للاعتقال.