أطلقت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) قبل مدة قصيرة، تطبيقاً مخصصاً للهواتف الذكية العاملة بنظامي "أندرويد" و"أب ستور"، يهدف إلى "التواصل بين الأشخاص متشابهي التفكير الذين يعيشون حياة مختلفة، وتسهيل المحادثات الحقيقية والآمنة بين المتبرعين واللاجئين" بحسب ما جاء في النبذة التعريفية للتطبيق.
ومما جاء في تعريف مفوضية اللاجئين للتطبيق الذي حمل مسمّى "عالمنا أقرب"، أنه يساعد الداعمين الذين يستخدمون التطبيق "للمساهمة في عمل المفوضية بتزويد الفئات الضعيفة من اللاجئين بالمساعدات النقدية التي يحتاجون إليها بشدة والتي تمنح اللاجئين الكرامة الكافية لاتخاذ خيارات حاسمة. إذ تعتبر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين منظمة عالمية مكرسة لإنقاذ الأرواح وحماية الحقوق وبناء مستقبل أفضل للاجئين والمجتمعات النازحة قسراً والأشخاص عديمي الجنسية".
التطبيق ومصدر الفكرة
بعد عرض التطبيق وترويجه عبر "جوجل بلاي وأب ستور"، اتّهم اللاجئ السوري في لبنان "قصي دالي" المفوضية باعتماد فكرة التطبيق من مشروع أعمال اجتماعية يقوم على التكنولوجيا الرقمية، كان قد عمل عليه دالي وشاركه سابقاً مع مكتب مفوضية اللاجئين في لبنان خلال عامي 2017 و2018 من خلال تسليمهم الملف الخاص بالمشروع "كاملاً"، بحسب ما أفاد دالي لـ موقع تلفزيون سوريا.
وقال دالي إن المفوضية عملت على تنفيذ فكرة مشروعه الذي أطلق عليه اسم "المستقلون- رسل الإنسانية IMOH"، ونشرَت تطبيقين في منصة بلاي ستور لأنظمة التشغيل أندرويد، بدون علمه، مضيفاً أنه عمل "طوال سنوات على تطوير مشروع قائم على التكنولوجيا الرقمية، وكان بمنزلة حلم لي وعمل ناجح في المستقبل".
التواصل مع المفوضية لعرض المشروع
ويوضح دالي أنه طلب من ممثلية مفوضية اللاجئين في لبنان الإطلاع على المشروع بهدف التعاون لإطلاقه معاً أو مساعدتي على ذلك "نظراً إلى عدم قدرتي على تحمل تكاليف تنفيذ المشروع بالكامل". ويقول: "عقب استجابة المفوضية للاطلاع على المشروع، دُعيت إلى عقد اجتماع مع موظف (...) حيث ناقشنا فكرة المشروع بشكل عام مع تزويده بنبذة مختصرة عنه".
ويضيف: "بعد الاطلاع على الفكرة، طلب مني الموظف تزويده بملف المشروع بالكامل (المخطط الاستراتيجي) بحجة دراسة المشروع والتعاون لإطلاقه، فزوّدته بملف المشروع كاملاً. وكان ذلك في عام 2017".
بعد ذلك، أبلغ موظف المكتب في لبنان دالي بعدم قدرة مفوضية اللاجئين على تنفيذ المشروع نظراً إلى أنه "تطبيق اجتماعي إلى حد ما".
/نسخة عن بريد إلكتروني أرسله دالي إلى ممثلة مفوضية اللاجئين في لبنان آنذاك ميراي جيرار، يطلب منها الاطلاع على المشروع بعد أن عرضه في السابق وقدم "المخطط الاستراتيجي" (بتاريخ 17- 03- 2017)/.
/نسخة عن بريد إلكتروني أرسله إلى ممثلة المفوضية في لبنان حينئذ، يحتوي على تفاصيل عن المشروع، بالإضافة إلى تأكيد عقد اجتماعات مع موظف مفوضية اللاجئين وتسليمه المخطط الاستراتيجي بالكامل. (بتاريخ 06- 09- 2018)/.
يتابع دالي حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا فيقول إن سوء الظروف الاقتصادية وعدم إيجاد شريك أو داعم أو ممول "اضطررت إلى إيقاف المشروع مؤقتاً. علماً أنه تم إطلاق موقع إلكتروني بكلفة نحو 500 دولار سنوياً، ولمدة 4 سنوات".
وعلى خلفية تطوير المشروع، شارك دالي في مسابقة MIT، بالإضافة إلى مسابقة ومعسكر تدريبي لمنظمة "جسور للشركات الناشئة" عام 2018، وتدريب لــ "Pitchworthy للشركات الناشئة" بمشاركة فريقه التطوعي عام 2019. بالإضافة إلى مقابلات مع جهات وشخصيات ونشر مراسلات بهدف الشراكة أو الحصول على دعم/ تمويل.
ومن أبرز المساعي، بحسب دالي، كان "نشر المشروع على موقع (ذومال) بهدف الحصول على تمويل جماعي لإطلاق المشروع، إلا أن هذه الخطوة لم تنجح، وكان ذلك في شهر آب 2018".
/فيديو توضيحي لمشروع قصي دالي نشره بتاريخ 2018-06-14/
ويبيّن دالي أن مشروع "المستقلون - رسل الإنسانية IMOH" يستخدم التكنولوجيا بشكل فعال وعلى نطاق واسع لصالح "الأنشطة الإنسانية والاجتماعية، وهذه الفكرة تقدم تحولاً جذرياً بطريقة التعاطي مع القضايا الإنسانية، وذلك من خلال إشراك المجتمعات والأفراد لجمع المحتاج للمساعدة مع شخص يملك رغبة حقيقية في المساعدة بشكل مباشر".
ويعرّف دالي مشروعه بالقول إنه عبارة عن موقع إلكتروني بالإضافة إلى تطبيق اجتماعي مخصص للهواتف يهدفان إلى:
- تحسين منظور الرأي العام على العمل الإنساني وآثاره الإيجابية البناءة، وربط المحتاجين للمساعدة بالراغبين بتقديم المساعدة بشكل متطور وأوتوماتيكي، ما يساعد على تحسين وضع أصحاب الاحتياجات وتلبية احتياجاتهم، بالإضافة إلى تعزيز التنمية الذاتية للأفراد.
- تعزيز الروابط بين الفئات الاجتماعية والعمرية، لمساعدة بعضهم بعضاً، والمساعدة الفردية المباشرة، من دون الاتكال على مصادر التمويل التقليدية، بالإضافة إلى الاستجابة المباشرة ولحاجة محددة، والشفافية لتعزيز المصداقية والثقة عند الأفراد.
ويختم دالي بالقول: "عندما لجأت إلى مفوضية اللاجئين، كنت على ثقة بأنها تعمل على ضمان حقوقي وحمايتي ومساعدتي، إلا أن إطلاقها التطبيق القائم على فكرتي بعد حصولها على ملف المشروع، كان بمنزلة صدمة لي، وألحق الضرر بي على جميع المستويات. اليوم أنا في تحدٍ كبير لاستعادة حقي".