بات العلاج النفسي للمرضى في دمشق أشبه بـ"تجارة رائجة لها عواقب كارثية"، إذ يستسهل معظم الأطباء منح الأدوية كحل سريع، من دون أن يسمحوا للمرضى بوصف حالتهم والتحدث.
وقالت المعالجة النفسية روجينا مفرج، إنّ هناك استسهالاً لدى بعض الأطباء النفسيين بوصف الأدوية النفسية كحل سريع، إذ أصبح العلاج النفسي اليوم "تجارة عند البعض".
وأضافت مفرج في حديثها لصحيفة "الوطن" المقربة من النظام، أن أسهل طريقة يلجأ إليها الطبيب النفسي هي وصف الأدوية قبل أن يسمع مشكلة المريض أو يمنحه الوقت للتحدث.
قد يخلق نتائج كارثية
وذكرت مفرج أن هناك أطباء يصفون أدوية للأطفال الذين يعانون من مشكلات أسرية بعمر 7 سنوات وهذا من الممكن أن يخلق نتائج كارثية، ويضع حياة الطفل بخطر، ومن الممكن أن تجعل الطفل عدائياً وتزيد من فرط نشاطه وحركته.
ويلجأ معظم المرضى إلى الطبيب النفسي فقط لمجرد التحدث وتفريغ شحنات سلبية داخلهم، ولكن "مفرج" تؤكد أن النسبة العظمى من الأطباء النفسيين اليوم لا يسمعون المريض، حتى أصبح كثيرون في المجتمع السوري اليوم يعيشون على الأدوية، فعندما يدخل المريض الذي يعاني الاكتئاب أو صدمة نفسية معينة، أول حل يصفه الطبيب الدواء، وخاصةً طلاب الجامعات أو الشهادة الثانوية الذين يعانون من ضغط نفسي.
الأدوية ليست حلاً
وتشير إلى أن الأدوية النفسية لا تحل المشكلة النفسية من جذورها فهي فقط تساعد على تسكين الألم النفسي وتجعل المريض يشعر بالراحة والهدوء، ولكن هذا الشعور مؤقت ويمكن أن نسميه تخديراً نفسياً، فبمجرد قطع الدواء يعود المريض لحالته ويكون الوضع أسوأ إذا لم يكن هناك بديل للدواء لأن جسمه اعتاد عليه.
وهناك عدة أضرار للأدوية النفسية، إذ يمكن أن تسبب الإدمان في حال الإكثار منها، وخللاً بالحركة إضافة إلى الارتجافات وزيادة في الوزن والتهيج الجلدي والشعور دائماً بالخمول والنعاس وعدم القدرة على ممارسة الأعمال، والنسيان وإيذاء الذاكرة.
وحول سحب الدواء من الجسم عن طريق أدوية أخف، ذكرت مفرج أن هذا الإجراء خاطئ، فسحب الدواء يكون بالتدريج تحت إشراف طبيب، لكن لا يجوز سحب دواء بدواء آخر يكون أخف منه، فهناك طرق أخرى ليتخلص الجسم من الأدوية من خلال الدعم والغذاء والفيتامينات.
وعن الأخطاء الطبيبة والمشكلات التي تنتج عن علاج نفسي خاطئ، قالت الطبيبة النفسية في مشفى المواساة بدمشق لانا سكر، إنه يمكن أن يتقدم من يتعرض للخطأ بشكوى لنقابة الأطباء ليتم فتح تحقيق بالموضوع.
ولفتت سكر إلى ضرورة المراقبة والمتابعة مع الطبيب النفسي وعدم استخدام الأدوية بشكل عشوائي حتى يصل المريض للعلاج والحل الأمثل لحالته.