قضت المحكمة الإقليمية في مدينة هامبورغ شمالي ألمانيا بالسجن لمدة ست سنوات على لاجئ سوري يبلغ من العمر 20 عاماً، طعن عمه بالسكين، وكاد أن ينهي حياته.
وقالت صحيفة "دي فيلت" الألمانية إن "المحكمة حكمت على الشاب السوري بالسجن لمدة ست سنوات ونصف السنة بتهمة الشروع في القتل والإيذاء الجسدي الجسيم".
وأشارت إلى أن "المحكمة تجاوزت بهذا الحكم طلب النيابة العامة بسجنه خمس سنوات وعشرة أشهر". وبرر القاضي حكمه بالقول إن "درجة الظلم عالية جداً، لقد تصرف المتهم بقصد القتل وبسوء نية".
وذكرت الصحيفة أن "المتهم وصل إلى ألمانيا كلاجئ في أيار 2023، وكان يعيش في البداية مع أقاربه في هامبورغ، ولم يكن لديه تعليم ولا وظيفة، وفي مساء يوم الجريمة، كان العديد من الأقارب وزملاء السكن يطبخون ويأكلون معاً داخل الشقة، وخلال ذلك تحدث العم إلى ابن أخ آخر، ويقال إن هذا الأخير أهان الجاني، مما أدى إلى حدوث مشادة كلامية".
"طعنه بسكين لأسباب سخيفة"
وبحسب المحكمة فإن "الشاب البالغ من العمر 20 عاماً تشاجر مع عمه الذي يكبره بخمس سنوات لأسباب سخيفة، في أيلول الماضي، وأخرج قضيباً حديدياً من حقيبته وضرب عمه، وتمكن رجال آخرون كانوا موجودين في الشقة من الفصل بين المتشاجرين بصعوبة، لكنهم لم يتمكنوا من تهدئة المتهم، فأرسلوا العم إلى الخارج، إلا أن ابن الاخ أخذ سكيناً كبيراً حاداً من المطبخ وخرج غاضباً من الشقة".
وأمام المنزل هاجم الشاب فجأة عمه الذي كان واقفاً وظهره إليه، وكان غافلاً تماماً، فطعنه بقوة في خاصرته وكاد أن يصيب القلب. وأوضح القاضي أن "العم حاول صد المزيد من الطعنات، لكن المتهم جرحه عدة مرات، وصرخ أحد المارة بصوت عالٍ طلباً للمساعدة، ووصلت الشرطة ورجال الإنقاذ الذين نقلوا العم إلى المستشفى وأنقذوه بعد إجراء عمليتين جراحيتين، في حين تمكنت الشرطة من القبض على ابن الأخ بالقرب من مسرح الجريمة".
"أردت فقط الدفاع عن نفسي"
وخلصت المحكمة إلى أن "الشاب كانت لديه ميول مؤذية، وقدرة منخفضة على تحمل الإحباط، ولم يستطع السيطرة على عدوانيته، فقد هاجم عمه بشكل كبير بسكين، مظهراً استخفافاً بالحياة البشرية". وظهر العم في المحاكمة كمدعٍ وشاهد مشارك في المحاكمة. وقال القاضي إنه "ما يزال لا يفهم سبب مهاجمة المتهم له بهذه الطريقة".
وأضاف القاضي أن "العم البالغ من العمر 25 عاماً تعرض لإصابات خطيرة هددت حياته، حيث فتحت الطعنة الأولى تجويف الصدر وأصيب بما يسمى (استرواح صدري)، وكان لا بد من استئصال جزء من كبده وقطعة من معدته في المستشفى، ومع ذلك، لم تكن العواقب على المدى الطويل خطيرة، وبالتالي كان محظوظاً بشكل فظيع لأن الأمور سارت على هذا النحو".
واعترف المدعى عليه بالجريمة بشكل جزئي وأوضح أنه "أراد فقط الدفاع عن نفسه". وكان محاميه قد طلب فقط إدانته بتهمة الإيذاء الجسدي الخطير وترك العقوبة لتقدير المحكمة وأعلن استئناف الحكم.