ملخص:
- يعاني طلاب السكن الجامعي بدمشق من الاكتظاظ الشديد، حيث يصل عدد الطلاب في الغرفة الواحدة إلى 12 طالباً، رغم أن القانون يحدد العدد الأقصى بثلاثة طلاب للغرف العلمية.
- يُمنح أبناء المتنفذين غرفًا خاصة ومريحة في السكن الجامعي، بينما يفتقر الطلاب العاديون إلى الظروف الأساسية، رغم أن بعض هؤلاء المتنفذين يقيمون فعليًا في دمشق.
- يُسمح لطلاب الجامعات الخاصة وأصدقاء أصحاب النفوذ باستخدام السكن الجامعي، رغم أن الأنظمة تمنع هذا، مما يسهم في أزمة الغرف ويزيد الضغط على الطلاب المستحقين.
- تُواجه الطالبات أوضاعاً صعبة حيث يُجبرن على الاختيار بين الإقامة في غرف مكتظة أو البحث عن سكن خارجي باهظ الكلفة بسبب الفوضى وعدم الالتزام بالقوانين.
- تتحجج إدارة السكن الجامعي بالوضع الاقتصادي لتبرير إهمال صيانة الوحدات السكنية، بينما تواصل تفضيل شرائح معينة على حساب باقي الطلاب.
يتكدس معظم طلاب السكن الجامعي في دمشق، فوق بعضهم البعض في غرفٍ غير صالحة للسكن البشري، حيث تتذرع إدارة المدينة الجامعية بالأوضاع الاقتصادية السيئة التي تمنعها من ترميم وتأهيل الوحدات السكنية، على الرغم من البدء بإعادة ترميم بعض منها، لتسليمها لشريحة من الطلاب والموظفين ذوي المحسوبيات.
السكن الجامعي لأبناء ضباط وأعضاء مجلس الشعب
أحمد "اسم مستعار"، لطالبٌ يقطن المدينة الجامعية وينحدر من محافظة حمص، تحدث لموقع تلفزيون سوريا عن معاناته على مدار سنوات دراسته، التي أقام بها في السكن، قائلاً: "تتجدد معاناتي مع كل عام دراسي لجهة البحث عن غرفةٍ في السكن لأضع فيها حاجياتي وأنام فقط"، متابعاً "رغم كل الظروف السيئة في السكن ومشكلاته وقيوده وواسطاته، نضطر للإقامة فيه، لأن لا بديل آخر لنا كطلاب في ظل ارتفاع الإيجارات المخيف، ارتفاع يمنعنا من استئجار غرف صالحة للسكن البشري، وعلى الرغم من أنني طالب طب بشري، إلا أنني أتشارك الغرفة مع ست شبان، علماً بأن القانون يفرض على الإدارة وضع طلاب الكليات العلمية في وحدات خاصة بهم بحيث لا يتجاوز العدد في الغرفة الواحدة 3 طلاب".
ويضيف أن الواقع عكس ذلك، حيث بإمكان أي شخص أن يدخل ويرى وضع الطلاب المأساوي حيث يتشارك الغرفة وسطياً 7 طلاب، وطبعاً مع "بوسة يد" لأنك تسكن في غرفة عدد طلابها قليل من وجهة نظر الإدارة، في حين يزيد عدد الطلاب في بعض الغرف عن 12 طالب، وهذا يشمل وحدات الطالبات أيضاً.
طلاب من دمشق يسكنون مدينتها الجامعية
يتهكم أحمد قائلاً "الحق مع الإدارة لا يمكن أن تلومها، فهي للأمانة تعطي الطلاب المدعومين غرفا من درجة خمس نجوم، حيث يسكن أبناء بعض الضباط وأعضاء مجلس الشعب وغيرهم من أصحاب النفوذ، كُلٌّ في غرفته الخاصة به، ويُمنع أن يشاركه بها أحد! والمصيبة الأكبر بأن بعض هؤلاء الطلاب هم من سكان دمشق، أي أن عائلاتهم وبيوتهم في دمشق، وعلى الرغم من ذلك يسكنون في غرفٍ خاصة بهم في السكن الجامعي، ويحرمون أبناء المحافظات الأخرى من الحصول على سرير فيها، لا بل أكثر من ذلك حيث إن بعض المتنفذين يُجبرون الإدارة على تأمين غرفة لكل ولد على حدى، أي بإمكانك أن ترى أخوة كل واحد منهم يسكن في غرفة خاصة به وحده!! وبعلم من الإدارة التي لا حول لها ولا قوة، فمن يجرؤ أن يمنعهم، والطامة الكبرى هي بطلاب الجامعات الخاصة الذين يسكن بعضهم في السكن، على الرغم من أن القوانين تمنع سكنهم هناك".
أما دينا فهي طالبة الهندسة فقد تحدثت هي الأخرى لموقع تلفزيون سوريا، عن الأوضاع المأساوية في السكن قائلةً "نحن كطلاب كليات علمية يلزمنا أجواء معينة للدراسة، فلا يمكنك أن تدرس وسط الازدحام وضجيج الغرف الناتج عن العدد الكبير لقاطنيها، وهنا يمكنني القول إن السمة العامة للمدينة الجامعية هي الفوضى الموجودة فيها وعدم الالتزام بالقوانين، والتي من المفترض بأنها مخصصة لسكن الطلاب الجامعيين فقط، وتحديداً القادمين من خارج العاصمة، إلا أن الواقع عكس ذلك، فترى صديقة فلان من الناس من المحسوبات على بعض المتنفذين، تسكن وتقيم في وحدات الطالبات، من غير أن تكون أصلاً طالبة جامعية، لا بل وتتمتع بسلطة ونفوذ في الوحدة حيث تقيم، ولا تسري عليها قواعد السكن، كل هذا على مرأى ومسمع الجميع، وعلى حساب الطالبات اللواتي تضطر معظمهن إما للخروج من المدينة والبحث عن غرفٍ خارجها لاستئجارها، أو للإقامة في غرفٍ لا يقل عدد الطالبات فيها عن 7 أو 8 بشكلٍ وسطي.