البث المباشر
أفادت مصادر خاصة لموقع تلفزيون بأن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تهرّب مخزون محطة السويدية من الغاز إلى مستودعاتها، تزامنا مع ارتفاع أسعاره شمال شرقي سوريا إلى أكثر من 300 ألف ل.س خلال الأسبوع الفائت.
وتعرضت محطة غاز السويدية بريف الحسكة إلى دمار كبير، أدى إلى خروجها عن الخدمة بشكل كامل، نتيجة قصف تركي مكثّف استهدف عشرات المواقع لـ"قسد" شمالي سوريا منتصف الشهر الجاري.
وكشف مصدر فني في المحطة عن وجود كمية تتراوح بين 800 ألف ومليون طن من الغاز داخل خزانين ضخمين لم يتعرضا إلى أضرار إثر القصف التركي.
ولجأت "قسد" إلى صيانة وحدة تعبئة الغاز على عجل بعد يومين من القصف التركي على المحطة ونقلت آلاف أسطوانات الغاز إلى مستودعات تابعة لها في مدينة الحسكة وريفها الجنوبي وفق المصدر.
"قسد" ترفع سعر أسطوانة الغاز 15 ضعفاً
بدأت لجان الأحياء التابعة "لقسد" في محافظة الحسكة بتسليم أسطوانة الغاز بسعر 10 دولارات (150 ألف ل.س) لسكان المنطقة بعد أن كان سعرها 10 آلاف ل.س ( نحو 70 سنتاً).
وكانت "الإدارة الذاتية" توفر أسطوانة غاز واحدة لكل عائلة بشكل شهري وفق بطاقة المحروقات بسعر 10 آلاف ليرة سوريّة، وكان يتراوح سعر الأسطوانة في السوق الحرة بين 80 و90 ألف ليرة، قبل الغارات التركية، منتصف الشهر الجاري.
وأكدت مصادر تلفزيون سوريا لجوء "قسد" إلى بيع مخزون محطة السويدية من الغاز لسكان المنطقة بسعر 10 دولارات متذرعة بأن الغاز استورد من إقليم كردستان العراق وقال مسؤولوها إنها سوف "توفره بسعر الكلفة لسكان المنطقة".
وكشف موظف في محطة السويدية لموقع تلفزيون سوريا وصول خمسة صهاريج إلى المحطة محملة بنحو 100 طن من الغاز قادمة من إقليم كردستان العراق.
وتلجأ إدارة المحطة إلى تفريغ محتوى الصهاريج إلى الخزنات الرئيسية المرتبطة بوحدة تعبئة الغاز في الأسطوانات المحلية.
"قسد" تربح 5 دولارات بكل أسطوانة غاز
تباع أسطوانة الغاز في إقليم كردستان العراق بسعرها الرسمي 8500 دينار عراقي (أقل من 6 دولارات) وتباع بشكل حر بسعر 12 ألف دينار عراقي (نحو 8 دولارات).
وتعبئ "قسد" الأسطوانة الواحدة في معمل السويدية بكمية لا تتجاوز 10 كيلوغرامات من الغاز في حين تعبئ أسطوانات الغاز في العراق 12 كيلوغراماً.
وأصبحت "قسد" تربح بعد تحديدها سعر أسطوانة الغاز بـ 10 دولارات قرابة 5 دولارات عن الأسطوانة الواحدة في حال استخدامها للغاز القادم من إقليم كردستان العراق ونحو 9 دولارات في الأسطوانات التي تُعبَأ من مخزون محطة السويدية، وفق مصدر من المعمل.
وكان معمل غاز السويدية ينتج يومياً قرابة 14 ألف أسطوانة غاز ويتوقع انخفاض كمية الإنتاج بالاعتماد على مخزون السويدية والمستورد من العراق إلى نحو 8 آلاف أسطوانة ما يوفر قرابة مليوني دولار أرباح لـ "قسد" شهرياً.
تذمر شعبي من ارتفاع الأسعار
شهدت صفحات التواصل الاجتماعي حالة تذمر واسعة من قبل سكان مناطق شمال شرقي سوريا من جراء رفع "قسد" سعر أسطوانة الغاز إلى 10 دولارات ما يعادل 150 ألف ل.س في الوقت الحالي.
وقالت خديجة حسين من مدينة الحسكة لموقع تلفزيون سوريا إن "رئيس الكومين أعاد قبل أسبوع عشرات أسطوانات الغاز إلى أصحابها من سكان الحي دون أن يعيد ثمنها وهو 12 ألف ل.س عن كل أسطوانة غاز بحجة خروج المعمل عن الخدمة، ليعود يوم أمس ويوفر الغاز بسعر 10 دولارات حصراً دون أن يعيد المبلغ القديم ".
وترى حسين أنه على "الإدارة الذاتية توفير الغاز بسعر مدعوم فسكان المنطقة يعانون من ظروف اقتصادية صعبة، وقيمة الأجور والرواتب لا تتناسب مع الأسعار المرتفعة للغاز وتوفير الكهرباء ومياه الشرب والتي يشتريها أهالي الحسكة من الصهاريج منذ عام كامل".
واتهم مواطنون في مدن وبلدات الحسكة المسؤولين في لجان الأحياء "بسرقة" قيمة عشرات آلاف الأسطوانات المسجلة لديهم قبل الغارات التركية على مناطق شمال شرقي سوريا منتصف الشهر الجاري.
وتستلم "الكومينات" أسطوانات الغاز الفارغة من كل عائلة لديها بطاقة محروقات إضافة إلى مبلغ 10-12 ألف ل.س منهم لتعيد تسليم الأسطوانة لهم معبئة بعد مدة تتراوح بين شهر وشهرين.
معمل غاز السويدية
يقع معمل غاز السويدية في منطقة المالكية بريف الحسكة، ويتجاوز إنتاج المعمل 14 ألف أسطوانة غاز يومياً، تُسلّم إلى لجان المحروقات التابعة لـ"الإدارة الذاتية".
ومحطة السويدية التي تعد أكبر معامل الغاز وتوليد الكهرباء في مناطق سيطرة "قسد" تعرّضت، الأسبوع الفائت، لأكثر من 6 غارات بالصواريخ شنّتها طائرات تركيّة على مدى يوميين متتاليين.
وتسيطر "قسد" على معظم حقول الغاز في الحسكة منها: حقل رميلان ومعمل السويدية، في حين يبلغ إنتاج معمل الجبسة بمنطقة الشدادي جنوبي الحسكة 1.2 مليون متر مكعب يومياً، يُرسل إلى مناطق النظام السوري عبر أنبوب يمتد من الحسكة -عبر دير الزور- إلى محطة الريان في ريف حمص.
يشار إلى أنّ تركيا أطلقت حملة جديدة من الضربات الجوية استهدفت منشآت ومواقع وحواجز لـ"قسد" شمال شرقي سوريا، وذلك ردّاً على مقتل 9 من جنودها على يد "حزب العمال الكردستاني" داخل قاعدة عسكرية في منطقة عمليات "المخلب-القفل" شمالي العراق.
